كتبت:هدير محمد طلبة

 

يعتبر المثل الشعبي جزء لا يتجزأ مش شخصية أي مصري وغالبا ما يكون هدفه الأساسي إرسال حكمة  أو معلومة أو موعظة،كما يعتبر إرث تتناقله الاجيال واحدآ تلو الآخر .

ولكن يوجد لكل مثل شعبي قصة وأصل ولنبدأ اليوم بأصل….

“يا ما جاب الغراب لأمه”نرددها جميعآ عندما يفاجئنا شخص ما بشي لا نرغب به أو لا ينال إعجابنا كما يتكرر كثيرآ علي مسامعنا يوميآ ،ولكن لما الغراب؟،وماذا أحضر لأمه لكي يتحول لمسخة يسخر منها الجميع؟!

حسنآ…لا توجد قصة محددة لأصل هذا المثل ولكن كشفت دراسة متخصصة في مجال الغربان أنهم ينجذبون للأشياء التي لها بريق في الشمس كما يهتمون بالإحتفاظ بهذه الأشياء في مكان سري لا يعرفه أحد كثغرة بشجرة أو حائط ،وتمكن بعض الباحثين من الوصول لأحد تلك المخابئ وعند التفتيش به إكتشفوا أنها أمور لا قيمة لها ك”قطعة مرآة مكسورة أو يد فنجان أو قطعة معدن”فهذه الأشياء تصبح لأمعة في ضوء الشمس مما يجذبهم نحوها ومن هنا جاء “يا ما جاب الغراب لأمه”تعبيرآ عن من يقدم شي لا قيمة له.

 

أما”من فات قديمه تاه”فيرجع أصله إلي فلاح قرر أن يشتري آلة جديدة تساعده علي سقي الزرع بطريقة أسهل وأسرع من بقرته القديمة ولكن المشكلة هي عدم توافر المال لذلك مما جعله يقدم علي بيع بقرته التي كان يعتمد عليها في حرث الأرض وسقيها لأحد جيرانه رغم حزنه الشديد لتعلقه بها وحبه لها.

وذات يوم تعطلت تلك الآلة ولم يملك المال الكافي لتصليحها حينئذ وعندها تمني وجود بقرته القديمة لكنه لم يملك المال أيضآ لإسترجاعها ،فإضطرت زوجته لبيع ذهبها وبالفعل تمكن الفلاح من إسترجاع بقرته بسعادة كبيرة وعندها قالت له زوجته المقولة الشهيرة”من فات قديمه تاه”والتي ظلت تداول بيننا ليومنا هذا.