لا لا ..بالطبع لن أحاول إستنساخ رائعة الزعيم عادل امام (طيور الظلام)،وشخصية فتحي نوفل العبقرية وهتاف الراحل الكبير جميل راتب بالفيلم الشهير،ولكني أتحدث هنا بالطبع عن جوكر الاهلي ولاعب منتخبنا الوطني الأول “أحمد فتحي”،والذي جاء عليه الدور فيما يبدو ليقدم لنا دور البطولة في مشهد درامي لافت وهو يخوض موقعة تجديد عقده مع النادي الكبير،ويكاد ينافس بكل قوة الMaster seen الحالي والخاص بكابتن الفريق التاريخي حسام عاشور،والذي اتخذ منحنى دراماتيكي بدوره الفترة الماضية،ويبدو أنه كتب على الجماهير أن تفارق كل أسبوع نجما من نجومها الأفذاذ.

إن كنا في السابق قد تحدثنا عن تفرد عاشور بقائمة من الأرقام القياسية المهيبة،فإن الجوكر أيضا لا تنقصه بكل تأكيد هذه الارقام بل تزيد عنها فيما يخص الجانب الدولي بمراحل،ويكفي اللاعب فخرا كونه اللاعب الوحيد في مصر الذي لعب كل بطولات كرة القدم المتاحة للاعب مصري وإفريقي وعربي،حيث شارك في كأس العالم بروسيا 2018،ودورة الالعاب الاوليمبية بلندن 2012،وحقق مع منتخب مصر الثلاثية التاريخية للقب بطولة كأس الأمم «من 2006 وحتى 2010»،،بالإضافة إلى ذهبية دورة الألعاب العربية 2007،وذهبية كأس الأمم الأفريقية للشباب عام 2003،ولقب دوري أبطال إفريقيا مع الأهلي «2008 و2012 و2013،و2بطولة كأس السوبر الأفريقى «2008 و2013».،هذا بالإضافة إلى ما يقرب من 10 بطولات دورى محلي،ولقب لكأس مصر،و 3 بطولات سوبر محلي،فضلا عن مشاركته مع الأهلي في كأس العالم للأندية 3 مرات

ونتيجة بالطبع لهذا التاريخ الضخم لجوكر الأهلي والمنتخب،والذي ربما يصعب على أي لاعب آخر تكراره في المستقبل،فقد دار لغط كبير حول الطريقة التي يتعامل بها الأهلي مع نجومه،فيدفع بعضهم للرحيل الإجباري أو الإعتزال وبعضهم للفرار من المركب قبل الوصول لنفس النهاية الدراماتيكية الحتمية لعاشور،وقامت العديد من النقاشات في مختلف القنوات الفضائية والبرامح الإذاعية والتليفزيونية حول صحة هذا الأسلوب من عدمه وتباري نجوم الأزمنة الماضية والحالية لكل الأندية في إبداء رأيهم ومحاولة شرح إيجابيات وسلبيات هذا التعامل وركز بعضهم على الجانب المعنوي لكل لاعب بإعتباره إنسان طبيعي وليس آلة يلقى بها عندما ينتهي دورها أو تتلف،وركزالأخر على الجانب الفني والذي لا يهتم فقط سوى بلياقة اللاعب وعمره ورأي المدير الفني للفريق في إستمراره من عدمه.

 

الغريب بل والكوميدي في كل هذا أن جماهير الفريق يبدو وأنها (جالها تناحه) فعليا من الموقف الذي حدث مع عاشور – ومن قبله متعب وغالي وآخرون –فتعاملت وعلى عكس المتوقع مع الموضوع ببرود غير عادي بل وطالبت لجنة الكرة بالنادي منذ البداية بعدم تقبل المغالاه الكبيرة من الجوكر صاحب ال36 عاما لتجديد عقده،وإستاءت جدا من مساومة فتحي للإدارة وتلويحه هو ووكيله بعرض نادي بيراميدز الأكبر ماديآ وطلبه مهلة للتفكير في العرض من الأصل،ثم أصبحت بعدها شديدة القسوة مع اللاعب عندما أعلن موقفه وإتخذ قرارا بعدم قبول عرض التجديد,وتماما على النجم الكبير وطالبت بمنح الفرصة كاملة للصاعد الواعد محمد هاني والبحث بصورة روتينية عمن يشغل مكان فتحي في الجانب الأيمن.

ولكن الطامة الكبرى أو ذروة الأحداث في القصة حدثت عندما ظهر إنفصال مفاجئ بين اللاعب ووكيله الذي إتهم الجوكر ضمنيا بالطمع والتلاعب بإدارة التعاقدات بالنادي ,ثم ترددت بعد ذلك أخبار مؤكدة عن تراجع بيراميدز في الصفقة التاريخية لأسباب غير معلومة جاء على رأسها رفض المدير الفني الأجنبي لبيراميدز للصفقة التي أجريت دون علمه ،وأثيرت أقاويل أخرى عن تدخل رئيس شرف الأهلي المستقيل من منصبه ووزير الترفيه السعودي ترك آل شيخ وإفساده للصفقة خصوصآ بعد عدة تويتات له مثيرة للجدل بخصوص ذات الموضوع ووجد الجوكر نفسه بين ليلة وضحاها بين شقي الرحي.

 

ولكن ما الموقف الآن بعد إعلان نادي بيراميدز رسميا عن الصفقة الكبرى…

الحقيقة  ولكي اكون أمينا فإنني أرى ان الموقف الآن بات من اصعب ما يمكن لكل الأطراف سواء للجماهير التي انقسمت الان بين مؤيد لحرية  الجوكر في اختيار مستقبله وبين معارض لهذه الخيانة كما يراها وكذا المدير الفني للفريق الذي علم اليوم فقط بخروج الجوكر من حساباته للموسم القادم  وان بقي على ذمة الفريق حتى ينتهي هذا الموسم ولا يعرف هل يعتمد على اللاعب الذي سوف يرحل عن النادي ويستفيد بخبراته الكبيرة ام يعطي فرصة لغيره من اللذين سوف يجهزهم لهذا المركز في المستقبل.

أما اللاعب نفسه فمن الواضح أنه قد حسم مصيره و(شاف مصلحته )بالانضمام لبيراميدز بأمواله الضخمة ولكنه  الان على يقين من أنه سيواجه من الجماهير مصير عبد الله السعيد وقد تحول في شهرين فحسب من أحد اساطير النادي إلى … اللاعب رقم 24.

 

كتب:تامر محمود متولي