بائع متجول

الي أين سوف يذهب ال ٤٠ الف بائع متجول من العتبه والموسكي ؟
•هل يصبح الباعة الجائلين كبش فداء لكورونا؟
•هل يتحمل الباعه الجائلين وحدهم تكلفت حظر التجول؟
•هل يكفي ٥٠٠ جنيه في الشهر لأسرة للعيش حياة كريمة؟

في قلب القاهره سوف تجد ميدان العتبه.
أكبر وأهم الميادين في القاهرة.

ففي عام ١٨٥٠ كان يقف قصر “طاهر باشا ” ناظر الجمارك في ميدان “العتبة الخضراء ” ،القصر التي أعطت ملكيته لعباس الأول، وكان للقصر عتبة زرقاء سمى الميدان بإسمها، فقام عباس الأول بهدمها وأقام عتبة خضراء للقصر لأنه كان يتشائم من اللون الأزرق، لذلك أطلق على الميدان إسم “ميدان العتبة الخضراء”.

وليس هذا فقط هو سبب شهره ميدان العتبه.

فالعتبة مركز ثقافي كبير فيقع هناك (المسرح القومي – ومسرح الطفل ) و تمثال إبراهيم باشا نجل محمد علي.

وكان الميدان يضم أشهر وأكبر المحلات التي تنافس في أناقتها وجودة بضاعتها محلات لندن وباريس، بالإضافة إلى البازارات التاريخية
وبما أن العتبة تتوسط قلب القاهرة فنجد أنه يتفرع منه (شارع عبد العزيز وشارع محمد علي ).

ولكن مالذي حول هذا المكان التاريخي الي ملتقي الباعة الجائلين؟

يتعامل البعض مع ظاهرة الباعة الجائلين بإعتبارها جزء من الآثار السلبية لثورة 25 يناير ونتيجة للغياب الأمني،حيث إستغل الباعة الجائلين الإنفلات الأمني لثورة يناير وإنتشرو في جميع أنحاء الجمهورية.

فهم يعرضون بضائعهم في الطرقات منتشرين في العديد من المحافظات ولكن كانت العتبه هي المكان صاحب الإقبال الأكبر من قبل الناس.

فتحول من ميدان تاريخي الي ميدان لا يخلو من المارة طوال الوقت من نهار أو ليل.

ولكن يوم الاثنين ٢٣ مارس 2020 يوم بلا شمس بالنسبة لكل بائع متجول في العتبه.

حيث نفذت أجهزة محافظة القاهرة حملة موسعة لرفع فروشات الباعة الجائلين من الشوارع وميدان العتبة ومنطقة الموسكى، لمنع التجمعات، لمواجهة فيروس كورونا المستجد .

ولأول مرة ظهرت شوارع ميدان العتبة ومنطقة الموسكى، خالية من الباعة الجائلين والإزدحام المستمر، الذى إشتهرت به، نظرا لأنها الأشهر بين الأسواق الشعبية بالجمهورية، لمواجهة فيروس كورونا، ومنع التجمعات للوقاية من انتشار الوباء.

ولكن الي أين ؟؟
الي أين سوف يذهب هؤلاء الباعة الجائلين حتي وإن كان الهدف هو حماية المواطنين، من أين سوف يأتي هؤلاء بقوت يومهم؟

هل سيكفيهم ٥٠٠ جنيه الذين صرفتهم القوي العاملة لهم لعيش حياة كريمة فئه لم تنال الإهتمام الحكومي خلال الفترات السابقة.

حان الوقت للإهتمام بمن يمارسون عمل حر لتوفير قوت يومهم فهم ليسوا قله بل هم سته مليون مواطن لا يهتم أحد بأوضاعهم وإستقرارهم فهم مواطنون ولهم حقوق.

فمهنه البائع المتجول هي مهنة أوجدها المواطن بنفسه ليدخل منها مصدر ربح بالحلال ولا تقل أهميه عن أي مهنة أخري مادام لم يخالف القانون.

فلابد إذآ من إعادة النظر لهذه الفئة وإنشاء قانون ينظمهم حتي لا يخرجون عن القانون.

“ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ”

كتب: عمر أشرف