“العضة الأولمبية”…..صفة وعادة وحرمان

IMG 20200411 WA0014

“العضة الأولمبية”…..قصة وعادة وحرمان

بما أن الأولمبياد الصيفية لن تقام هذا العام في طوكيو بسبب “أزمة الكورونا” ، وسيؤجل للعام القادم فسنحرم جميعنا من مشاهدة العديد من المنافسات الرياضية الشيقة، والأدهي من هذا أن الرياضيين الذي تدربوا طيلة العام سيحرمون فرصة إبراز مواهبهم، و التنافس من أجل الحصول علي تلك اللحظة المجيدة حين يقف الثلاثة الأوائل علي المنصة لتنادي أسمائهم، وترفع أعلام بلادهم، أحتفائهم بمجهودهم وتفوقهم، والأهم من هذا، هي تلك اللحظة التي يتسلمون فيها الميداليات ويعضون عليها.

وتعد العضة الأولمبية أشهر العضات بجانب العضات الشهيرة للاعب نادي برشلونة “سواريز” ، وتعد تقليدًا يقوم به أغلبية الفائزين وهم علي المنصة، ويهوى المصورون ألتقاط صورهم في هذه الوضعية،
فلماذا أنتشرت تلك العادة التي جعلت اللاعبين الأولمبين يبدون كمن أصابهم الجوع الشديد بعد اللعب حتي يعضوا علي أول ما قٌدم لهم؟

الحقيقة أن السبب وراء تلك يرجع إلي اوائل القرن العشرين حيث راح العديد يبحثون عن الذهب في الجبال، وفي أعماق الأرض، وحتي في أعماق المحيطات، وأنتشرت قصص أناس حققوا ثروات بأكتشافهم لمنجم ذهب لم يعثر عليه أحد من قبل، ومع رواج هذا المعدن النفيس فقد أنتشر الذهب المزيف إيضًا، وأصبح من الصعب التفرقة بين الذهب الحقيقي والمزيف.
حتي أن الكثيرين أكتشفوا بعد سنين عديدة أن الذهب الذي أبتاعوه بمبلغ باهظ هو في الحقيقة ذهب مزيف لا يساوي شيئًا ، وقد ظهرت عادة العض علي الذهب لأن الذهب الحقيقة أقل صلابة من الأسنان، بينما الذهب المزيف أكثر صلابة، فإن تركت أسنانك أثراً علي الذهب فهذا يعني أنه حقيقي، وإن تكسرت اسنانك فهذا يعني انه مزيف وها أنت قد خسرت شيئين في آن واحد.

ولكن لماذا يعض الفائزون الأولمبيون علي الميدالية مع العلم أن مع أزمة الذهب فقد أصبحت نسبة الذهب في الميدالية الأولمبية لا تتعدي الأثنين في المئة والباقي من الفضة المطلية؟

وبالأحرى، لماذا يعض من فازوا بالميداليات الفضية والبرونزية؟
يجيب علي هذه الأسئلة “دافيد والتشينسكي” رئيس الجمعية الدولية للمؤرخين الأولمبيين، الذي يرجح هذا إلي حب المصورين لإلتقاط المصورين لتلك الوضعية، فقد أصبحت تلك العضة أكثر من مجرد برهان بقيمة ربحه الفائزون لتصبح رمزًا للفوز خاص بالأولمبياد.

كتب/ جوزيف بشارة