B1D88215 E0AB 4DA5 941F C786819B0EA0

قصر البارون قصر لا تغيب عنه الشمس أبداً..
قصر تاريخي مستوحى من العمارة الهندية..
أثيرت حوله العديد من القصص عن وجود أشباح به..

ماهو قصر البارون:

يقع القصر في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، تحديداً في شارع العروبة بصلاح سالم على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار القاهرة الدولي ويشرف القصر أيضاً على شارع ابن بطوطة وابن جبير وحسن صادق.

يرجع سبب تسميته بهذا الأسم إلى إسم صاحبه الذي لقب بلقب البارون”منحه له ملك فرنسا تقديرًا علي جهوده في إنشاء مترو باريس” حيث أنه كان مهندسًا مميزًا في عمله ، اما عن إسمه الأصلي فهو ” ادوارد إمبان ” المليونير البلجيكي .

كان البارون محباً للسفر والترحال فوقع في غرام الشرق وعشق الهند وعاش بها سنوات طويلة، كما قرأ كثيراً عن الأساطير القديمة ومن هنا جاء قراره بالبحث عن أقدم مكان تاريخي ليزوره فلم يجد سوي مصر مهد الحضارات القديمه .

وصل البارون إلي القاهرة وعشقها لدرجة الجنون، وإتخذ قراراً بالبقاء بها حتي وفاته، وكتب في وصيته أن يدفن في تراب مصر حتي وإن مات خارجها.

بحث البارون عن مقر يقيم به داخل القاهرة، ليقع إختياره علي مكان في الصحراء يتمتع بصفاء الجو والهواء، وقرر أن يقيم قصر لا مثيل له في الدنيا بأسرها .. قام امبان بشراء تصميم غاية في الروعه من الفنان الرسمي الكسندر مارسيل،ليجمع بين العمارة الأوروبيه والهندية، ثم سلم التصميم لمجموعة من المهندسيين الإيطاليين ليبدأو في إقامة القصر علي ربوة عالية حددها لهم بصحراء القاهرة .

عرض البارون إمبان على الحكومة المصرية فكرة إنشاء حي في الصحراء شرق القاهرة وإختار له إسم (هليوبوليس ) أي مدينة الشمس واشترى الفدان بجنيه واحد فقط، حيث أن المنطقة كانت تفتقر إلى المرافق والمواصلات والخدمات، وحتى يستطيع البارون جذب الناس إلى ضاحيته الجديدة فكر في إنشاء مترو ما زال يعمل حتى الآن وأخذ إسم المدينة مترو مصر الجديدة إذ كلف المهندس البلجيكي “أندريه برشلو” الذي كان يعمل في ذلك الوقت مع شركة مترو باريس بإنشاء خط مترو يربط الحي أو المدينة الجديدة بالقاهرة، كما بدأ في إقامة المنازل على الطراز البلجيكي الكلاسيكي بالإضافة إلى مساحات كبيرة تضم الحدائق الرائعة، وبني فندقاً ضخماً هو فندق هليوبوليس القديم الذي ضم مؤخراً إلى قصور الرئاسة بمصر.

البارون أنشأ قصره الخاص:

قرر البارون إقامة قصر، فكان قصراً أسطورياً، وصمم بحيث لا تغيب عنه الشمس حيث تدخل جميع حجراته وردهاته، وهو من أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق،اكتمل البناء عام 1911.

يقع القصر على مساحة 12.5 ألف متر ،واستلهم ألكساندر مارسيل تصميمه للقصر من معبد “أنكور وات” في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، فشرفات القصر الخارجية محمولة على تماثيل الفيلة الهندية، والعاج ينتشر في الداخل والخارج، والنوافذ ترتفع وتنخفض مع تماثيل هندية وبوذية، أما داخل القصر فكان عبارة عن متحف يضم تحف وتماثيل من الذهب والبلاتين، كما يوجد داخل القصر ساعة أثرية قديمة يقال أنها لا مثيل لها إلا في قصر باكنجهام الملكي بلندن توضح الوقت بالدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين مع توضيح تغييرات أوجه القمر ودرجات الحرارة.

اما عن القصر من الداخل فحجمه صغير لايزيد علي طابقين ويحتوي على 7 حجرات فقط:
-الطابق الأول: عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات 2 منهما للضيافة والثالثة إستعملها البارون كصالة للعب البلياردو.
-أما الطابق العلوي فيتكون من 4 حجرات للنوم ولكل حجرة حمام ملحق بها.
أرضية القصر مغطاة بالرخام وخشب الباركيه، أما البدروم (السرداب) فكان به المطابخ والجراجات وحجرات الخدم.

صنعت أرضيات القصر من الرخام والمرمر الأصلي حيث تم إستيرادها من إيطاليا وبلجيكا، ويتكون من طابقين وبدروم (السرداب)، وبرج كبير شيد على الجانب الأيسر يتألف من 4 طوابق ، أما سطح القصر الأسطوري، فقد كان أشبه بمنتزه يستخدم في بعض الحفلات التي يقيمها البارون، وجدرانه عليها رسوم نباتية وحيوانية وكائنات خرافيه.

صمم القصر بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته أبداً، وإستخدم في بنائه المرمر والرخام الإيطالي والزجاج البلجيكي البلوري الذي يرى من في الداخل كل من في الخارج وبه برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح لمن يجلس به أن يشاهد ماحوله في جميع الإتجاهات، وكان الطابق الأخير من القصر هو المكان المفضل للبارون أمبان ليتناول الشاي به وقت الغروب وكان حول القصر حديقة فناء بها زهور ونباتات نادرة كما يوجد بالقصر نفق يصل بين القصر والكنيسة العريقة “كنيسة البازيليك” الموجودة حتى الآن.

قصر البارون وكيف تحول لمسكن الأشباح:

بالرغم من فخامة وعظمة هذا القصر ، لكنه آثار العديد من الأساطير والحكايات التي تفيد بوجود أشباح داخله، ربما كان السبب وراء كل هذا الغموض والرعب المحيط بالقصر هو الغرفة المسحورة التي منع البارون إمبان الجميع من دخولها حتي ابنته واخته البارونة هيلانة، وهي الغرفة الوردية في بدروم القصر، وهذه الغرفة تفتح أبوابها على مدخل السرداب الطويل الممتد لكنيسة البازيليك والتي دفن فيها البارون بعد موته.

وما زاد القصر غموضاً ورعباً هو مقتل اخت البارون بعد سقوطها من شرفة غرفتها الداخلية حينما كان البارون يدور ببرج القصر ناحية الجنوب، وهنا توقفت القاعدة عن الدوران بعدما هب البارون لإستطلاع صوت صرخات اخته، وهذه كانت الشرارة الأولى لإنطلاق قصص الجن والأشباح التي تخرج من غرفة اخت البارون إلي غرفته الشخصية ، حيث أشارت القصص أن روح “هيلانة” غضبت بسبب تأخر البارون في إنقاذها، وعطلت دوران تروس البرج الدائر التي لم تدر منذ ذلك الحين وحتي وفاة البارون نفسه عام 1928.

تحكي الأقاويل أن هناك أصوات تصدر من القصر ليلاً، لصراخ البارون واخته، ويحكى أن البارون حاول تحضير روح أخته للإعتذار منها عن عدم قدرته على إنقاذها، إلا أن روحها لم تقبل الإعتذار وهو الذي أدخله في حالة الإكتئاب التي أدت في النهاية إلي وفاته .

وبعد وفاة البارون إمبان تم إهمال القصر وإغلاقة حتى تحول إلى مقر تسكنه الأشباح الحقيقية والخيالية، وتوالت الأقاويل التي
أكدت أن قصر البارون هو بيت رعب حقيقي، حيث يتم سماع أصوات تحريك أثاث القصر بين حجراته عند منتصف الليل، وتضئ فيه أضواء فجأة في الساحة الخلفية وتنطفئ كما ذكر بواب إحدى العمارات المواجهة للقصر أن الأشباح لا تظهر في هذا القصر إلا ليلاً، ولا تتيح الفرصة لأي شخص أن يظل داخله مهما كان الثمن، كما شاهد العديد من الماره دخاناً ينبعث من الغرفة الرئيسية بالقصر ثم دخل في شباك البرج الرئيسي للقصر، ليظهر وهج نيران واضح ما لبث أن إنطفئ وحده بعد ذلك دون تدخل أحد .

وإنطلاقاً من أهمية القصور التاريخية والمعروفة لدي الجميع تم البدء فعلياً في أعمال تطوير القصر وإعادة تجديده مع المحافظة التامة علي اللمحات التاريخية الثابتة به.

كتبت : نيفين رضا