من امراض المجتمع….عقوق الأبناء
من أمراض المجتمع التي يندد بها كل إنسان وينتقد فاعلها هي عقوق الوالدين فعلى سبيل المثال في قصة يوسف عليه السلام كل منا يرى أن اخوة يوسف ارتكبو خطأ كبيرا حين أبعدو يعقوب عليه السلام عن إبنه المقرب لكن هل فكر تحد في أن يعقوب عليه السلام هو السبب في ذلك وهل عقوق الأبناء من قبل آبائهم قد يكون سببا في عقوقهم بعد ذلك؟؟
جميعنا نعلم أن عقوق الوالدين جريمة جرمتها الأديان ويجرمها الإنسان على مدار العصور ولكن لكل جريمة أسباب مع العلم أن سبب الجريمة ليس مبررا لإرتكابها ومن أقوى الأسباب لعقوق الوالدين هو عدم وجود الأساس السليم أو التربية السليمة وهذه أيضا من أهم ملامح عقوق الأبناء التي سنذكرها
كما أن للآباء حقوق فللأبناء حقوق أيضآ
ولمعرفة حقوق الأبناء على آبائهم نعود بالزمن لحوالي 1400 عام حيث آتى لعمر ابن الخطاب رجل يشكو عقوق إينه فإستدعى عمر ابن الرجل وسأله عن سبب عقوقه فقال أليس للولد حقوق على والده فقال عمر نعم قال وما هي قال أن يحسن إختيار أمه و أن يحسن تسميته ويعلمه شيئا من القرآن فقال الولد إن أبي تزوج بزنجية لمجوسي فأنجبتني وسماني جعلا (والجعل هو أحد أنواع الخنافس أو ما يشبه الخنافس) ولم يعلمني شيئا من الكتاب فرد عمر على أبو الولد وقال لقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيئ إليك
إذآ فأول حقوق الولد على والده هو إختيار أم وليس فقد زوجة تقوم فقط بدورها ف المنزل كالخادمة وتهمل في تربية أولادها
كذلك إختيار إسماً يجعله يفخر به إسماً يدعو الى العزة وله من المعاني الجميلة ما له
ثم بعد ذلك التربية فليس فقط هو دور الرجل أو الأب هو أن يأتي بالطعام لأولاده وليس دور الأم كذلك هي أن تطهو ذلك الطعام فقط ويأكل الأطفال وأكون أنا قد أخليت مسئوليتي لا هذا جزء من المسئولية وجزء من الحقوق الواجبة تجاة الأبناء ولكن المسئولية الكبرى في تربية هذا النشئ وإخراج جيل يتحلى بمكارم الأخلاق وهذا سيعود بالنفع على الوالدين أولاً ثم على المجتمع عموما
وليست التربية فقط هي بيان الصواب والخطأ فكلنا يعرف الصواب والخطأ ولكن بيان الحكمة والفائدة التي تعود على الفرد عند فعل الصواب سواء في الدار الدنيا او الأخرة وكذلك الضرر الذي يعود عليهم عند فعل ما هو خطأ وبيان معايير المجتمع الذي نعيش فيه كذلك تقديم الدين لهم على أنه هدية الله لهم.
وكما ذكرنا أيضا من حقوق الأبناء على آبائهم هو الإنفاق عليهم والإهتمام بهم وعدم البخل أو التقصير في الإعتناء بهم وعلى مثل هذا المعنى قيل “أبناءنا هم ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، نحن لهم أرضٌ ذليلةٌ، وسماءٌ ظليلةٌ، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فأرضهم، فإن فعلت يحبونك جهدهم، ويمنحوك ودّهم فلا تكن عليهم ثقيلاً، فيملّوا حياتك ويتمنوا وفاتك”.
من صور عقوق الابناء:
كما ذكرنا من صور العقوق عدم إختيار الأم الصالحة وكذالك عدم إختيار الاسم وعدم الإعتناء وتربية الأبناء ضف الى هذا
التفرقة بين الأبناء
وتكون التفرقة في التفضيل أو الحب أو العطاء وهو ما يولد الغيرة والحقد داخل الأبناء كما ذكرنا في قصة يعقوب عليه السلام مع أولاده كان يحب يوسف ويقربه منه و يخاف عليه أكثر من باقي أبنائه مما جعلهم يفكرون في الطريقة التى سيتخلصون بها من يوسف وهذا ليس مبررا لما فعلوه ولكن كان سببا في ذلك.
عدم إعطاء الأبناء حق الاختيار
والإستبداد بالرأي بإعتبار أن الأب هو أكبر سناً وأكثر خبرة وأن مايقوله دائما هو الصواب وينسى مقولة “لا تجبروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم” فكثيرآ ما نجد الآباء يتدخلون في التخصص الذي سيدرسه أبنائهم حتى لو لم يعجب هذا الابن كذلك في إختيار الزوجة أو الزوج فقد جاءت فتاةٌ إلى الرسول محمد -عليه الصّلاة والسّلام- تشكو إليه أنّ أباها يريد تزويجها من أحد أقاربها؛ ليرفع به خسيسته، فرفض رسول الله ذلك وردّ الزواج، فلمّا رأت الفتاة أنّ الأمر لها، قالت: (يا رسول الله قد أجزت ما أجاز أبي، غير أنّي أحببت أن أعلم من ورأي من النساء أن ليس للأباء في هذا الأمر من شيء).
الاستهزاء بآراء الابناء
والتقليل من شأنهم بحجة انهم شباب طائش وتافه لا يتقن التفكير ولا يعلم ان هذا ينشئ جيلا بلا شخصية لا يقوى على تحمل صعاب الحياة وان هذا الفكر التافه سيصبح امراً عظيماً عند تطوره ونمائمه واخذه على محمل الجد
في النهاية كلمة أهمس بها في أذن كل الآباء والأمهات ما تزرعونه في أبنائكم لن تحصدوه وحدكم بل سيحصده المجتمع أجمع فما نراه الآن من أمراض في مجتمعنا هو ما زرعتموه من سنوات في أبنائكم فمن يزرع شوكا لن يحصد عنبا.
كتب:أحمد عبدالسلام