مقاهى المحروسة
جروبى
اسم لامع وعتيق فى نفس الوقت ، فى عالم المقاهي والكافيتريات على الطراز الفرنسي ، لكنه لم يكن مجرد مطعم أو مقهى فقط بل كان تجربة ثقافية جديدة تضاف إلى مكونات الثقافة المصرية العريقة ، وأضاف شكلاً جديداً للحياة المصرية المتعددة الروافد المتناغمة بلا نفور و التي ترسم وجهاً لمصر الجديدة فى بداية القرن الماضى .
فى عام ١٩٠٠ وصل جاكوب جروبى إلى مصر أرض الفرص والأحلام لكل باحث عن الثراء والغنى ، المهم أن يحمل معه شيئاً جديداً فكرة مهنة أى شيء يكون غير تقليدى.
وكان جاكوب جروبى مسلح بمهنته اللذيذة كصانع حلويات ماهر ، وفى ميدان طلعت حرب اشترى جروبى وابنه بناية كبيرة جعل دورها الأول مقراً لجروبى، كافيتريا ومطعم ، لصفوة المجتمع ، ثم افتتح محلاً آخر فى شارع عادلى، واشتهرت ماركة جروبى وأصبحت أسلوب حياة جديد على المصريين ، وما زاد من انتشار اسم جروبى تلك الفرق الموسيقية التى كانت تعزف الألحان الأوروبية الراقصة، كما كان يقام فى حديقة الكازينو عروض سينمائية لأفضل الافلام الاوروبية والمصرية ، وأصبح جروبى هو ملتقى صفوة المجتمع المصري
ولم تقتصر شهرة جروبى على مكانه المميز في وسط البلد أو شكله الأوروبى بل جاءت شهرته من منتجاته التى قدمها للمستهلك المصري لأول مرة مثل : كريم شانتى
مارون جلاسيه ، جيلاتى ، ميل فوى ، بول دى شكولاة .
كما كان المحل يقدم خدمه تجهيز الحفلات والولائم لكبار العائلات المصرية ، التى كانت تفاخر بأن طاقم الضيافة والطعام من عند جروبى ،
ولشهرة جروبى ، تم تصوير عدة افلام به ، مثل العتبة الخضراء ، وهو المكان الذي طلبت منه الفنانة صباح ١٥٠٠ قطعة حلوى وكان ثمنها ثلاثون جنيهاً ، وفيلم يوم فى عمري ، وفيلم عمارة يعقوبيان ، وفيلم صايع بحر ، وغيرهم .
وظلت عائله جاكوب جروبى تتوارث المطعم حتى عام ١٩٨١ ، حينما باع شيزار وبيانكى آخر ورثة جروبى المطعم للشركة العربية للأغذية ، و التي حافظت على طرازه المعمارى ولمسته الأوروبية الفرنسية ،
ولازال يقدم خدماته إلى الآن ليثبت أن مصر أرض الحضارات ، فهى قادرة على استيعاب كل جديد والاستفادة من أي تقدم علمي أو ثقافي بل وهضمه واعطاءة المذاق المصري المميز المشبع بعشرة آلاف سنه حضارة .
كتب : أحمد عبد الواحد إبراهيم