“مجتمع مشوه”

– في ذلك المجتمع يقع القصر المُهاب، وعلى تلك الطاولة الفاخرة، بجوار كؤوس النبيذ المعتقة، يتم التخطيط لتبادل منفعة اجتماعية، بين أكبر عائلات المجتمع وبين السياسيين واصحاب السلطة، في الناحية الاخرى بذلك البيت الفسيح، هناك طاولة تقل فخامة وعراقة عن سابقتها، يتناول عليها أصحاب المال والتجار، صفقات مشبوهة لتقسيم السوق فيما بينهم، وإلتهام الصغار منهم، أما في أطراف المدينة، يجلس هؤلاء الفقراء على طاولات من هموم وديون وشقاء، يتناولون الذل في كسرات خبز جاف، ويغمسونها في دموع ابنائهم ودماء اجسادهم.

“قاطني قمة هرم المجتمع”

-إن قاطني تلك القصور يسمونهم اصحاب “الطبقة الأرستقراطية“، عائلات إجتماعية عريقة ذات دماء نقية، وقد تكون منهم عائلات اصحاب دماء ملكية زرقاء، وهم الطبقة القريبة لقلب اصحاب النفوذ والسلطة والحكام؛ لقوة إحكامهم زمام الامور في بلادهم ولعلاقاتهم الكبيرة والموسعة، التي سيستفيد منها الساسة أيما استفادة ، وهم يملكون ثروة طائلة قد لا تنفذ حتي الحفيد المائة، ويطلق عليهم البعض العائلات الذهبية.

“رؤوس اموال المجتمع”

– أما عن هؤلاء الأجوال المنتفخة المتخمة، بأموال تم كسبها من استغلال الحروب وامتصاص دماء الفقراء، يلقبوهم أصحاب “الطبقة البرجوازية“، ويتلخص هؤلاء في حفنة من التجار واصحاب رؤوس الاموال، الذين يسيطروا على السوق بالبيع والشراء، ويعتبروا هما الطبقة الفوق متوسطة، وهم لا يعملون باايديهم أو ينتجون شيئاً لانهم أصحاب اموال، يستغلون العمال البسطاء في عمل مضنِ وشقاء دائم، مقابل أجر زهيد، يعرفون من أين تؤكل الكتف بالضبط، لانهم الحلقة الواصلة بين العائلات الارستقراطية في القمة والعمال البسطاء في القاعدة.

“شحاذين المجتمع”

– أما عن تلكم البشر الضعفاء أصحاب الاجساد الهزيلة والملابس الرثة، ماهم إلا أصحاب “البروليتاريا أو طبقة الكادحين”، تستطيع ان تطلق عليهم بقايا مجتمع او بقايا بشر، فهم لايملكون شئ إلا عافية تعينهم على قضاء اعمال اسيادهم، في المصانع لدى إحدى البرجوازيين أو في مزارع وقصور الارستقراطيين، وهم الحلقة الاضعف دوما في المجتمع، اذ هم وقود أي ثورة، يقع منهم الالاف ضحايا لطبقات جشعة، لايرون فيهم إلا نقود متحركة يستغلونها ابشع استغلال، و يظل الصمت حديثهم الصاخب لا يفتحون أفواههم إلا لإلتقات فتات أسيادهم.

“مجتمع سهل الهدم”

– ذلك الهرم المجتمعي الذي على هذه الشاكلة يسهل هدمه، او يسهل إثارة حنقه تحت شعار فرق تسد، تلك القسمة الجائرة، التي تجعل الحقد هو السمة السائدة لذلك المجتمع، لا نستطيع تفاديها إلا بالمساواة فيما بين الطبقات، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، ويقعون جميعاً تحت طاولة واحدة، طاولة القانون.

– على الرغم من تواطئ القانون أحياناً مع طبقة ضدد الاخريات، إلا أن من يضرب بيد من حديد لا يتواطئ او يهاب إلا ربه، الان أصبح المجتمع في تغيير، بعد سنوات ستختفي طبقة البرجوازية، وسوف ينضم بعضها إلى الكادحين ولنقل انهم الشرفاء منهم، أما البقية فسيتعلقون بأذيال الارستقراطيين إما بالعلاقات أو الزواج، ويصبح المجتمع غدا غني وفقير فقط، فلا يوجد من ينصر القلة المستضعفة في قاعدة الهرم أو يوقف زحف القمة عليهم بالفناء.

– ألا تباً.