فتوات القاهرة المحروسة…

الفتوة

شخصية محورية وثرية فى الدراما والأفلام المصرية فمن ينسي فريد شوقى فى فيلم سوق السلاح أو محمود ياسين، سليمان الناجى فى التوت والنبوت ، أو صلاح قابيل المعلم غراب فى فيلم شهد الملكة أو الفنان نور الشريف عاشور الناجى فى الحرافيش وآخرهم ياسر جلال فى الفتوة رمضان ٢٠٢٠.
فهيا نتعرف على هذا العالم الساحر عالم الحارة المصرية وملكها المتوج الفتوة.

فعندما يضيع الأمان، ويملأ الخوف الصدور ،وتضعف هيبة الدولة وأجهزتها ويشيع الفساد ويسود الظلم ، وتتحول البلاد إلى غابة يأكل فيها القوى الضعيف ،
يتطلع الناس لمن ينقذهم من أنياب الفاسدين والظالمين ، يحلمون بفارس يعيد الحق لأصحابه، يجبر الضعيف وينتصر للمظلوم،يعيد لهم الأمن والأمان فتخرج النساء للأسواق ويذهب الرجال لأعمالهم ويسود الإزدهار وتعمر الأسواق والبيوت بالخير فنعم الفرحه كل بيت ،
لكن السلطة الفاسدة وأجهزتها الغافلة عن حقوق البلاد والعباد التى تريد الأموال بفرض الإيتاوات والضرائب والمغارم ليل نهار ، لتنفق على ملذاتها ومتعتها وشراء الجوارى الحسان والمماليك الأشداء وتسليحهم وتدريبهم ليكونو سيوفآ على رقاب الناس ، هنا ظهر الفتوة حامى حمى الغلابه والبسطاء، الفتوة حامل ميزان العدل ، ناشر العدل والأمان بين ربوع حارته،
ومن أهم الأحداث التى تدخل بها الفتوات لرفع الظلم عن الناس ،أيام المماليك ، كانت حادثة البرديسى.

 

البرديسى:شيخ البلد

كان منصب شيخ البلد ، هو الحاكم الفعلى للبلاد يجلس على أريكة المشيخة تكبر زعماء المماليك نفوذآ وأكثرهم مماليك وأغناهم ثروة وأطيان، أما والى مصر العثمانى فكان لا يكترث بكثير أو قليل بأحوال البلاد فقد دفع الأموال الطائلة للباب العالى فى إسطنبول ليحصل على ولاية مصر أغنى ولاية فى الدولة،لهذا كان يتفق مع شيخ البلد على مبلغ كبير أضعاف ما دفعه رشوة للباب العالى ، فى مقابل السكوت وغض الطرف عن أفعال شيخ البلد ورجاله ، وبالطبع يجمع شيخ البلد من الأموال أضعاف ما إتفق مع الوالى ، فهو يحتاج الكثير من المماليك والسلاح لتدعيم قبضته فى حكم مصر وأيضآ بناء القصور وفرشها بأفخر الأثاث وأجمل الجواري ، فكان شيخ البلد يفرض الإتاوات والضرائب والمغارم على الناس وكان من أشدهم جمعآ للأموال البرديسى شيخ البلد الذى خرجت علي أتباعه نساء حي باب الشعرية العريق وخاصة حارة درب المصطفى، يصرخون فقرهم ومعانتهم فقالوا”ايش تاخد من تفليسى يا برديسى” وتحولت الصرخات إلى تشابك ومعركة فر على أثرها عمال ومحتسبي شيخ البلد وتضامنت فتوات بقية حوارى القاهرة مع صرخات المظلوميين وتجمع فتوات الجماليه ثم تبعهم فتوات الحسينيه، وإنضم لهم فتوات المغربليين وسوق السلاح والدراسة، وذهبوا جميعا لبيت القاضى ، الذى إستمع إلى شكواهم وتهديدهم بثورة عارمة ضد المماليك والعثمانيين وكل ظالم ، وذهب القاضى إلى البرديسى بالشكوى والتحذير محذرآ من ثورة شعبية، تأكل الأخضر واليابس فالناس جوعا فقدوا الأمل فى غدهم، و هانت عليهم أرواحهم ، فهم كبرميل من البارود ينتظر شرارة صغيرة لينفجر فى وجهه النظام الحاكم،وأمام هذا الحراك الشعبى،سمع البرديسى لنصيحة القاضى وأبطل جمع الضرائب الجديدة ،
ومن يومها أصبح لكل “حارة ، حي”فتوة يتحدث بإسم الحارة مع السلطة الحاكمة، وأصبح الفتوة أهم شخصية فى الحارة والحياة المصرية، وحوله تدور الاحداث ،
، وتتفاخر كل حارة بفتوتها بقوته القاهرة وشجاعته وعدله وإخلاصه لحل مشاكل حارته بلا مقابل ، فقط الوجاة والمركز الإجتماعى فى الحارة وأمام ذالك يضع حياته وروحه دفاع عن أهالي الحارة.

كانت تلك هى بعض من أخلاق أولاد البلد الفتوات قبل أن يحولهم الإستعمار الإنجليزي إلى بلطجية يفرضون الإتاوات على البسطاء ويسرقون ويقتلون من أجل ملذاتهم

كتب:أحمد عبدالواحد إبراهيم