اللوحة مقابل الغداء
كتب : مهاب حسن
كانت البداية بميلاده فى باريس ، ١٤ نوفمبر عام ١٧٤٠ ، و ببلوغ سن الخامسة انتقل إلى قرية ( le Harve )، ثم التحق
بالمدرسة و لكنه لم يقتصر على تلقى الدروس التعليمية ، و بدأ ظهور بوادر الموهبة بحبه للبقاء فى الطبيعة لوقت طويل ، ثم ظهر حبه المولع بالرسم فى الثامنة ، فكان يملأ دفاتره المدرسية برسومات مختلفة فتحمست والدته لذلك و شجعته ، فكانت
إنطلاقة الرسام الفرنسي الشهير ( أوسكار كلود مونيه ) .
ذاع صيته فى المجتمع الفرنسي بفضل لوحاته ، و تعرف على (إيجوين بودين) فنان رسم المناظر الطبيعية ، و الذى شجعه
و فتح لكلود مونيه طريق إستكشاف عالم الطبيعة فى لوحاته و الذى أصبح بعد ذلك علامة فارقه فى حياته .
التحق بأكاديمية ( Suisee ) للفنون الجميلة ، و فى الفترة ما بين عامى ١٨٦١ و ١٨٦٢ خدم فى صفوف القوات الفرنسية فى
الجزائر ، و تم إعفاؤه بعد ذلك لأسباب صحية .
إنجازاته
كان المعرض الفنى الذى أقيم فى فرنسا عام ١٨٧٤ ثورياً بمعنى الكلمة ، فقد عرض مونيه لوحته الشهيرة ( الإنطباع ، و شروق الشمس ) / ( Impression , sun rise ) التى تصور ميناء لوهاڤر فى ضباب الصباح ، و كان مونيه ضمن مجموعة الفنانين
)الإنطباعيين(وكان الرائد لها و تتميز لوحاته بأنها تصويرية أكثر من أن تكون عملاً مكتملاً .
مونيه كان ساعياً فى أعماله إلى التقاط جواهر عالم الطبيعة ، بإستخدام ألوان ًا صافيه و كانت لمساته جريئة و قصيرة و
الأشكال فى لوحاته أكثر معاصرة ، و بسبب معاناته من عدة مشاكل صحية عكست لوحاته الفنية الكآبة التى سيطرت عليه و أهمها لوحة ( Ice Drift ) ، و أحب الرسم فى الهواء الطلق خاصة الحدائق .
لماذا عنوان هذا المقال ؟ ( كما تسأل يا قارئي العزيز )
لأنه كان رائد للمدرسة الإنطباعية فى الرسم و التى تتركز على الأعتناء بالمساحات اللونية فى الرسم ، و التمرد على القوالب
الكلاسيكية فى الرسم و كان إسلوبه جديداً على معاصريه .
ظل زمناً طويلاً من دون أن يحصل على تقدير معاصريه ، حتى إنه وجد صعوبة كبرى فى بيع صوره و لوحاته بخمسين فرنك فقط ، و كثيراً ما قاسى آلامالجوع هو و زوجته ، بل بلغ من شدة يأسه أنه حاول الأنتحار ذات يوم ، و اضطر فى بعض الأحيان أن يبيع لوحاته إلى المطاعم مقابل وجبة غداء ، و هناالكوميديا السوداء كان لها دور فعاش حتى شاهد تلك المطاعم تشتهر لأن لوحاته معلقه على جدرانها .
بعد سنوات تم الأعتراف بفنه ، ارتفعت أثمان لوحاته إرتفاعاً مذهلاً ، دَر عليه أرباحاً طائلة و لكنه لم يكن يهتم بأمر المال ، فبقى كما كان بسيطاً بدرجة تبعث على الأعجاب .