منذ ٢٠٠ عام بالضبط كان إعادة الميلاد ، وعلى يد سليمان باشا أو كولونيل سيف الفرنساوى، ، ظهر الوليد الصغير الكبير المقام. والهامة والتاريخ ، الجيش المصرى الحديث ،
وبعد عشرة سنين من التدريب والتسليح وهضم كل فنون الحرب الحديثة وتكتيكاتها .
، كان الاختبار .
وكعادتها دائماً تشعل تركيا الحروب ولا تستطيع إطفاءها ، بل وتطالب العرب بدفع تكاليف مغامرتها العسكرية فى شتى بقاع المعمورة ،
فقد دخلت الدوله العثمانيه التركيه الحرب مع اليونان ولم تستطع الفوز بها مع أن اليونان فى تلك الفترة لم يكن لها جيش بل بعض الثوار والمتمردين .
لكنها فشلت فى القضاء عليهم وطلبت الاستعانه بالجيش المصرى وخاصة الأسطول المصرى الحديث التكوين ،
ولبت مصر نداء الاستغاثة كما تفعل مع كل شقيق ،
لكن السياسه الأوروبية وجيوشها دعمت اليونان ودمرت الأسطول المصرى ، وتم منح اليونان استقلالها،
ورفضت الدوله العثمانية إرسال أى أموال أو حتى أخشاب لمصر من أجل إعادة بناء أسطولها، وحولت صديق الأمس وهو مصر إلى عدو اليوم ،
مما دفع محمد على باشا ،
إلى إرسال الجيش المصرى لاحضار مستلزمات بناء الأسطول المصري من الشام بالقوة ،
وأيضاً لشعوره ان الدولة العثمانية أصبحت عقبه وعبء على تقدم وتحديث الدولة العربية الكبيرة ومقرها القاهرة ،
وتقدم الجيش المصرى الحديث التكوين والأسلحة ،
فاستولى على غزة ثم يافا ثم حيفا ،
وهنا أعلنت كل القبائل العربية فى نابلس وطبرية والقدس تأييدها للجيش المصرى ولقائده إبراهيم باشا بل وسخرت كل إمكاناتها لمؤازرة الجيش المصرى ليخلصهم من الاحتلال التركي العثماني .
وفى ديسمبر ١٨٣١ وصل الجيش المصرى إلى أسوار مدينة عكا ، ..
تلك المدينه الشهيرة ،
التى هزمت منذ بضع سنين إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت وجيوشه الفرنسية العالمية وأوقفت حلمه فى تكوين إمبراطوريه فرنسية فى الشرق ،
لكن الأمس ليس كاليوم ،
وليس الجيش المصري كالجيش الفرنسي وأيضاً ليس نابليون بونابرت كإبراهيم باشا ،
وكان الأتراك العثمانيين مطمئنين لقوة أسوار عكا وبساله حاميتها،
وحاصر الجيش المصرى عكا براً وبحراً وقصف أسوارها بوابل من الجحيم ،
حتى سقطت الأسوار الحصينة ، واقتحمها الجنودالمصريون البواسل بكل شجاعة وإقدام تسجله كتب التاريخ بكل فخر ،
ولم يقف الجيش المصري عند عكا بل أكمل مسيرته إلى دمشق واستولى عليها واستراح بها حتى انتهاء شتاء الشام القارس ،
وفى يوليو ١٨٣٢ تقدم الجيش المصرى لمقابلة الجيش التركي العثماني تحت أسوار مدينة حمص ،
وكان النصر حليفاً للجيش المصري الحديث التكوين وغنم الجيش أسلحة وأموال الجيش التركي،
ودخل مدينة حمص فى ٨ يوليو ١٨٣٢ ،
ثم اتجه الجيش المصري إلى مدينه حلب واستولى عليها وأسر حاميتها يوم ١٤ يوليو أي بعد ست أيام فقط من معركة حمص
الجيش المصري سيد الحرب الخاطفه .
ثم تقدم الجيش المصري إلى مدينه بيلان حيث آخر جيوش الأتراك العثمانيين فى الشرق العربي ،
وعلى أبواب بيلان كانت هزيمة ساحقة للجيش التركي ،
وأصبح الطريق مفتوح لقلب الدولة العثمانية وهو هضبة الأناضول،
وقام الجيش المصري بالاستيلاء بسرعة خاطفة على ولاية أضنه ثم ميناء طرسوس وأيضاً استولى على مدينة اورقه وعنتاب ومرعش وقيصرية ،
وأصبحت اسطنبول عاصمة الدولة العثمانية على مرمى حجر من الجيش المصري ،،،
فماذا فعلت تركيا ؟
وأي التدابير اتخذها السلطان محمود
وهو يرى عرشه يهتز ويكاد يسقط أمام الفلاحين المصريين ،
هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة.
كتب : احمد عبد الواحد ابراهيم