فهرس المقال
لقد أثبتت جائحة كورونا أن الأمان المالي ليس أمرًا مضمونًا لأي شخص، فقد تأثر الكثيرون بالخسائر المفاجئة، بينما استطاع آخرون الصمود لأنهم أحسنوا الإدارة المالية في الأزمات ووضعوا خططًا مالية مدروسة، في هذا الجزء الثاني،نستكمل أبرز الدروس العملية التي تساعد على الحفاظ على استقرارك المالي حتى في أصعب الظروف.
الإدارة المالية في الأزمات
عش وفق إمكانياتك ولا تقترض
من أهم قواعد الإدارة المالية في الأزمات أن تعيش ضمن حدود إمكانياتك، وألا تنخدع بالمظاهر أو تغتر بالقروض. فالاقتراض قد يبدو حلاً سريعًا، لكنه يحمل مخاطر جسيمة، خاصة في الأوقات الحرجة، ولتفهم خطوات عملية لبناء صندوق الطوارئ وضمان استقرارك المالي، يمكنك الرجوع إلى الجزء الأول من دروس مالية من وباء كورونا، حيث تم شرح أساسيات الادخار والخطوات الأولى لإدارة أموالك بحكمة، فالتزامك بهذا المبدأ يجعل حياتك أكثر أمانًا واستقرارًا، ويجنبك الوقوع في المشكلات المالية أثناء الأزمات.

ضع لنفسك ميزانية
من أبرز أدوات الإدارة المالية في الأزمات وضع ميزانية دقيقة لتحديد أولويات الإنفاق، لذلك ابدأ بتحديد الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب وفواتير، ثم قارنها بالمصاريف الثانوية والكماليات، حيث إن التخطيط المسبق يمنع الإسراف العشوائي، ويساعد على ادخار جزء من الدخل لمواجهة أي طارئ مالي.

التغيير قد يحدث فجأة وبسرعة
الأزمات الاقتصادية قد تحدث فجأة، ومن هنا تأتي أهمية الإدارة المالية في الأزمات، حيث تتألف الدورة الاقتصادية من ازدهار وانكماش، وما دام الحال جيدًا، فاستغل الفرصة للادخار والعمل على مصادر دخل إضافية، وبهذه الطريقة ستكون مستعدًا لأي تغييرات مفاجئة، وتستطيع مواجهة الركود أو الكساد بثبات وحكمة.
تنويع مصادر الدخل
من الدروس المهمة التي تعلمناها من الأزمات وخاصة جائحة كورونا، تنويع مصادر الدخل، لذلك اعتمد على مصدر دخل رئيسي، لكن لا تجعل حياتك المالية كلها متوقفة عليه، فيمكنك العمل على مشروع صغير، أو استثمار جزء من مدخراتك في الذهب أو العقارات، أو حتى استخدام مهاراتك في العمل الحر عبر الإنترنت، حيث إن تنويع مصادر الدخل يمنح حماية إضافية ويقلل المخاطر المالية، ويعد أحد أبرز أسلحة الإدارة المالية في الأزمات.

أهمية التحلي بالصبر والانضباط المالي
لا يقل أهمية التحلي بالصبر والانضباط المالي عن التخطيط والادخار، حتى مع وجود خطة ميزانية صارمة، قد تواجه تقلبات مالية مفاجئة، فالتحكم في النفس، وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات المالية، والالتزام بالخطة، كلها عوامل تجعل الإدارة المالية في الأزمات أكثر قوة ونجاحًا.
إن الإدارة المالية في الأزمات ليست مجرد نصائح نظرية، بل أسلوب حياة يجب اكتسابه، لأن الأزمات لا تستأذن أحدًا، والنجاة منها تعتمد على التخطيط والوعي المالي، لذلك تذكر دائمًا: “لا شيء يدوم”، لا الفرح ولا الحزن، ولا الازدهار ولا الانكماش، فكن متوازنًا في حياتك واستعد دائمًا للمستقبل.
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.

