الجميلة الحزينة اشبيلية الاندلسية، رابع اكبر مدينة في اسبانيا بعد مدريد وبلنسية وبرشلونة، التي يعود تاريخ وجودها لـ 2200 عام تتقلب بين حضارات عدة، ومن الاندلس لإسبانيا شهدت على الكثير.
تقول الاساطير أن من بناها هو هرقل الذي أتاها من مضيق جبل طارق حيث المحيط الاطلسي وجلس ليبنيها بيديه، وسميت في العصر الروماني (هيسباليس) لكن ما سطره التاريخ أن المسلمين سنة 712 واصبحت الجميلة اشبيلية هي عاصمة الدولة الأموية، وامتلأت بالمعماري المغربي والاسلامي واتضح هذا في مبانيها وبيوتها وباحاتها وغيرها.
لكن لم يدم الحال كثيراً حيث داهم القشتاليين الاندلس عام 1248 ميلادياً وحاصروا اشبيلية لمدة خمسة عشر شهراً بعد أن سقطت في ايديهم چيان وقرطبة وبعض القرى حول اشبيلية ولم يسقط الجميلة إلا ابحار بونيفاس في 15 من مايو عام 1248 حتى الوادي الجديد لقطع جسر تريانا.
الجسر الذي كان يصل الامدادات منه لاشبيلية خلال الحصار حتي سقطت نهائياً في ايديهم يوم 23 من نوفمبر لنفس العام، فاسرع فرناندو وباقي القشتاليين ببناء الكنائس ومحو تاريخ اشبيلية الروماني والاسلامي وقد بنوا فيها الكاتدرائية اهم واكبر معمار قوطي مسيحي في العالم.
سقطت الهادئة الساكنة، وكأنها جسد انهكه البحر بتلاطم امواجه فاستسلمت لأول حوت ظنته ببصر ضائع جزيرة نجاة، والآن اشبيلية بعد قرون اصبحت مزاراً سياحياً بها العديد من الاماكن التي يجب زيارتها ستمتع البعض وتؤلم الاخر.
من معالمها السياحية: كاتدرائية اشبيلية، حديقة ماريا لويزا و بلازا دي اسبانيا، باريو سانتا كروز، متحف الفن الجميل، متحف ديل بايلي فلامنكو، ريال مايسترانزا… وغيرهم من الاماكن الرائعة.
رغم أن غرناطة نالت شهرة عظيمة في الأونة الأخيرة بفضل ثلاثية الاديبة الراحلة رضوى عاشور إلا إن اشبيلية عانت الكثير في صمت دون ضجة أو عويل تصم به آذان العالم، استكانت وهي تعلم أن احذية القشتاليين اغلظ من احجار بيوتها واسرع من سفن المسلمين في الشرق الاوسط للقدوم لها.