فن إدارة الأزمات

IMG 20200413 WA0028

فن إدارة الأزمات

قديماً وفي إحدي القرى الصغيرة، كان هناك مزارع غير محظوظ لإقتراضه مبلغاً كبيراً من المال من أحد مقرضي المال الأغنياء في القرية .

مقرض المال هذا – و هو عجوز وقبيح – أعجب ببنت المزارع الفاتنة لذا قدم عرضا بمقايضة .

قال: بأنه سيعفي المزارع من القرض إذا زوجه إبنته، أرتاع المزارع و إبنته من هذا العرض .

بعد رفض الفتاة لإقترح مقرض المال الماكر بأن يدع المزارع وإبنته بأن يقرر هذا الأمر .
أخبرهم بأنه سيضع حصاتين واحدة سوداء و الأخرى بيضاء في كيس النقود و على الفتاة إلتقاط أحد الحصاتين .

1. إذا التقطت الحصاة السوداء تصبح زوجته و يتنازل عن قرض أبيها .

2. إذا التقطت الحصاة البيضاء لا تتزوجه و يتنازل عن قرض أبيها .

3. إذا رفضت التقاط أي حصاة سيسجن والدها .

كان الجميع واقفين على ممر مفروش بالحصى في أرض المزارع بحضور وجهاء القرية والجيران ومسئول القرية و حينما كان النقاش جاريا إنحنى مقرض المال ليلتقط حصاتين . انتبهت الفتاة حادة البصر أن الرجل التقط حصاتين سوداوين و وضعهما في الكيس. ثم طلب من الفتاة التقاط حصاة من الكيس .
الآن تخيل أنك كنت تقف هناك ، بماذا ستنصح الفتاة .

إذا حللنا الموقف بعناية سنستنتج الإحتمالات التالية :
1. سترفض الفتاة إلتقاط الحصاة.
2. يجب على الفتاة إظهار وجود حصاتين سوداوين في كيس النقود و بيان أن مقرض المال رجل غشاش .

3. تلتقط الفتاة الحصاة السوداء و تضحي بنفسها لتنقذ أباها من الدين و السجن .

تأمل لحظة في هذه الحكاية إنها تسرد حتى نقدر الفرق بين التفكير السطحي و التفكير المنطقي .
إن ورطة هذه الفتاة لا يمكن الإفلات منها إذا إستخدمنا التفكير المنطقي الإعتيادي .
فكر بالنتائج التي ستحدث إذا إختارت الفتاة إجابة الأسئلة المنطقية في الأعلى .

مرة أخرى ماذا ستنصح الفتاة؟
حسنا هذا ما فعلته الفتاة : أدخلت الفتاة يدها في كيس النقود و سحبت منه حصاة و بدون أن تفتح يدها و تنظر إلى لون الحصاة تعثرت و أسقطت الحصاة من يدها في الممر المملوء بالحصى و بذلك لا يمكن الجزم بلون الحصاة التي التقطتها الفتاة .

” يا لي من حمقاء و لكننا نستطيع النظر في الكيس للحصاة الباقية و عندئذ نعرف لون الحصاة التي التقطتها ” هكذا قالت الفتاة و بما أن الحصاة المتبقية سوداء فإننا سنفترض أنها التقطت الحصاة البيضاء .
و بما أن مقرض المال لن يجرؤ على فضح عدم أمانته فإن الفتاة قد غيرت بما ظهر أنه موقف مستحيل التصرف به إلى موقف نافع لأبعد الحدود .

ما أحوجنا اليوم أن ندير أزماتنا بذكاء
(وخاصة في حال المكر) وهذا مرهون بذكاء ودهاء القيادة .
التعامل بردات الفعل لا يجلب سوي المزيد من تعقيد الأزمة بل خلق أزمة جديدة .
كم نحن بحاجة لقيادة آسرة تتسلح بالدهاء من أجل إخراج أمتنا من أزمتها كم أتمنى ذلك .

كتبت:فاطمة عمر