مقاهى المحروسة…1
قهوة الفيشاوي
المقاهى فى مصر المحروسة كان لها دور محورى وأصيل فى حياة أي مصري مهما كان ، غنى أو فقير ، مثقف أو جاهل ، فتوة أو رجل بسيط ، مهموم أو سعيد فجميع الرجال وبعض النساء ، يقصدون المقاهى لعدة أغراض، منها التسلية ومقابلة الأصدقاء،أو عقد الندوات الثقافية، أو مجرد إضاعة الوقت وشرب الشاى أو القهوة مع النرجيلة”الشيشة”
، لهذا كانت المقاهى دور بارز فى حياة المصريين ،
ومن أقدم وأشهر مقاهى مصر المحروسه مقهى الفيشاوى ،
الذى تم بنائه عام ١٧٩٧، على يد فتوة حى سيدنا الحسين بالأزهر، الشاب مفتول العضلات،قوى الشخصية ، جميل العينين ، البادى على هيئته أمارات القوة والشجاعة “فهمى الفيشاوي الذى هزم فتوة الحى السابق مهدى العجمى بعد معركة حامية الوطيس بالنبوت، وبعد الإنتصار أعلن فهمي الفيشاوى فتوة لحى سيدنا الحسين وإفتتح هذا المقهى ليكون مقرآ لحكم الحب ومجلس حاكم الحي الفتوة فهمى الفيشاوي”
-المقهى الآن:
يتكون المقهى من عدة غرف أو قاعات أشهرها،قاعة الباسفور و هي غرفة كبيرة مبطنة بالخشب المطعم بالأبنوس ومليئة بالتحف و الكتب العربية القديمة المكسوة بالجلد ، و جميع أدوات المائدة بها من الفضة ، الكريستال و الصينى و كانت تلك القاعة مخصصة للملك فاروق آخر ملوك الأسرة العلوية حيث كان الملك يزور المقهى في شهر رمضان كل عام و معه حاشيته من رجال الدولة و السياسين ..
أما أغرب القاعات فهى قاعة القافية و أطلق عليها أنها كانت تجمع شعراء و زجالين الأحياء الشعبية المصرية حيث يتباروزن و يتبارون في سرعة البديهة وخفة الذل وطلاقة اللسان والسخرية من الحي المنافس في مباراة يحضرها جمع غفير من محبي الزجل و الشعر من سكان الأحياء الشعبية ، و عندما يعجز الخصم عن مجاراة منافسه يتم إعلان فوز الحي الفائز و شاعره وسط فرحة جميع رواد المقهى.
و من أشهر رواد هذا المقهى “الشيخ الكبير جمال الدين الأفغاني،الإمام محمد عبدة شيخ الجامع الأزهر ،الرئيس الجزائري بوتفليقة،الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ الذي كان له ركن مخصص له و لأصدقائه و أيضا السياسي السابق عمرو موسي أمين جامعة الدول العربية كان من رواد المقهى و صاحب نوبل الفيزياء العالم المصري أحمد زويل رحمه الله كان يزور المقهي عندما يحضر إلي القاهرة”.
ورغم مرور السنوات وظهور كل ما هو جديد تظل قهوة الفيشاوي علم من الأعلام البارزة وآثر عظيم من الآثار المصرية.
كتب:أحمد عبدالواحد إبراهيم