السُم
كتب / مهاب حسن
جميعنا نعرف أن السُم هو المادة القاتلة ، و التى تنهى على حياة أى شخص تماماً ، أما السُم الذى أتحدث عنه هى الآفات التى تجعل أى علاقة بمثابة السم للشخص ، و التى تنهى على حياة الشخص تدريجياً ، و لكن و هو على قيد الحياة ( عايش ميت ).
الفشل شئ صحى و جزء أساسى فى العلاقات عامةً ، لتنل بعد ذلك شرف النجاح فى العلاقة نفسها أو فى علاقة آخرى ، لذلك لا تخشى الفشل أبداً .
الذى أذكره لك لا يجعل العلاقات فاشلة فقط ، بل يجعلها قاتلة مميتة بل و مستحيلة ، و هذا فى جميع العلاقات و ليس فى الحب بين الحبيب و حبيبته أو الزوج و زوجته ، و لكن بين الأصدقاء و الأصحاب أو فى العائلة أو الجيرة و كثيراً على هذه الشكل .
علامات سامة ( تخلص من هذه العلاقة بسرعة )
١ – عدم تحمل المسؤولية
المسؤولية هى قدرة الشخص على تحمل نتائج أفعاله ، أو التزام الشخص بما يصدر عنه .
أحياناً لا يمكن للفرد حل مشاكله بنفسه ، هذا أمر طبيعى ، هكذا يكون الأمر بالنظر للطرف الآخر فى العلاقة ، ففى هذه الحالة وجب عليك المساعدة على الفور، لكن إذا لم نمتلك زمام حياتنا فهذا سيحول العلاقة إلى غير صحية فى النهاية .
تحمل المسؤولية هو الذى يجعل العلاقات تنمو و يكسبك خبرة التفاعل فى مختلف المواقف ، لأنه إذا لم يتولى الشخص مسؤولية نفسه لن ينجح فى أى علاقة ولن تُكتَب له الأستمرارية .
إذ لم تتحمل مسؤولية نفسك ، فكيف ستتحمل تكوين حياة و أسرة و علاقات فيما بعد ؟
فالتواكل هو الإبن الوليد الأول لعدم تحمل المسؤولية ، و منه يأتي عدم القدرة على الأختيار ، و عدم الحصول على الحق المشروع بما يؤدى إلى الفشل فى كل نواحي الحياة .
لكن عندما تتحمل المسؤولية فأنت تحصل على التقدير و الأهتمام و الأحترام من الآخرين ، و تحصل على مزيد من الدعم و المهام و العمل ، و يصبح لك القدرة أكبر على احداث تغيير فى أى شئ .
إذا لم تنمو العلاقات و تتطور و تتعمق ، فستصبح راكدة و العلاقة الراكدة هى علاقة سامة ( قِلَتها أحسن ) .
٢ – الإيذاء دون وعى
أحياناً نلاحظ شخصاً ما بعينه يتجنبه و يتلاشاه البعض ، فيجب أن تعرف مباشرةً أن هذا الشخص مؤذى ، قد يكون الإيذاء غير متعمد و لكنه إيذاء .
فى المجتمعات الشرقية و العربية على وجه الخصوص ، نشأ الكثير منا على عادة الإستخفاف من باب الفكاهة و الضحك ، ظناً أن هذه طريقة سلسة و كوميدية فى التواصل ، و يكون هذا فى جميع الأعمار ( رجال و نساء ) و لكن يظهر بوضوح فى مرحلة المراهقة ، و الذين يقولون لبعضهم ألفاظ مثل : جبناء ، أغبياء ،عاهرين ، أبن ( كذا ) .
من الممكن أن توجه كلمة لشخص ما من باب ( العشم ) ، فتتسبب له فى إضطراب و حرج بعد ذلك .
لا يتعلق الأمر بما تعنيه أنت مما تقول ، بل بما يعنيه للشخص الموجه إليه الكلام و الذى يستوعبه منه ، أحياناً يبدو لك من وجهة نظرك أن بعض الكلام جيد للترحيب مثل : ( كيف حالك يا حمار / يا غبى ؟ ) ، لكنه مهين له و مهين من وجهة نظر آخرين .
أى سلوك أو كلام يسلب المرء قيمته أو قدره ، سواء كان مقصود أم لا ، يسبب شرخ فى العلاقة مع الوقت .
و على رأي المغنى الشعبي المصرى محمد طه
( لسانك حصانك إن صُنته تعيش مِنصان ، و إن هنته هانك متعرفش الطريق منصان ، صاحب أصيل لو فقير لفظه عسل منصان ).
٣ – التحكم فى الأشخاص / السيطرة الكاملة
هناك مواقف و أمثلة واضحة للسيطرة ، و التى يفعلها الطرف الآخر مثل : لغى أراؤك و شخصيتك ، و إنه يحد من علاقاتك بحجة إنها ضارة يعطيك ( صديدالوهم ) على هيئة الحب ، أو إظهار الإشمئزاز لك من أمر ما ، أو طلب تقرير فى صيغة أمر عن كل كبيرة و صغيرة عنك ، أو عدم ممارسة أى نشاط الشريك لايحبه أو هو غير موجود فيه ، و ما يمكنك أن ترتديه و ما لا يمكنك ، بل يمكن أن يصل الأمر إلى تناول الطعام ، بأنه يقول لك ما يمكن أن تأكله و ما لا يمكنك ، فأى سلوك يَسْلِب المرء حريته فهو سيطرة سلبية قاتلة .
٤ – الغيرة السلبية
هى شعور أنانى ينشأ من عدم الثقة ، أو الشك أو الخوف من فقدان شئ ، إنما الغيرة الطبيعية ليست شئ سلبى و إنما صحى ، و أداة للدعم و التى تشعل المشاعر ، طالما لم تدخل منطقة التملك المحظورة الناهية للعلاقات .
بالتأكيد أنك شعرت بالغيرة قبل ذلك ، على حبيبك أو من صديقك لأمر معين ، لأنك تريد أن تكون الأحسن فى هذا الأمر ، لكن التصرف الناتج عن الغيرة يمكن أن يجعلها عدوانية و قاتلة ، و من الطبيعى التصريح بمشاعر الغيرة .
الآن سأتحدث عن الحبيب أو الزوج و الزوجة ، ففحص الهاتف أو الفيسبوك أو البريد الإلكترونى دون علمك بواسطة شريك حياتك ، و الرغبة فى معرفة مكانتواجدك بأستمرار ، و ماذا تفعل و مع من فى كل الأوقات ، و كذلك الضيق و العَبَس الذى يظهر على الشريك ، لشعوره بالغيرة من شخصٍ ما أو من شئٍ ما ،فالغيرة السلبية هى ضمن الأشياء التى تجعل العلاقات تحتضر ، و عليك أن تعلم للمرة الثانية أن الغيرة السلبية مرتبطة بالحسد ، و الحقد ، و الشك .
٥ – السلبية اللامتناهية
كلنا نمر بفترات عصيبة و صعبة ، لكن إن لم يبذل شريك العلاقة أى جهد لألتقاطك من تلك الفترة ، فأعلم أنه يجرك إلى كهف السلبية الذى يعيش فيه ، و هناستتزايد المشاكل عليك و تزيد (الطين بلة) ، و لن يكون لوجود هذا الشخص أو فائدة بمعنى أصح ( عدمه أحسن ) .
و هناك صفات للشخص السلبى و هى أنه :
- يحاول فرض أسلوبه على الآخرين .
- سوداوي و دائم القلق .
- يقف فى الوضع الدفاعي و الخائف من أمر ما سئ قادم ولا يلجأ أو يفكر فى الحل .
- شديد الحساسية من الأنتقاد .
- دائم التشاؤم و نكدى ( يحول أسعد اللحظات إلى نكد و حزن ).
- يعشق تداول الأخبار السيئة و ذكر و ترديد عيوب الأخرين .
- دائم الشكوى و التذمر .
- يكره التغيير ( تقليدى ).
- لا تسمع منه الثناء أو شئ إيجابى .
- إحساسه بالنقص حائل بينه و بين النجاح و السعادة و يخسر كل شئ إيجابى فى يده و بين بناء علاقات ناجحة و طيبة مع الأخرين .
- لديه قدرة فائقة على أمتصاص ، و قتل حماس الأخرين .
- يصعب إثارة أفكارة للنجاح .
- محروم من التمتع بمُتَع و جمال الحياة بسبب سلبيته .
- لديه القدرة على تشويه أى شئ جميل ( هنقول إيه ما هو نكدى بقى ، حسبى الله و نعم الوكيل فيه )
نحن مسؤولون عن سعادتنا و أحياناً عن شريك العلاقة ( الحبيبة ، الزوجة ، الصديق ، ………. ) ، لا أحد سعيد طوال الوقت ، لكن يجب أن نعمل على ذلك طالما يوجد دعم الشريك ، و إذا لم نغير شئ فى سلبيتنا و تفكيرنا و طاقتنا و سلوكنا السلبى ، فنحن نسبب الأذى لجودة حياة الشريك .
٦ – العزلة عن العالم
و هنا تصبح حياتك كلها عبارة عن شخص واحد ، و تتمحور حول شخص واحد ، و تجد أنك تبتعد فجأة عن أشخاصك المقربين و عاداتك المفضلة ( حب الأمتلاك ) ، و هذا كله يكون بأختيارك ، فهذا ليس بالمحبذ أو الجيد على الأطلاق .
غالباً و من الممكن أن يكون الطرف الأخر لديه حياة كاملة ، لكنه يفرض عليك الأكتفاء به بدافع الغيرة و الحب ، و عدم تقبله لأشخاص فى حياتك من الأصدقاء أو العائلة ، و هذا سيحولك لشخص عديم فى كل شئ ، و يؤدى حياتك فى كافة مستوياتها .
٧ – تشعر بالتعاسة طوال الوقت ( واخد بالك يا اللى فى بالى ؟)
هذه النقطة عن الحب ( حب الحبيبة و الحبيب )
فى العلاقة الصحية يجب أن تأخذ منها و تعطيك السعادة و الأستقرار النفسي و العاطفى ، و الطبيعى فيها وجود المشكلات ، و التى عند حلها تقوى العلاقة أكثر فأكثر .
لكن العلاقات المؤذية السامة غير ذلك ، فيها تشعر بالتعاسة و الحزن معظم الوقت و لن أكذب إن قولت طوال الوقت ، و هذا هو حال المعظم و ليس الكل ( أفهمو االحب ) ، و لكى تفهم الحب أرجع إلى مقال ( ٧٠ سبب للبهدلة زمان و كل زمان ) ، ففى العلاقات السامة يكون الشريك متذمر ، و غير متفاهم ، و غير مُقَدر لك و لقيمتك و مكانتك ، و ملئ بالخلافات ( شخص ربنا أعلم بيه و قلته أحسن ) ، و تكون تلك العلاقة مُستَنزِفَة لك ، فيجب عليك على الفور النجاة منها بأقل الخسائر ، ولا تتردد فى الحصول على الدعم النفسي ، حتى تعود إلى توازنك مرة أخرى .
الحياة جميلة جدا و هى قائمة على الأختلاف و الأختيارات ، و هذه العلاقات هى أختيارات ، و كل إختيار نأخذه يتضمن أحتمال الندم ، و الشخص الصحيح هو الذى يجعل الأختلافات لصالحه .