شاهدت بالأمس برنامجا تليفزيونيا جمع بين رائد الإعلام الرياضي في مصر أحمد شوبير وبين نجم الأهلي والزمالك والإسماعيلي السابق إبراهيم سعيد أحد أهم المواهب المصرية في مركز المدافع في حقبة التسعينات واوائل الألفية الجديدة واحد من أبرز من حملت عناوين الصحف إسمه طوال تلك الفترة أيضا.
ولكن المتابع الجيد لكرة القدم المصرية في هذه الفترة تحديدآ يعلم تماما أن إسم إبراهيم سعيد تصدر عناوين الصحف في تلك الفترة بشغبه ومشاكله الكثيرة جدا وليس لموهبته الكبيرة أو لعدد الأهداف التي أحرزها أو منعها رغم كونه بشهادة الكثيرين من أعظم من لعب بمركز الدفاع في تاريخ الكرة المصرية وسبق له أن حصد مع المنتخب المصري كأس الأمم الإفريقية 2006 بالإضافة لعدد من البطولات مع ناديه الأصلي الذي نشأ في رحابه وهو النادي الاهلي.
والغريب أن كل من يعرف اللاعب يعلم تماما كونه مصدرآ غير طبيعيا للمشاكل والمشاغبات سواء أثناء لعبه في كافة الأندية التي لعب لها أو بعد أن دمر نفسه وموهبته وترك كرة القدم أو بالأحرى تركته كرة القدم ولم تعطه سوى أقل القليل مما يجب أن تعطي لموهبة كبيرة مثله أو من خلال تصريحاته التي أتحفنا بها منذ أن هجر الملاعب ومحاولته الدائمة للنيل من ناديه الأم من خلال الإساءة إلى بعض رموزه أو التقليل من شأن بطولاته العديدة.
ولكن من يرى اللاعب أمس مع الكابتن أحمد شوبير يشعر أن تغييرآ جذريا قد طرأ على الشخصية المشاغبة المشاكسة التي كانت تتملك هذا اللاعب ويبدو أنه حسبما روي قد مر بالعديد من الظروف والأحوال التي عدلت من طباعه وأثرت فيه منها عدم قدرته على مساعدة والدته أثناء مرضها بسبب عدم توافر أموال معه في هذه الفترة كنتيجة طبيعية لهجرانه لكرة القدم في سن مبكر وعدم تواجد أي مصدر دخل آخر له غير كرة القدم التي لم يحترمها فتنكرت له وبأسوء شكل ممكن.
والحقيقة أن قصة إبراهيم سعيد هي نفس قصة عدد كبير جدآ من المواهب التي مرت على الكرة المصرية أهمهم حاليآ صالح جمعة وقصته المعروفة مع كل المدربين الذين تولوا تدريب الأهلي وأشهرهم فيما سبق نجم الأهلي السابق محمد عباس من الذين لم يقدروا الموهبة التي أعطاها الله لهم وأهدروها في المشاكل وعدم التركيز وصحبة أصدقاء السوء وهذا ما جنى على تواجدهم على البساط الاخضر أو على أي بساط آخر.