” تزوجها كاتبة “
– فهي ترى دوماً بعين أعمق، ترى بعين قلب حالم، وعقل متقد، وروح مناجية، وجسد مطواع لكل خلجاتها وقادر علي التأقلم على جميع حالاتها، فلن ترى معها شقاء المعشر، أو كره الوجود في ذات الأمكنة، تزوجها كاتبة.. ستجد فيها العقل المستنير كلما تحدثت وشعور الفخر يغمرك ويؤكد لك كم أنت رائع أن تلك الجميلة زوجتك.
” تزوجها كاتبة “
– لن تمل حديثها ولن تحزن على ساعات طوال ذهبوا أدراج الرياح، فإن تلك الساعات سترى فيها تفاصيل الحربين العالميتين الأولى والثانية وما آل إلية العالم بسببهما، تزوجها كاتبة.. ستصعد معها إلى المجرة ممطتي سحب ثلجية، لتثبت لك بالدلائل والبراهين القاطعة مدى قوة آيات الله كما ذكرها في كتابه العزيز قال تعالى: “فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنّسِ. الْجَوَارِ الْكُنّسِ. وَاللّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ. وَالصّبْحِ إِذَا تَنَفّسَ. إِنّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ” التكوير 15-19 .
” تزوجها كاتبة “
– لأن الحياة معها تمر في مغامرات شيقة، حتي وإن لم تتزحزح قيد أنملة عن أريكتك المرهقة من ثبات وجودك عليها، تزوجها كاتبة.. ستجد نفسك يوماً بأعلى جبال الهيمالايا تقطف زهوراً نادرة وتتراقص حولك الفتيات الهنديات بروعة ثيابهن المزركشة وأصواتهن المميزة، ويوماً ستبحر معها على متن سفينة بالمحيط الأطلنطي وتجاورها في حرب ضد القراصنة، وبعدها ستفيق علي صوت طلقات نارية خارج إحدى الحانات بأطراف روسياً تحتسي فيها أفخر أنواع النبيذ.
” تزوجها كاتبة “
– فلن تجد في أطفالك عادات اللهو السيئة ولن تجد بهم ومعهم إلا كل حسن، ستكون لك ولأولادك واجهة مشرفة يقتدون بها ويفخرون كونها كاتبة، إنها قادرة على فهم إحساسك من مجرد تلميح، تزوجها كاتبة.. ستجد سرعة بديهتها تقودها دوما إلى أعلى مراتب الذكاء الأجتماعي فتتحمل عنجهية والدتك وهي تلقي بوجهها قذائف التهم الشنعاء حول عدم إتقانها الطبخ وإنها مهما فعلت فلن ترضى إبنها المدلل، وتتحمل تدخلات أختك في تنظيم بيتها وملابس أبنائها وطريقة تعاملها مع الجيران.
” تزوجها كاتبة “
– لترى كل مايعتريها مترجم في حياتكما، إنها تعطي كل شئ حقة أيما عطاء، فوقت الرومانسية تغدق لياليكم بالحب والشعر وقد ترشق قلبك بورود نزار و شوقي و تداعبك ببعض من مجون أبي نواس، ووقت الحنق تصنع لك مشهداً درامياً قادراً على سحق كل حلو بحياتكما وتكشف الستار عن مواقف آثرت فيها الصمت وحان وقت التحدث فيها، تزوجها كاتبة.. سترى أمامك فجأة السيدة أمين رزق وهي تحاول إجترار مشاعرك نحو تضحياتها التي لاتعد ولا تحصى، وتجد نفسك معتذراً متذللاً في التوسل على شئ أنت صاحب الحق فيه.
” تزوجها كاتبة “
– فهي الأم العطوف الحنون في الصباح، والأخت المشاكسة في الظهيرة، والمعلمة والادارية في العصر، وفي الليل زوجة هادئة جميلة، تزوجها كاتبة.. ستجدها تتأقلم علي أحوالك المزاجية كتأقلمها بين أبطال روايتها ومحاولة نسج خيوط المودة بينهم لتظهر في النهاية بثوب متين لا تؤثر فيه كلمات ناقد أو عيون حاسد أو حتي تلتفت لتراهات نساء لم يصلن حتى عُشر ماوصلته بحياتها، أحتويها فلن تجدها سوى منبع للسعادة وحياة مديدة مهما قصر عمرها.
” تزوجها كاتبة “
– فلن تندم علي تسرع قرارك في أختيار شريكة الحياة، أو تلعن يوم أقترانك بها ستجد الراحة والسكينة في أرجاء بيتك وصلاح أبنائك وتفوقهم الذي نبع من رجاحة عقلها وحسن تربيتها وذائقتها في تعليمهم وتثقيفهم، تزوجها كاتبة.. عندها ستشعر بمدى رضا ربك عليك وأنه أراد لك سعادة الدارين، ستجد في زوجتك الكاتبة أضعاف ماستجدة في أي امرأة أخرى، فلا تتوانى لحظة في إختيارها.
– تزوجها كاتبة، ولا تخف ستنعم حقاً بالكثير.
– تزوجها كاتبة، وأجعلها تريك العالم بعينيها.
– تزوجها كاتبة؛ لكن تحملها قليلاً كما ستتحملك
وتتحمل أبنائك كي تجد علي يدها كل ماسلف.