نعلم جميعا أن تأثير وسائل الإعلام على الإنسان كالمرآة العاكسة، فهو يتأثر بكل أحداث وتجارب الحياة، نفسيا واجتماعيا وثقافيا، فما نطلع عليه سينعكس علينا، وللأسف الشديد في هذه الأيام، نشاهد مواد بمختلف وسائل الإعلام ذات محتوى مأساوى إما منحل أخلاقيا حيث إننا جيل المهرجانات، حتى وسائل التواصل الاجتماعي اختلقت، فهناك جروبات لفضح الأزواج والزوجات وأصبح شريك الحياة بمثابة المفتش كرمبو للطرف الأخر في ظل غياب الثقة بين الطرفين.
وأصبحت هذه المواد كالرصاص الخفي الذي يخترق جهاز المناعة النفسي والأخلاقي للمجتمع، فنحن مجتمع يتخذ الشباب نمبروان قدوة له، الذي يمثل الطموح وطلوع القمر هو نمبروان في دعوة الشباب للانحراف والفساد الأخلاقي، ومن العجيب أن بعض النقاد والفنانين يتحدثون عنه وكأنه ظاهرة نادرة الوجود، فهو لا يكذب عندما قال لما الأبواب تقفل بقف وأكسرها برجلى، و لكن كسرها عن طريق البلطجة.
والتركيز على السلوك العدواني والعنف فى الأغاني والأعمال الدرامية، مما يدفع الأشخاص لتطبيق هذا السلوك في حياتهم الواقعية، كذلك نشر بعض القيم والمبادئ التي قد لا تتناسب مع ثقافة مجتمعنا، وبذلك تدعو الجميع لارتكاب الجرائم عن طريق تكوين صورة ذهنية تتمثل في أن الأشخاص الذين يرتكبون هذه الأفعال المخالفة للقانون أنهم أبطال يحققون من خلال تلك الأفعال الشهرة والمكسب والمكانة المرموقة ولا تلقي الضوء بشكل كافي على المعاقبة القانونية و مصير هؤلاء الأشخاص.
اقرأ أيضًا: انتشار العنف في المجتمع لعام 2021
تأثير وسائل الإعلام على المجتمع
إن أغلب المصربين متخرجين من مدرسة أمينة رزق الأغلبية ينجذبون إلى كل ما هو سلبى ويجلب طاقة سلبية و نتغافل عن كل ما هو إيجابى، بالتأكيد لا يجب أن نتغافل عن الأمور السلبية ولكن يجب التوازن يبن الإيجابيات والسلبيات، حتى لا يقع الإنسان ضحية للحرب النفسية؛ لأنها أشد قسوة من الحروب بالأسلحة، كما أنها تميت الإنسان بالبطيء، فالشخص الذي يطلع على الأمور السلبية يجب أيضا أن يطلع على الإنجازات والنماذج والشخصيات الناجحة، حتى نصبح مجتمعا ناجحا وسويا نفسيا وفعًالا، وقد يرى البعض أن هذا الكلام مبالغ في؛ لأنه يجهل أن القوة الناعمة لها دور في نشأة الفرد، وتكوين شخصيته، واتجاهاته ونمط سلوكه منذ الصغر.
اقرأ أيضًا: التحرش الجنسي.. أسبابه والآثار النفسية المترتبة عليه
فمع تعدد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، أصبحنا فى بيئة مشبعة بالمواد الإعلامية التي أصبحت تلعب دورَا كبيرَا فى حياتنا اليومية ومن أبسط الأمثلة على ذلك استخدام الأطفال لنفس الألفاظ، ولغة وتصرفات الشخصيات الكرتونية، شخصية الطفل هي انعكاس للتربية التي يتلقاها، بالتأكيد هذا التأثير الإعلامى لا يقتصر على الطفل فقط، بل يشمل جميع مراحل الإنسان على مختلف اهتماماته، واتجاهاته.
فالإعلام ليس فقط وسيلة لنقل الأخبار والمعلومات التي تخص كل ما يدور حولنا، بل أنه أصبح قوة مهيمنة تؤثر على المجتمع بأكمله، حيث اختلفت أغراض الأفراد في استخدام وسائل الإعلام من فرد لآخر وفقا لاتجاهاته، معتقداته، اهتماماته.
اقرأ أيضًا: خطورة الابتزاز الالكتروني وأثره على المجتمع 2022
تأثير وسائل الإعلام وفوائدها
قد ساعدتنا وسائل الإعلام على فهم الواقع من حولنا والتفاعل والتكيف مع الظروف المحيطة بنا ،فهي أصبحت بمثابة النافذة التي نطل بها على العالم وبفضلها أصبح العالم كله قرية صغيرة، حيث أصبح بإمكاننا مواكبة الأحداث فى الدول الأخرى في نفس توقيت حدوثها، كما ساعدت على الانفتاح الثقافي، المعرفي، تبادل الأفكار، الخبرات والمعرفة، وقد يستخدمها البعض في محاولة الهروب من الواقع والتخفيف من ضغوطات الحياة من خلال البرامج و المواد الترفيهية المختلفة، كما تقوم بتشكيل الرأي العام في المجتمع في كافة القضايا السياسية،الاجتماعية، الدينية، الثقافية، الاقتصادية وغيرها.
كيفية التعامل مع تأثير وسائل الإعلام في حياتنا؟
علينا أن ندرك أن تأثير وسائل الإعلام والاتصال سلاح ذو حدين فبالرغم من إيجابيات هذه الوسائل المتعددة من تثقيف المجتمع وتوعيته والكشف عن الفساد وإبداء الرأي وحرية التعبير والنقد في القضايا المختلفة، إلا أنها لها تأثيرها السلبي على الأفراد والجماعات في المجتمع، حيث إنها لها تأثير كبير على توعية الأفراد وطريقة تفكيرهم في مختلف الأمور وحتى السلوك الشرائي لدى الافراد، فوسائل الإعلام تقوم بترغيب المشاهدين بشراء السلع والخدمات وغيرها من الخدمات التي قد تفوق قدراتهم المالية والاقتصادية عن طريق الإعلانات المختلفة وأساليب الجذب وعرض السلع.
ونتيجة لذلك يجب أن نواجه تأثير وسائل الإعلام ونوظفها للخدمة وتطوير المجتمع وترسيخ المبادئ والقيم الإنسانية ولكن هناك من يستغل هذه الوسائل؛ لخدمة مصالحه وتحقيق الأهداف الخاصة به كتضخيم الأخبار والفبركة الإعلامية أو إبراز دور بعض الشخصيات بصورة مبالغ فيها وإهمال أو الإقلال لأدوار أشخاص أخرى وعرض وجهات النظر الخاصة بأصحاب الوسيلة وإقناع الجماهير بها أو نشر أخبار غير صحيحة؛ لتحقيق تلك الأهداف الخاصة بالجهة الإعلامية، فيجب على وسائل الاعلام تحقيق عنصر المصداقية في نقل الأخبار والمعلومات والتحقق منها قبل النشر؛ لأنها إذا فقدت هذه الوسائل الضمير الإعلامي، فقدت ثقة جماهيرها ويجب علينا نحن كمتلقون لهذه الرسائل الإعلامية انتقائها وانتقاء المحتوى الذي تقدمه والارتقاء بالذوق العام والمستوى المعرفي والثقافي لدينا.
اقرأ أيضًا: كيف يصبح المجتمع المصري مجتمع صحي لا مكان “للعبث” فيه؟
شاهد أيضًا:
كتبت: ماريان عزيز