images 2020 04 04T152453.379

عاشور .. عاشور .. عاشور

إذا كان العالم بأكمله هذه الفترة يترقب الإفراج من الحبس الإجباري الذي فرضه علينا فيروس كورونا الذي أجتاح الكرة الارضية فإن جماهير الاهلي في كل مكان تترقب بمزيد من اللهفة القرار النهائي لكابتن الفريق التاريخي وأكثر لاعبي الفريق عبر العصور حصولاً على الألقاب المحلية والقارية ( حسام عاشور) الذي يقف الأن في مفترق طرق حقيقي ، بعد أن وقعت الواقعة ووضعه الاهلي في خانة اليك ودفعه الى خياران كلاهما مر بالنسبة للاعب من أجل تحديد مستقبله الرياضي في الأيام القادمة مع النادي الاهلي، وبعد اصرار المدير الفني للفريق السويسري “رينيه فايلر” على إستبعاده من قائمة الفريق للموسم الجديد ، وإصرار اللاعب على قدرته على اللعب لعام او عامين قادمين وإعلانه صدمته من قرار الأهلي.

والحقيقة أن عاشور لو كان لاعباً عادياً لما حدثت بشأنه كل هذه البلبلة التي سادت الأوساط الرياضية منذ ان اعلن الاهلي عن قراره, فالأهلي كل عام يستغنى عن العديد من النجوم بدون أي مشاكل أو اتهامات متبادلة بين الادارة والجماهير، ولأن عاشور هو أصغر كابتن في تاريخ الأهلي وأكثر لاعب ارتدى فانلة النادي عبر التاريخ وأكثر لاعب (عربي وافريقي) مشاركة في كأس العالم للأندية.

ولإن تاريخ عاشور مع الأهلي يقارن هنا في مصر بتاريخ اندية كبرى ، وليس فقط بتاريخ لاعبين فقد حدثت هذه البلبلة والتي ربما ستكون الاكبر بين الجماهير والإدارة خصوصا على مواقع التواصل حيث كانت الجماهير ترى أن عاشور بتاريخه الكبير وبطولاته التي وضعته في موسوعة (اكثر اللاعبين في التاريخ حصولاً على البطولات على مستوى العالم أجمع)
وكان يستحق من الاهلي فرصة كي يخرج من الباب الكبير ويقرر الاعتزال بنفسه ، حتى لو كانت هذه الفرصة أن يتم التجديد لعام واحد له مع التأكيد على كونه الأخير للمسمار عاشور حتى يتم تأهيل قائد الفريق نفسيا ومعنويا للاعتزال العام القادم .

هذا بينما ادارة النادي العريق لا ترى أن هناك جديد بالنسبة لأسلوب تعامل النادي مع لاعبيه ونجومه عبر التاريخ وبررت قرارها بإنه.. ليس قرارها!! وإنما هو قرار المدير الفني للفريق ، مع التلميح بأن هذا هو شأن النادي منذ نشأته حيث تفضل الإدارة دائما عدم التدخل في قرارات الجهاز الفني من باب “ادي العيش لخبازه” من ناحية وحتى تستطيع محاسبته على النتائج في نهاية الموسم ، من ناحية اخرى خاصة وأن هناك اسماء ربما كان بعضها ألمع من عاشور في وقته قد تم الاستغناء عنهم وفقا لرؤية المدرب وما (ربيع ياسين وطاهر أبو زيد) منكم ببعيد!!

ورغم أن رأي إدارة الأهلي هو رأي له وجاهته ولا يستطيع احد الانتقاص منه فنيا، إلا أن كل من ينتمي الى النادي وعلى رأسهم رئيس النادي الكابتن ” محمود الخطيب” عاد وأكد أن عاشور حالة خاصة جدا وأنه وفقا لتاريخه الكبير مع النادي يتمنوا جميعا ان يقبل عاشور( الـ package المعروض عليه من الادارة) وأن كان على طريقة “Take it or leave it” وهو عرض كبير ومبهر فعليا ويتضمن باختصار، أن يحضر الاهلي لعاشور لبن العصفور مقابل ان يعتزل كرة القدم على ذمة الفريق، وانهاء مسيرة اللاعب الكبير بالنادي وألا يجرح مشاعر الجماهير بأفعال الخونة و الانذال الذين تركوا الفريق وذهبوا بارتداء فانلات فرق معادية ، وجلبوا العار لمحبيهم ولأنفسهم الى الابد.

والسؤال الأن: هل يصر اللاعب على قراره بالأستمرار في الملاعب ؟ رغم كل شيء أم يستجيب المسمار لأمنيات ورغبات جماهير وأعضاء وكباتن النادي السابقين بضرورة الخروج من الباب الكبير والاحتفاظ بنداء عاشور..عاشور..عاشور ؟

بقلم / تامر محمود متولي