الإنفلونزا الإسبانية…وباء أصاب ثلث العالم وقتل عشرات الملايين

الإنفلونزا الأسبانية أم  فيروس كورونا أيهما أشد فتكاً؟ 

نعاني هذه الأيام من جائحة إجتازت دول العالم أجمع وباء ينتشر سريعاً أصاب أكثر من 6 مليون إنسان وقتل مئات الآلاف من البشر وهي الجائحة المعروفة عالمياً بإسم جائحة كورونا أو covid-19.

وقد سبقه من قبل أوبئة من نفس العائلة هما سارس وميرس كانوا أكبر في نسبة الوفيات ولكن أقل إنتشاراً .

ولكن منذ أكثر من 100 عام سبق كل هذه الأوبئة جائحة هي الأكثر فتكاً في التاريخ الحديث.

  • الإنفلونزا التي إنتشرت لتصيب 500 مليون شخص وهذا العدد كان يمثل في وقتها ثلث سكان العالم قتل ما بين 50 مليون و 100 مليون إنسان حول العالم، أي أكثر من القتلى بسبب الحرب العالمية الأولى والثانية مجتمعتين.

فلك عزيزي القارئ أن تتخيل أن في وقت هذه الجائحة متوسط عمر الفرد في الولايات المتحدة إنخفض لأكثر من 12 عام.

  • قال عنه الأطباء “greatest medical holocaust in history”. أو الوباء الأعظم في التاريخ ،يقال أن هذا الفيروس أصله من الطيور وهو فيروس H1N1 وعرف حينها بإسم الإنفلونزا الإسبانية.
  • بعدما كان العالم يتعافى من آثار الحرب العالمية الأولى بدأ إنتشار هذا المرض يزداد بعد رجوع الجنود إلى منازلهم فهم كانوا أكثر الناس عرضة له، لم يعرف بالتحديد المكان الذي نشأ فيه هذا الفيروس، فقد ظهر أيام الحرب العالمية الأولى كما ذكرنا.
  • كانت كل الدول المشاركة تتعمد عدم الإعلان عن المرض، حتى لا يؤثر هذا على الجنود.
  • كانت إسبانيا دولة محايدة وأول من أعلن عن وجود المرض لذا سميت بالأنفلونزا الإسبانية على الرغم من أنها ظهرت في دول أخرى قبلها.

 

أشياء مشتركة بين جائحة اليوم وجائحة 1918:

  • الإلتهاب الرئوي الحاد هو الشئ المشترك بين H1N1 و covid-19 ويحدث نتيجة ضعف مناعة الجسم لمقاومة الفيروس سواء الإنفلونزا أو الفيروس التاجي مما يؤدي للوفاة.
  • عدم وجود أي مضادات للفيروسات أو أي لقاح للوقاية من الإنفلونزا  .

حتى المضادات الحيوية التي تعالج الإلتهابات البكتيرية الثانوية التي ترتبط بعدوى الإنفلونزا والتي يحدث بسببها الإلتهاب الرئوي لم يتم إختراعها إلا في عام 1928 أي بعد 10 سنوات من المرض.

  • إقتصرت جهود مكافحة المرض على التدابير الوقائية مثل: العزل المنزلي والحجر الصحي والنظافة الشخصية الجيدة وإستخدام المطهرات.
  • القيود من التجمعات العامة، مثل ما يحدث الآن، ولكن حتى هذه التدابير لم يتم تطبيقها إلا بعد فوات الأوان
  • البيئة الخصبة لإنتشار الفيروس كانت في خنادق الجنود في الحرب العالمية الأولى ومع عودة الجنود إزدادت أعداد المصابين والوفيات أكثر وأكثر.

سمة غريبة لتلك الإنفلونزا :

  • كانت هناك سمة غريبة لهذا المرض فأكثر الوفيات كانت من الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 15-34 عاما.
  • بالرغم من وجود وفيات أيضاً فيما هم فوق الثمانين وتحت 5 سنوات إلا أن هذه الشريحة كانت الأكثر وحتى الآن لا يوجد سبب واضح لهذا.
  • لكن هناك إفتراض أنه سبق هذا الوباء بفترة مرض أدى إلى زيادة مناعة أجسام كبار السن في وقت الإنفلونزا وتوجد غيرها من الإفتراضات ولكن لا يوجد سبب واضح لهذه السمة.

ثلاث موجات للوباء:

 

1-كانت هناك 3 موجات مختلفة من المرض خلال الوباء ، بدءًا من مارس 1918 وإنحسر بحلول صيف 1919.

2- بلغ الوباء ذروته في الولايات المتحدة خلال الموجة الثانية ، في خريف عام 1918، كانت هذه الموجة الثانية المميتة هي المسؤولة عن معظم وفيات الولايات المتحدة.

3-هدأت الموجة الثالثة من الوباء خلال صيف عام 1919.

الإنفلونزا التي إنتشرت لتصيب 500 مليون شخص وهذا العدد كان يمثل في وقتها ثلث سكان العالم قتل ما بين 50 مليون و 100 مليون إنسان

الإنفلونزا الأسبانية أم  فيروس كورونا أيهما أشد فتكاً؟

تبيعات الأنفلونزا:

تليت هذه الجائحة أوبئة أخرى لنفس الفيروس مثل الإنفلونزا الآسيوية عام 1957 وأصابت أعداداً أكبر من الإسبانية ولكن بنسبة وفيات أقل بكثير وأعداد أقل أيضا حيث بلغت حوالي 2 مليون وفاة بنسبة لم تتعدى 1% تقريبا من أعداد المصابين وإنفلونزا هونج كونج كذا وآخرها كان إنفلونزا الخنازير التي إنتشرت عام 2009 وأودت بحياة 600000 إنسان.

واليوم نعيش أيضاً جائحة إجتاحت بلاد العالم فندعوا الله ألا تكون مثل هذه الأوبئة وأن تمر مرور الكرام وتنتهي قريبا ثم نأخذ بالأسباب ونلتزم بالتدابير الوقائية اللازمة حتى نستطيع جميعاً أن نجتاز هذه الفترة وتعود الحياة لطبيعتها.

كتب: أحمد عبدالسلام