تعاني لعبة كرة القدم شأنها شأن باقي الرياضات في العالم من قرارات تعليق النشاط الرياضي  بسبب إنتشار فيروس كورونا المستجد، والذي تسبب في إصابة ووفاة آلاف البشر في كافة انحاء العالم.

ورغم حال المواطنين الذي أصبح لا يسر عدو ولا حبيب فإن السؤال الذي يشغل كافة عناصر اللعبة في مصر هو هل سيتم إستكمال مباريات الدوري العام هذا الموسم أم لا وتعددت النقاشات والمساجلات بين جميع الاطراف المعنية باللعبة الشعبية الاولى في مصر بين من يرى ضرورة الإلغاء الفوري والضروري  وبين من يرى حتمية إستكمال البطولة ولكل طرف من هؤلاء أسبابه وأهدافه المعلنة والخفية!

الجدير بالذكر أن  اللجنة الخماسية لإدارة إتحاد الكرة قد جددت فترة تعليق مسابقة الدورى العام لمدة جديدة، إعتبارا من 31 مارس الماضي ولأجل غير مسمى هذه المرة وفقا للمستجدات والتعليمات التى وردت من وزارة الصحة ومجلس الوزراء وقد إستغل البعض هذه الفرصة من أجل الترويج لضرورة إلغاء البطولة  بسبب إنعدام الوقت الذي يسمح بإستكمالها منعا لعملية التحام المواسم التي حدثت عدة مرات من قبل وأدت الى إنهاك كبير لللاعبين والأندية.

والحقيقة أنه في حال صدور قرار بإلغاء الدوري ستكون هناك أندية متضررة من القرار وأخرى مستفيدة، ويتفق عدد من خبراء الكرة حول أكثر المستفيدين من صدور قرار إلغاء الدوري هم الأندية القابعون في قاع جدول الدوري  وهم أكثر الأندية المستفيدة حال إلغاء النشاط الرياضي بالكامل في مصر، لأنه سيترتب عليه إلغاء الهبوط وإستمرارها في الدوري الممتاز.

وهؤلاء على رأس من سيطالبون الدولة بالعمل على حماية الوطن والمواطنين والبشر جمعاء  من إنتشار وباء كورونا المستجد عن طريق إلغاء الدوري العام! وسيرون في إستمراره خطرآ داهمآ ووحشآ جاثمآ وقلقآ هائمآ وأن الدوري وكورونا لا يجتمعان أبدآ في مكان إلا وتحول إلى موبئة حقيقية ومشرحة متنقلة وربما مدافن مفروشة للإيجار!

غير أن بعض الخبثاء يرددون أن أندية القاع على كثرتها لا تشكل أي عامل ضغط على اللجنة الخماسية وصناع القرار في مصر في مسألة إلغاء بطولة الدوري العام فمعظمهم إن لم يكونوا جميعآ أندية مؤسسات أو أندية صغيرة غير ذي تأثير وبالتالي لن يشكلوا أي ضغط في إتخاذ القرار بوجه عام ولكن المستفيد الخفي وربما الأكبر من إلغاء الدوري هذا الموسم هي الأندية التي عرفت مقامها من الأن وإبتعدت تمامآ عن المنافسة على اللقب  أو المركز الأول والذي إحتله الأهلي منذ بداية المسابقة ونام وإتغطى فيه بعد إكتساحه التام لكافة أندية الدوري وبأداء ونتائج تبدو غير مسبوقة وبالتالي فإن إلغاء البطولة سيكون مبرر جيد لتغطية فشلها الذريع في المنافسة أو الإقتراب من الأهلي ونعني بذلك الزمالك والإسماعيلي على وجه الخصوص والذي أعلنت إداراتهم مرارآ رغبتهم – بل وأملهم- في ضرورة إلغاء الدوري بأي شكل من الأشكال هذا العام ..حفاظا بالطبع على صحة المصريين وأن حياة البشر هي التي ينبغي أن تكون لها الاولوية وتقدم على كرة القدم!!

وبناء على ما سبق يكون النادي الأهلي هو بطبيعة الحال الأكثر تضررآ من إلغاء المسابقة فعلى الرغم من إنفراده التام بالصدارة فإنه لن يعلن أبدآ كبطل للبطولة في حالة الإلغاء حيث أنه مع الإلغاء يعود الموسم كأن لم يكن ولا يحتسب أي شيء فيه والعرف السائد في تلك الحالة أن الإلغاء يعني المحو الكامل لتفاصيل الدوري من سجلات التاريخ فلا المتصدر يعتبر بطلا ولا من يقطن مراكز الهبوط يهبط للدرجة الادنى.

أيضآ نادي المقاولون العرب يقدم موسم من أفضل مواسمه في الفترة الأخيرة ويحتل المركز الثاني في المسابقة بجدارة ورغبته الأكيدة في الحفاظ على هذا الإنجاز ومن ثم المشاركة في العام القادم في بطولة دوري أبطال إفريقيا أو بطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية على أسوء الظروف والتي يعود إليها المقاولون العرب بعد غياب طويل جدآ وقد كان أحد الفرق المصرية التي نالت شرف رفع كؤوس إفريقيا متفوقآ على فرق كبيرة جدآ لم تنل هذا الشرف في مصر وبالتالي فهو يتضرر بشده إذا تم إلغاء الدوري هذا الموسم.

 

الأكيد حتى الأن والمعلن على لسان أعضاء اللجنة الخماسية التي تدير إتحاد كرة القدم المصري أنه لا يوجد قرار نهائي بهذا الشأن  حتى يتم معرفة ما سوف تقوم به الإتحادات الاوروبية الكبيرة على غرار الإتحاد الإنجليزي والإسباني في هذه الأزمة وأنه سوف يتم الإسترشاد بقرارات هذه الكيانات العريقة قبل إتخاذ أي قرار بخصوص الدوري من شأنه أن يغضب البعض..ويريح ويفرح البعض الاخر!!

 

كتب:تامر محمود متولي