شركة هواوي أو واهواي وهو النطق الصحيح للكلمة وتعني باللغة الصينية (عمل رائع)، فمقطع واه أو wow يعني الرائع ، في حين يعني المقطع واي ( العمل او الإنجاز ) ،فبذلك تعني عمل رائع أو إنجاز رائع.
إنجاز رائع:
بالفعل شركة هواوي هي إنجاز الصين الرائع ،ففي ثمانيات القرن الماضي إكتشفت الحكومة الصينية حاجتها الملحة لشركة اتصالات و تكنولوچيا معلومات كالشركات الكبيرة الموجودة في العالم ، كفوادفون أونوكيا أو سامسونج .
و في عام 1987 بالفعل تم تأسيس الشركة على يد “رن تشنغ فاي”نائب المدير الهندسي السابق لجيش التحرير الشعبي الصيني .
شركة هواوي في مقاطعة شينزين:
صرحت الشركة أن رأس مالها المسجل عند التأسيس كان 2100 يوان صيني وكان”رن” يأمل في بناء شركة إتصالات صينية محلية تجابه المنافسة الأجنبية المتفوقة و الكاسحة في مثل هذا الوقت.
ويبدوا أن هذة أيضاً كانت رغبة الحكومة الصينية لهذا وقفت خلف ( رن ) بطريقة غير مباشرة ،وبدأت الشركة في تقليد جميع قطع المقاسم للتحويل PBX الداخلية و الخاصة و التي كانت تستوردها الصين من هونج كونغ و تستثمر بكثافة في البحث و التطوير لأجل تصنيع التقنيات الخاصة بها، وبحلول 1990 كانت لدي الشركة 600 موظف في مجال البحث و التطوير لمستقبل مقاسم PBX التي تخدم الفنادق والمؤسسات الصغيرة .
و جاءت القفزة الكبيرة عام 1992 عندما أطلقت الهاتف CCO8 ،ليصبح بما يمتلكه من تكنولوچيا معقولة في مثل هذا الوقت الهاتف الأول في المدن الصغيرة والريفية ،و استمر التطوير والنمو .
وفي 1994 فازت شركة هواوي بعقد إنشاء شبكة إتصالات خاصة لجيش التحرير الأحمر الصيني ،وفي هذا الوقت عقد “ران” مؤسس شركة هواوي إجتماع مع الأمين العام للحزب الحاكم “چيانغ زيميني” وقال له “رن” أن تكنولوچيا الإتصالات مرتبطة بالأمن القومي للبلاد و أن الدولة التي ليس لديها شركتها الخاصة في هذا المجال هي دولة بلا چيش معلومات(دولة مخترقة)كالجسد بلا عقل”.
وافقه الأمين العام علي كلامه، واستمر التطوير والنمو.
وفي يوليو 2010 أدرجت هواوي في قائمة “فورتشي غلوبال ” لأكبر 500 شركة في العالم، طبقآ لإحصائيات التي نشرتها مجلة ” فورتشي الأمريكية ” أن مبيعات شركة هواوي بلغت 21.8 مليار دولار أمريكي وصافي أرباح مقداره 2.67 مليار دولار .
و في 2018 باعت هواوي 200 مليون هاتف محمول ذكي ،
و أعلنت أن إيرادتها في 2018 بلغت 105.1 مليار دولار بربح صافي مقداره 8.7 مليار دولار ،وزادت في 2019 بمقدار 39%.
الحرب التجارية مع الولايات المتحدة الامريكية :
بدأت الولايات المتحدة الحرب علي شركة هواوي عام 2018 عندما اتهمتها بالتجسس علي المؤسسات الأمريكية ولم تقدم أي أدلة ومررت الولايات المتحدة مشروع قانون لتمويل الدفاع يتضمن فقرة تمنع الحكومة الفيدرالية الأمريكية من التعاون مع شركة هواوي و شركة ZTN و العديد من المورادين و الشركات الصينية تحت مزاعم(مخاوف) أمنية.
و في ديسمبر 2018 تم القبض علي نائبة رئيس شركة هواوي و التي هي في نفس الوقت ابنة رئيس الشركة ( رن ) في كندا بناءآ علي طلب من السلطات الأمريكية ، بتهمة انتهاك العقوبات ضد إيران ،وعدة تهم أخري منها أن ( منغ ) ابنة رئيس الشركة تتآمر للإختيال علي مؤسسات دولية و بنوك عالمية .
لكن أي من تلك الإدعاءات لم يثبت علي (منغ ) وتم إطلاق سراحها في 11 ديسمبر 2018 .
لكن في 28 يناير 2019 أعادت السلطات الأمريكية إتهامها بثلاثة عشر تهمة فيدرالية منها الإحتيال علي مصارف ، وتحويلات مالية مشبوهه و إختلاس أسرار تجارية ، وسرقة براءات إختراعات، نفت الشركة و نائبتها التهم الموجهة إليها جملة وتفصيلاً ،وقال رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب
أن هناك خصوم أجانب و علي رأسهم الصين وشركاتها ،يشكلون مخاطر غير مقبولة علي الأمن القومي الأمريكي .
ثم قامت الولايات المتحدة بحظر التعامل مع شركة هواوي و 70 شركة تابعة لها في قائمة لوائح إدارة التصدير.
و يبدو أن رب ضارة نافعة فقد جاء وباء كورونا ليضرب الكرة الأرضية في نهاية عام 2019 ويعلن هدنة غير معلنة بين الولايات المتحدة وحلافائها من جهة و الصين من جهة أخري و هواوي لإنشغال العالم بهذا الوباء .
وتأجلت معرفتنا لمصير تلك الحرب التجارية ،وهل ستتحول الي حرب حقيقة ؟
ومن سيخرج من تلك الحرب منتصرآ ؟ و من سيرفع الرأية البيضاء و ينسحب من سوق التكنولوچيا ؟
و ماذا سيكون شكل العالم بعد إنتهاء كورنا ؟…
و تلك قصة أخري …
كتب:أحمد عبدالواحد إبراهيم