إرتقاء الإنسان…أنواع وإكتشافات

هناك عصوراً لا يعرف الإنسان الحديث عنها أبداً، حيث عاش أجداداً له لم يلتقي بهم أو حتي سمع عنهم مجرد السماع لذلك تم تكوين العديد من البعثات حتي يتسنى له البحث عن هذه العصور وأن يعلم عن أجداده ما لم يكن يعلمه، مثل كيفية تطوره وإرتقائه من الترحال إلى الإستقرار الدائم، ومن الصيد إلى الزراعة وتربية الحيوانات، ولكن يظل هناك العديد من الأسئلة المحيرة…
ما هي تصنيفات تطور الإنسان؟
قال العالم تشارلز داروين مقولة كانت فيما بعد نواة وأساس نظرية الإرتقاء التي تقول «أن العضو المستخدم ينمو ويقوى أما العضو غير المستخدم يفسد ويضمر»، وقد تم تطبيق هذه النظرية على مملكة الحيوانات، فلما تم إكتشاف العديد من الحفريات التي تخص البشر الأوائل تم تطبيق هذه النظرية على الإنسان، فتم إستخلاص ما يلي:
1-الإنسان النياندرتال ( Homo neanderthalensis )
يصنف من أنواع جنس الهومو عاش في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وإنقرض هذا النوع قبل أكثر من 24 ألف سنة إستطاع التأقلم مع العصر الجليدي في شمال الكرة الأرضية بسبب بنية هذا النوع القوية القادرة على التكيف، كان هذا النوع إجتماعي أي يصطادون بشكل جماعي،كما كان له قدرة على نطق الكلمات البسيطة، لكن لم يكن ذا قدرة على تركيب كلمات معقدة لأنهم كانوا بدائيين جداً ، الإنسان الحالي عاصر هذا النوع ، وهذا يدل أن الإنسان الحالي لم يكن الوحيد هو في الواقع آخر نوع من أنواع الهومو، الإنسان الحالي عاصر النياندرتال ل 150 ألف عام.
2-إنسان هايدلبرغ ( Heidelberg Man ) :
وهذا النوع من الإنسان عاش في إفريقيا وأوروبا والجزء الشرقي من آسيا قبل أكثر من 600 ألف عام، وهذا النوع من الإنسان هو السلف المباشر من الإنسان البدائي،عاش هذا النوع من الهومو في إفريقيا قبل 40 ألف سنة من الآن، ويملك بنية جسدية قوية، لكنه ليس بوحش غبي مالك للعضلات فقط بل كان ذكي وماهر، وإكتشف أنه كان يستخدم الحجر ذا شكل رمح أي كان يستخدم هذه الأدوات قبل الإنسان الحديث،كما إستخدم الأحجار البركانية الزجاجية، وهي أكثر صلابة من الأحجار العادية، وهذا النوع ذا قدرة هائلة إذ إستطاع قتل حيوانات تزن 700 كغ، وهذا النوع من الهومو كان من أكلي لحوم البشر!!

3-إنسان هومو رودولفينسيس ( Homo rudolfensis )
إكتشف هذا النوع من الهومو في كينيا،من خلال حفريتان، واحدة عام 1972، والثانية في 2012، وهناك جدل هل يصنف هذا النوع من الهومو أو أوستالوبيثيكوس؟، مع أن خصائص هذا النوع من الهومو بدائية، إلا أن دماغه كبيرة بشكل ملحوظ، كان أكبر بمرتين من النوع الحديث من الهومو أي البشر الحاليين، وهذا النوع له مظهر مميز جمجمة كبيرة ووجه طويل وواسع ومنبسط، هو قادر على إستخدام الحجارة من المحتمل أنه طور لغة للتكلم.

4-إنسان بوسكوب ( Boskop Man )
إكتشف هذا النوع من الإنسان المنقرض بالصدفة عام 1910، وعثر على قطع جمجمة متحجرة في مدينة بوسكوب في جنوب إفريقيا، هذا النوع من الهومو كان يملك جمجمة تبلغ 1980 سنتيميتر مكعب وبمقارنة بسيطة مع الإنسان الحالي والذي يملك جمجمة بحجم 1400 سنتيميتر مكعب
و بعض العلماء مقتنعين تماما، أن إفريقيا الجنوبية مستقرآ لنوع بشري غامض بدماغ كبير ووجه صغير ، لكن هذا الإعتقاد واجه إنتقادات عنيفة خلال الخمسينيات، واليوم ينظر لإنسان بوسكوب كنوع قريب من الإنسان الحديث ويصنف من أصناف الهوموسابيان.

5-إنسان دينيسوفان ( Denisova )
تم إكتشاف هذا النوع من الإنسان المنقرض سنة 2008، في كهف بجبل التاي بسيبيريا،كما تم إكتشاف أصبع في 2010، لأنثى عاشت قبل حوالي 41 ألف سنة، وهذا الإنسان لا أحد يعرف شكلة بالضبط بسبب أن الأحافير له قليلة، لكن العلماء الأجنه يعملوا على ترتيب خريطة للجينات كاملة وبدرجة عالية من الدقة، وهذا النوع يحوي على أجزاء غير عادية من الحمض النووي ، ومن المفترض أن بشرته داكنة وهو بني العينيين والشعر، على عكس أقاربة من الإنسان البدائي، وكان يعتقد أنه إختفى تماما عكس الإنسان البدائي الذي عاشت جيناته في الإنسان الحديث عن طريق الوراثة ، ولكن الدراسات التي أجريت مؤخراً أظهرت أن شعب التبت في الواقع قد ورث جينات دينيسوفان.

6-إنسان الدامنيسي ( Aldamnasa )
وجد هذا النوع من الإنسان في دامنيسي بجورجيا،نوع غريب وأحدث جدلاً في الوسط العلمي، بسبب أن جمجمته صغيرة جداً، وكذلك صفات أخرى متوقعة تدل على نمو أقل من الإنسان الذي عاش فترة ما قبل التاريخ، وجمجمة هذا النوع أحدثت جدلا بسبب أنها وسيطة بين الإنسان المنتصب والإنسان الماهر، ويفترض البعض أنها نوع فرعي من الإنسان المنتصب سمي بالإنسان المنتصب الجيورجيكيس.

7-إنسان ناليدي ( Naledi Man )
يعد إكتشاف هذا النوع من من أهم الإكتشافات العلمية الحديثة، وتم إكتشافه عام 2013،وميزة هذا الإكتشاف هي كمية العظام المكتشفة الهائلة له، حيث وجد هذا النوع في جنوب إفريقيا، في كهف وجده فريقاً من المستكشفين، مدخلا لغرفة سميت غرفة ديناليدي، والتي توجد على عمق 30 متر تحت السطح وإكتشفوا فيها الآلاف من العظام المتناثرة التي لها نفس الخصائص أي نفس نوع الهومو، وأظهر تحليل الهياكل العظمية أنها تمتلك صفات أجدادها من الاترالوبيثين، بخصائص حديثة لآخر الهومينينس، وتحوي بعض من الخصائص البدائية، ويحوي على كمية من الصفات المتطورة التي تجعل منه نوع من أنواع الهومو.

8-إنسان جاوة ( Java Man ) :
إكتشفت عام 1891 في موقع ترينيل في مقاطعة نجاوي بإندونيسيا وهي من أوائل العينات المعروفة للإنسان المنتصب، وهناك الكثير من المعلومات عن هذا الإنسان يمكن البحث عنها.

9-إنسان الهوبيت ( Hobbit Man ) :
إكتشف هذا النوع من البشر عام 2004، في جزيرة فلوربس بإندونيسيا، ويتميز بحجمه الصغير جداً، أي جسد صغير جداً، طول هذا النوع متر واحد فقط، ويملك أقدام كبيرة الحجم، وهذا النوع من الهومو طور جسد صغير ليتكيف مع الجزيرة الصغيرة التي يقطنها، بسبب قلة الموارد الغذائية،ذلك النوع من الهومو يملك العديد من الصفات جسدية البدائية.

أما حاليآ فتم إكتشاف شئ حديث ومميز وهو بقايا أسنان وعظام بكهف في بلغاريا يشير إلى وصول أقدم إنسان عاقل «هومو سابينس».

ويعود تحاليل الآثار التي تم إلتقاطها في كهف «باتشو كيرو» في شمال بلغاريا إلى ما يقرب من 45000 عام من الوجود في القارة الأوروبية «هومو سابينس»، والذي يُسمى أيضًا الإنسان الحديث، بحسب ما نشرته مقالتين في الطبيعة وبيئة الطبيعة والتطور.

وقال نيكولاي سيراكوف الأستاذ بمعهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم البلغارية لوكالة فرانس برس «هذه هي الفترة التي يصل فيها الإنسان الأول إلى منطقة أوروبية من الشرق الاوسط وتعايشه مع الإنسان البدائي «النياندرتال» والتي إستمرت من 5000 الى 10000 سنة»، وأضاف «قدر العلم أن هذه الأحداث وقعت على مدى فترة من 38000 إلى 42000 سنة مضت».

ووصف أستاذان ينتميان إلى الفريق الدولي لصحيفة «كوليج دو فرانس» الفرنسية أن بقايا «باتشو كيرو» «هي أقدم دليل أوروبي يشهد على وجود الإنسان العاقل في العصر الحجري القديم عندما وصل إلى أوروبا قبل حوالي 45000 عام.
ولا تزال الفترة الإنتقالية بين سكان «النياندرتال» و «هومو سابينس» تطرح العديد من الأسئلة مشيرة إلى أن هذا التاريخ الجديد يجلب عناصر جديدة.

وتشير أول بقايا للكربون 14 إلى أن العمر يتراوح بين 46940 و 43650 عامًا.

وتعطي الطريقة الثانية بناءً على تحليل الحمض النووي للميتوكوندريا المستخرجة من العظام تقديرات تتراوح من 44،830 إلى 42،616 سنة.

وتظهر هذه النتائج أن البشر المعاصرين إمتدوا إلى خطوط العرض الوسطى في أوراسيا قبل 45000 سنة مضت.

كما تشرح المؤسسة مرة أخرى، أنها تمتد عبر منطقة التوزيع لنياندرتال، لذا فقد مارسوا تأثيرًا على سلوكهم قبل إستبدالهم،وكان موقع «باتشو كيرو»، المعروف منذ ثلاثينيات القرن العشرين والمخصص للزيارات السياحية، موضوعًا للحفريات الجديدة منذ عام 2015.

كتب:مصطفي خالد