في هذا الجزء نستعرض الازياء المصرية التي قضى عليها التطور وساعد في اندثارها ونعرف كل قطعة فيها كيف بدأت وكيف انتهي امرها مع بداية الثورة التي خلعت عن اجساد المصريين جلود ابائهم وامهاتهم والبستهم جلوداً مغايرة تتماشى كل منهم مع العصر الذين عاشوه، فلنبدأ بملابس السيدات.
“البداية”
منذ القرن الثامن عشر ونساء مصر يرتدين شئ ميزهن عن كل نساء العالم، ارتدين “الملاية اللف” وكان أكثر من يرتدي تلك القطعة السمراء اللامعة هن فتيات الطبقة الشعبية فوق اثوابهن القصيرة، يزين رأسهن بقطعة قماش ملونة بها كرات صغيرة وكبيرة متعددة الالوان أو ذات لون واحد يدعونها “منديل بأوية” ثم يسدلن فوق وجوههن تلك القطعة الانيقة المسماه بـ “اليشمك”.
اليشمك الشبكي(البرقع):-
هناك يشمك أو “برقع” له قصبة ذهبية ترتكز عند الانف ويتدلى منها حجاب شبكي ذات خيوط فضية أو ذهبية لامعة، يزيد النساء جمال وأنوثة جذابة وهذا ما يرتدينه فتيات الطبقة الشعبية مع الملاية اللف اذا كن يرتدين المنديل بأوية أو لا.
الحبرة واليشمك:-
كان هذا رداء سيدات الطبقة المتوسطة وفتيات المدارس وزوجات الاكابر من التجار واصحاب رؤوس الاموال في تلك الحقبة، وكان عبارة عن قطعتين من قماش ثقيل اسود احداهما طرحة طويلة تصل حد الخصر والثانية تنورة لا تشف مااسفلها وقميص ابيض ناعم، يغطين وجوههن باليشمك الحريري الابيض الذي لا يشف الوجه.
اليشمك التركي:-
يخلط الناس دوماً بين هذا اليشمك واليشمك المصري السابق ذكره وهو المرافق للحبرة السوداء، انما اليشمك التركي هو قطعة قماش شفافة توضع على الرقبة والذقن ويرتدينها السيدات التركيات على الفساتين والملابس الغربية مع غطاء الرأس إذا كان حجاب فعلي(طرحة) أو قبعات باشكالها و أحجامها المختلفة.
“الآن”
تطور شكل كل شئ في الملابس النسائية مع كل حقبة زمنية، في ستينيات القرن الماضي بدأ اختفاء الحبرة واليشمك واصبحت سيدات تلك الطبقة ترتدي مثل الارستقرطيات والاجنبيات، فساتين ذات طابع اوروبي وتركي ومع دخول السبعينات انتهت الملاية اللف واليشمك والبرقع واصبحت النساء ترتدي “الشارليستون” والقمصان الملونة مثل الرجال.
حتى أتت الثمانينات لتقضي على السبعينات بالميكروچيب والشورت وقصات الشعر المرتفعة والثقيلة، وحتى التسعينات والالفية الاولى، بقيت الازياء تتطور بشكل سريع ومريع.
نعود لحقبتنا الحالية التي عاد فيها ذلك الزمن مرة أخرى في شكل ازياء عصرية ذات طابع قديم، فاصبحت ملابس السيدات من فساتين أو بناطيل أو تنانير تتطور بشكل سريع حتى انهم اعادو ابتكار ملابس تندمج فيها العصور بأوضح معالمها.
كتبت/ إيمان الخطيب