يا خراشى

كتب : مهاب حسن

أول كلمة تأتى فى بال أى أحد خاصة المصريين .. يصرخون عند حدوث المصائب ( يا خراشى ) ، و لكنهم لا يعلمون هذه الكلمة المتوارثة بالذات المتعلقة بحدوث المصائب ولا يعلمون معناها ، أصل هذه الكلمة هو الشيخ ( أبو عبدالله محمد بن جمال الدين عبدالله بن على الخراشى المالكي ).

(( الإمامة العلامة ، و الحبر الفهامة ، شيخ الإسلام و المسلمين ، و وارث علوم سيد المرسلين )) .

هكذا قال الجبرتى عن الشيخ الخراشى فى كتابه ( عجائب الآثار فى التراجم )

الشيخ الخراشى هو واحد من أفضل علماء الدين و أول من تولى مشيخة الأزهر عام ١٦٧٩ ، و ظهر هذا المنصب بعد مرور ٧٤١ عام على إنشاء الجامع الأزهر، بسبب زيادة أعباء الجامع الأزهر و لكثرة الدارسين و المترددين عليه ، و عدم قدرة الحاكم على إدارة أموره .

ولد بمحافظة البحيرة و حفظ القرآن الكريم ثم التحق بالأزهر الشريف ، و تتلمذ على يد كبار العلماء مثل : الشيخ على الأجهورى ، و يوسف الفيشى ، وإبراهيم اللقانى ، و اختار المذهب المالكي و عمل بالتدريس بالجامع الأزهر و المدرسة الأقبغاوية .

عُرِفَ بحسن السمعة ، يهابه كل من يراه فلم تكن له شفاعة أو يُهمَل له رجاء ، هذا الصالح فتح بابه لكل مظلوم و ضُرِبَ به المثل فى الشجاعة و الكرم و عزة النفس .

ذيع صيته فى الحجاز و الشام و اليمن و له عدة مؤلفات منها :

  • رسالة فى البسملة .. مكونة من ٤٠ كراسة فى شرح قوله تعالى (( بسم الله الرحمن الرحيم )) .
  • الأنوار القدسية فى الفرائض الخرشية .
  • الشرح الكبير على متن خليل فى فقه المالكية ( ٨ مجلدات)

تولى مشيخة الأزهر فى سن ٧٨ عام حتى توفى عام ١٦٩٠ .

نداءُ كرب

شيخنا كرَّس حياته لخدمة المصريين ، فكلما أُصيب أحد بمكروه لم يجد مفر من اللجوء للشيخ الخراشى لقضاء الكرب ، و بعد موت الخراشى لم يجد المصريين من يقضى حوائجهم ، فكانوا يصرخون بأعلى صوتهم ( يا خراشى ) ، متمنين عودة هذا الصالح إلى الحياة مرة أخرى .

برغم موت هذا الصالح منذ ما يزيد على ٣٠٠ عام ، إلا أن أسمه مازال نداء لكرب المصريين .