تفسير الأحلام من الفراعنة إلي إبن سيرين وفرويد

أول من بدأ في تفسير الأحلام كان القدماء المصريين وكان لديهم إله للأحلام اسمه (الإله بس Bess)
وكانوا أول من أستخدم الدلالة الرمزية لتفسير الحلم، فمثلًا إذا رأى الانسان نفسه مات في الحلم فذلك يدل على أن عمره سيكون طويل، وإذا رأى أن أسنانه سقطت فذلك يدل إما على خسارة قريب أو خسارة مال، وأكل التين أو العنب دلالة على المرض أو الغم.

تعد هذه الأمثلة متداولة إلى الآن وذلك لأنها جزء من التراث الميثيولوجي، وقد إنتقلت من المصريين إلى اليونان وإلى المسلمين، فتجد هذه الدلالات في تفسير إبن سيرين، فمثلاً في حلم التين أو العنب يفسرها الشيخ محمد عبده أن الآية القرانية (والتين والزيتون وطور سنين) أن التين رمز لسيدنا آدم والزيتون رمز لنوح ، فالتين يرمز للمعصية الأولى للإنسان وهي الأكل من الشجرة المحرمة، والتي إرتبطت بالندم والهم
أما الزيتون فيرمز إلى النجاة كما في قصة سيدنا نوح.

عالم النفس فرويد لم ينكر هذه الدلالات الرمزية المرتبطة بالأساطير والميثولوجية، لأن الأحلام تتعبر عن رغباتنا أحيانا عن طريق الرموز، فهي تعتبر مجازات او إستعارات، وقد إستطاع “فرويد” أن يطابق بين رموز الأحلام وبين لغة المصريين القدماء، لكنه أنكر الأحلام التنبؤية عن المستقبل، فالأحلام تعبر عن هموم صاحبها التي قد يجهلها هو نفسه، ولكن تلك الرموز تختلف من بلد لآخر.

أشهر الأحلام التي فسرها فرويد هو حلم لفتاة رأت أن إبن أختها يموت وتكرر هذا الحلم عدة مرات وبطرق مختلفة ، حتى أنها رأت ذات مرة أنها تهم بقتل إبن أختها، وقد سبب لها هذا الحلم فزعًا شديدًا وقد كانت شديدة التعلق بالطفل وتحبه بدرجة كبيرة جدا، فلم تفهم المعنى من هذا الحلم، بعد عدة جلسات أتضح فرويد عن طريق عملية تسمى “التداعي الحر” وهي أن يطلب من المريض أن يتحدث بكل مايخطر في بالهم دون إخفاء أي شيء عنه مهما كان تافهًا أو معيبًا أو مؤلمًا، وأن يطلقوا العنان لأفكارهم دون قيد أو شرط.

فأتضح أن الفتاة كانت معجبة بشخص وآخر مرة رأته كان في في عزاء أخو ذلك الطفل، فأوهمها عقلها اللاواعي أن الطفل الآخر إذا مات ستتمكن من رؤية ذلك الشخص المعجبة به، وسيدة من الأرياف في مصر تحكي أنها رأت في الحلم أنها تقوم بذبح أرنب ثم بعد ذلك أعادت النظر إلى الأرنب فوجدته قد تحول إلى حفيدتها وقامت بذبحها، وتفسير الحلم هو أن ابنتها – والدة الطفلة- مطلقة وأن عريسًا تقدم لخطبيتها ولكن حينما علم بوجود الطفلة تراجع عن الأمر، لذلك أوهمها عقلها اللاواعي أن الحل في موت الصغيرة.

صلاة الإستخارة و العقل اللاواعي معظم الناس حينما تصلي صلاة إستخارة تعتقد أن لها تأثير على الأحلام كأنما هي رسائل تنبؤية عن مستقبلك، فتسمع أحدهم يقول
(أصل انا شفت في الحلم حصان أسود ودي باين له حاجة وحشة فانا مش مرتاحة للعريس ده). أو حينما ينتوي أحدهم ترك عمله الحكومي ليشتغل في أعمال حرة فبعد أن يصلي استخارة يتراجع عن قراره لأنه على حد قوله رأى أنه لم يشعر بالراحة ورأى في الحلم: (انه يسير في سكة طويلة شوارعها ممهدة جيدًا ثم بعد ذلك تصبح الشوارع مظلمة ضيقة ومتعرجة ومليئة بالحجارة)
فحينما يستيقظ من نومه يتراجع عن قراره، من الأمور التي يجب عليك معرفتها أنك حينما تحكم على مستقبلك بسبب حلم فأنت هكذا تحكم عقلك الباطن (اللاواعيunconscious ).

لذلك يجب في بادئ الأمر أن نعرفك على عقلك اللاواعي:
عقلك اللاوعي أو كما يراه العلماء بالعقل القديم وذلك لأنه العقل الذي ورثناه من أسلافنا القدماء منذ آلاف السنين، هو أيضًا العقل الغرائزي : أي الذي تحكمه الغرائز والشهوات والمشاعر والرغبات.
وهو يعمل دون إدراك منا، فإن نمت وأنت جائع فسترى في الأحلام أمور تتعلق بالأكل، في حين العقل الواعي conscious وهو العقل المتطور الذي بيستخدم في التفكير والتحليل والمنطق،

الأحلام حلام على ثلاثة أنواع:-
1- النوم العميق: وذلك حينما يكون جسدك متعب جدًا وحينما تنام ينام أيضًا عقلك اليقظ (الواعي) وعقلك الباطن (اللاواعي) لذلك حينما تنام عميقًا لا ترى أحلام أبدًا.
2- ٠وهو حينما يظل عقلك الباطن مستيقظًا حينها هو الذي يتحكم بك وبأحلامك وإن كانت غريبة جدًا، إلا أنه في الحقيقة عقلك الباطن بسيط جداً، هو يعتمد على الرمزية على رغباتك على تجاربك الماضية على مشاعرك وعلى الخوف، تقريبا معظم الناس في العالم رأت في الحلم وأنت أيضًا كأنك تجري كما في فيلم رعب من النص هو عمال يجري وفي حاجة وراه مش عارف هي ايه، ولا الحلم انك تسقط من مكانٍ عالٍ.
95% من الناس قد رأوا ذلك في الحلم،

فالحلم الأول
غالباً تفسيره يرجع أن الانسان القديم (الذي ورثنا منه عقلنا الباطن) كان دائما في رحلة ركض من الوحوش والأسود والمفترسات فترسخ بداخلنا مفهوم علاقة بين الجري والخوف، بعض المعلومات التي تشبه ذلك تورث في الجينات، في إحدى التجارب على الفئران أثبتت أنه من الممكن توريث “الفوبيا” عبر الجينات .
وضعوا مجموعة من الفئران في قفص ووضع لهم لمبة حينما تنير باللون الأحمر يتم كهربة الفئران، وأعادوا هذه التجربة عدة مرات حتى أرتبط لدى هذه الفئران الشعور بالخوف واللون الاحمر فتزداد نبضات قلبها لمجرد رؤية النور الأحمر حتى لو لم يتم كهربتهم، ثم بعد ذلك أخرجوا الفئران من القفص وتركوهم يتزاوجوا ويتناسلوا، وكانت المفاجأة أن الجيل الجديد إذا رأى النور الأحمراء ارتفع معدل نبضات قلبهم، نعود إلى حلم السقوط بعض التفسيرات التي قالها أحد العلماء هي أن الحلم بسبب أن أسلافنا أيضًا كانوا إذا هربوا من الأسود أو وحش أحيانًا ماكانوا يضطرون إلى تسلق شجرة عالية أو ماشبه.
وتولد لديهم الخوف من السقوط بين فكي المفترس.

النوع الثاني :-
من الأحلام وهو مايسمى بأحلام اليقظة ذلك لأن عقلك اليقظ (الواعي) بيكون نصف نائم نصف واعي ويقوم بخلق صراع مع عقلك اللاوعي داخل الحلم، لذلك يكون هنالك أحداث كتير ومحادثات أكتر تطورًا من التي يقوم بها عقلك الباطن. لذلك أنت غالبًا ماتتذكر آخر حلم رأيته قبل أن تستيقظ، نعود إلى تفسير حلم الراجل الذي في أن يستقيل من منصبه الحكومي الفكرة أن الحلم ليس له علاقة بالمستقبل ، أو بصلاة الإستخارة أو انه رسالة من الله.
الحلم يفسر عن مكنون الانسان فهو يعتقد بداخله أن الوظيفة الحكومية سوف تأمن له حياة سهلة او بالأصح مستقبلًا آمنًا لذلك الطريق الذي يسير عليه كان ممهدًا أما العمل الحر فيحتوي على مخاطرة لذلك كان مظلم لم يستطع السير عليه، متعرج لأن به خسارة ومكسب ليس طريقًا سهلًا أو واضحًا مثل الحكومي. صلاة الاستخارة نصليها حينما تكون قد حكمت رأيك على قرار وتسأل الله أن ييسره لك.
لماذا سميت الرؤيا بهذا الاسم:
لأن الأكثر في الأحلام أن يرى فأنت لا تستطيع أن تتحدث أو تسمع، فنحن في معظم أحلامنا خرس، وذلك يتفق مع النظرية القائلة ان العقل الباطن أشبه بالعقل الحيواني، فقد كان الانسان في بدء تطوره الانساني أخرس لايتكلم وإنما يستخدم الرموز.
المصادر:
_كتاب أسرار النفس لدكتور سلامة موسى
_كتاب الثقافة السيكيولوجيا (الكابوس) لدكتور نجيب يوسف بدوي
_كتاب معالم التحليل النفسي لفرويد

كتبت وئام مصطفى محمد