في عالم يموج بالأحداث والوجوه البارزة، يظل لكل شخصية بصمتها الخاصة التي تستحق أن تُروى، في هذا الحوار نسلط الضوء على ضيفتنا الإعلامية أمل نصار التي صنعت لنفسها مسيرة ملهمة مليئة بالتحديات والإنجازات، حوارنا اليوم ليس مجرد أسئلة وأجوبة، بل رحلة نتعرف فيها إلى تفاصيل إنسانية ومهنية قد لا يعرفها الكثيرون، دعونا نفتح صفحات هذا اللقاء معًا، ونقترب أكثر من ملامح تجربة تستحق الإصغاء.

أستاذة أمل نصار.. كيف تعرّفين نفسك للجمهور بعيدًا عن الألقاب المهنية؟

أنا اسمي أمل نصار، وعندي يقين داخلي أن ربنا سبحانه وتعالى أعطى لكل منا نصيبًا ورزقًا في اسمه، أنا خريجة بكالوريوس خدمة اجتماعية، وبدأت دبلومة عن سلوكيات الطفل في فترة معينة، وبعد ذلك لم أكمل الدبلومة ولم أحب المجال والتعمق فيه، ثم دخلت الوسط الفني من خلال التمثيل سنة 2006، وأول مسرحية اشتركت بها كانت ليالي الأزبكية مع الفنان الراحل عمر الحريري والفنانة ماجدة الخطيب الله يرحمهما، وباقة رائعة من الفنانين القديرين وهم: أحمد زاهر، بثنية رشوان، وانتصار.

توقفت عن التمثيل والفن فترة، وتزوجت من صحفي يعمل في جريدة الأهرام، ثم عدت مرة أخرى منذ خمس سنوات أو أكثر، عافرت كثيرًا حتى سنة 2022 وحينها تم افتتاح بلاتوه أمل للفنون، في وسط البلد في 3 شارع سليمان الحلبي، كان مسرحًا كبيرًا وأقيم له مهرجان باسم (بلاتوه أمل) للفنون وقدمت جوائز، وكان هدفي دائمًا مساعدة الشباب في تحقيق أحلامهم ولكن للأسف تم إغلاق بلاتوه أمل للفنون، بعد توقفه عدة سنوات، وعاودت العمل على برنامج إذاعة أمل للإعلامية أمل نصار سنة 2018، كانت الحلقات عبارة عن كلمات بسيطة أؤديها بصوتي، وخطوة تلي خطوة، حتى تطور وأصبح برنامج (أول مرة). 

الإعلامية أمل نصار تتحدث عن نفسها للجمهور بعيدًا عن الألقاب المهنية

اقرأ أيضًا: رحيل الإعلامي مفيد فوزي عن عمر 89 عاما.. إليك أهم أعماله

متى بدأت علاقتك بالإعلام؟ وهل كانت صدفة أم حلم قديم سعيتِ لتحقيقه؟

بدأت علاقتي بالإعلام منذ عام 2006، وكانت صدفة حين ذهبت إلى المسرح القومي لمشاهدة عرض مسرحي، وهناك قابلت الأستاذ عصام الشويخ وقدمني للمخرج سمير العصفوري، وتم ترشيحي في المسرحية المذكورة سابقًا.

ما أبرز المحطات التي تعتزين بها في مسيرتك الإعلامية حتى الآن؟

أبرز المحطات التي أعتز بها جدًا بصفتي المذيعة أمل نصار ثلاث محطات في حياتي على المستوى العملي: المحطة الأولى وقوفي على خشبة المسرح القومي وقتها كنت سعيدة للغاية، والمحطة الثانية فهي افتتاح بلاتوه أمل، أما المحطة الثالثة والأخيرة  إنشاء إذاعة أمل.

ما الفكرة الرئيسة التي قامت عليها إذاعة أمل؟

أن نعود للزمن الجميل ونستمع إلى بعضنا البعض ونشعر بما نقوله، ولا نعتمد على الرؤية كما في شاشات التلفاز؛ لأن الشعور نابع من القلب عكس الأنظار الخاطفة.

برنامج (أول مرة) فكرتي وإعدادي وتقديمي، وفي رأيي الفكرة جميلة لأنها تعتمد على ذكرياتنا وأيامنا الحلوة البسيطة المليئة بالبهجة والهدوء، ففي البرنامج يتذكر كل ضيف أول يوم ذهب فيه مدرسته، أول سفر له، أول صديق عرفه، أول مرة يركب دراجة وهكذا.

ما الذي يميز برنامج أول مرة عن غيره من البرامج الإذاعية؟

المميز في برنامج (أول مرة) شُكر الضيوف وامتنانهم لي بسبب شعورهم بالسعادة عند قراءة نص الأسئلة وتذكر كل ذكرياتهم الحلوة وطفولتهم البريئة قبل انغمارهم في مسئوليات الحياة.  

كيف تستعدين لكل حلقة من حلقات البرنامج من حيث الإعداد والإخراج؟

استعد لكل حلقة أولًا بكتابة الأسئلة، ثم إرسالها للفنان أو الفنانة، وعند الإعجاب بالفكرة نبدأ بتسجيل البرنامج، ملاحظة لطيفة تقريبًا كل من أرسلت له الفكرة والأسئلة أعجب بالفكرة وتم تسجيل حلقته.

الإعلامية أمل نصار أثناء تحضير الأسئلة لحلقات برنامجها الإذاعي

ما الفئة المستهدفة التي تحرص أمل نصار على مخاطبتها عبر البرنامج؟

الفئة المستهدفة كل الوطن العربي وكل شعب مصر، أتمنى أن أصبح أشهر مذيعة ببرنامجي (أول مرة).

اقرأ أيضًا: أوبرا وينفري في عيد ميلادها الـ 67 شاهدها عن قرب

بصفتك إعلامية ومنتجة.. ما الصعوبات التي واجهتك في الجمع بين الدورين؟

واجهتني صعوبات قوية بسبب ميزانية الإنتاج المرتفعة لأنه يحتاج إلى مواقع تصوير (لوكيشن) وأجور ممثلين وغيرهما، وأحيانًا يسبب العجز المادي، لذلك أنا مؤخرًا أفضل الإذاعة وسأستمر بها وأوجه كل طاقتي فيها. 

كيف ترين تجربة الإنتاج الإذاعي في ظل المنافسة الشديدة مع الإعلام الرقمي؟

كوني أمل نصار أنا لا أرى منافسة فلكل تجربة طابعها الخاص بها، وأنا سعيدة بما أقدمه لأنه ناتج عن رغبتي واهتماماتي الشخصية، ولذلك أنا لا أواجه منافسات فيما أفعله.

هل واجهتِ تحديات في إقناع الجمهور أو فريق العمل بفكرة البرنامج؟

لم أواجه تحديات في إقناع الجمهور أو الضيوف بفكرتي، فعندما سجلت أول حلقة وقمت ببثها رأيت تفاعل الجمهور ولاقت الفكرة إحسانًا كبيرًا، في رأيي، أصبح الجمهور مشاركًا؛ فعند طرح الأسئلة على الضيف، يجيب عنها المستمع معنا وكأنه ضيف الحلقة.

ما أقرب حلقة أو موضوع قدمتيه وكان له صدى كبير لديكِ ولدى الجمهور؟

موضوع برنامج (أول مرة) ألقى صدى صوت وألقى إحساسًا عاليًا بالمستمعين، كما ظهر حب الناس للبرنامج متمثلًا في انتظارهم للحلقات القادمة، وإن شاء الله، مفأجاة الحلقة القادمة هي استضافة النجم المطرب إيساف.

من الضيف الذي تحلمين باستضافته على إذاعة أمل؟

أحلم أن أستضيف كل نجوم الفن مثل: تامر حسني، إلهام شاهين، أحمد حلمي ومنى زكي، أمير كرارة، أحمد فهمي وإيناس الدغيدي وبهاء سلطان وليلى علوي وكريم محمود عبد العزيز وكريم عبد العزيز، أحمد عز وغيرهم. 

أتمنى استضافتهم لرغبتي في أن يسمعهم الجمهور بطريقة مختلفة بعيد عن الشاشات ولا يروهم في الصورة المتألقة المثالية كفنان لا إنسان، ومن الزمن الجميل كنت أتمنى أن استضيف نور الشريف وأحمد ذكي.. أناسًا أضافوا علامات للتاريخ الفني. 

الإعلامية أمل نصار تتحدث عن النجوم الذين تحلم باستضافتهم

ما النصيحة التي تقدمينها للشباب الراغبين في دخول مجال الإعلام؟

الاجتهاد الاجتهاد، والصبر؛ لأن النجاح يحتاج إلى وقت يستثمر في نفسه كثيرًا ويتدرب أكثر، ولديه شغف بما يقدمه حتى لا ييأس في أثناء التعثرات.

اقرأ أيضًا: رحيل واحده من رواد الجيل الاول في ماسبيرو الإعلامية ” عفاف عبد الرازق “

ما مشاريعك وخططك القادمة بعد بلاتوه أمل؟

خططتي أن تصبح إذاعة أمل نصار أكبر وأنجح إذاعة في الوطن العربي ومصر، أتمنى أن يدخل برنامج (أول مرة) كل بيت مصري وعربي من خلال الإذاعة ومن خلال اليوتيوب، وأنا بالفعل أعمل جاهدة بشتى الطرق أن أحقق ذلك إن شاء الله.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية حوارنا مع ضيف مميز منحنا الكثير من وقته وتجربته، كلمات صادقة وتجارب واقعية نتركها بين أيديكم لتستلهموا منها ما يفيدكم في حياتكم، شكرًا لضيفتنا الكريمة الأستاذة أمل نصار، وشكرًا لكم أعزائي القراء على المتابعة.. نلتقيكم في حوار جديد يحمل حكاية أخرى تستحق أن تُروى.