بقلم / ماريان عزيز

تعد الرحمة خلقا رفيعا يتصف به اصحاب القلوب الرقيقة التي ترق لآلام الخلق وتتجاوز عن أخطائهم وتحسن اليهم وتعاملهم معاملة حسنة تليق بآدميتهم مما يشعرهم انهم لهم الحق فالحياة الكريمة التي كرمهم بها المولي و مع ذلك اننا أصبحنا نعيش فى عالم انعدمت فيه الرحمة من قلوب البشر حيث أصبح الحيوان اكثر وفاءا و انسانية من الانسان ف هذا الزمن العجيب و كأن قلوب البشر قد انتزعت منهم فاصبح المجتمع يسوده العنف و القسوة أصبح الضعيف لا وجود له فى عالم الكل يبحث فيه عن مصلحته الشخصية فنحن نكاد نعيش فى غابة موحشة فنرى الاب يقتل ابنه و الارملة او المطلقة تتخلى عن أطفالها لتتزوج بأخر بكل بساطة و كأنها أمور معتادة بل و حتى فعل الخير أصبح البعض يبادر إلى فعله علنا و ليس فى الخفاء بهدف اكتساب مكانة لدى الاخرين ليس كسب رضا الله فعجبا لزمان يخاف فيه الانسان من انسان مثله ولا يخاف الله و اصبح الغنى أكثر جشعا و بدلا من ان يسعى ليمد يدة بمساعدة المرضى و الفقراء أصبح يسعى لزياده ثروته و مرتبه دون النظر بشفقة على من هو أقل منه فى المستوى فقد أصبحنا فى مجتمع يرقص فيه الانسان على أوتار ضعف و ذلات الغير و من هنا يجب على جميع مؤسسات الدولة التثقيفية و الدينية بنشر الفضائل السامية و التأخى و المحبة و نبذ العنف و التطرف و التعصب الأعمى حتى نستطيع ان نتعافى من تفشى امراض الحقد و الكراهية التى تنتج عنها جرائم التطرف والارهاب كي تحيا مصر متكاتفه لافرق فيها بين مسلم وقبطي لا فرق فيها بين غني وفقير الكل يسعي الي البناء بسواعد مصرية تساند بعضها البعض هدفهم واحد وطريقهم واحد دون بغض ومشاحنات تعوقهم عن بناء مصر القوية ..