“إبتسامات عبدالله”

-البطولة:

“البطولة” كلمة نسبية ومعنى يختلف من شخص لآخر ومن وقت لآخر أيضآ فيمكن أن يكون معناها لديك خاص بعمل معين أو شخص ما مختلف تمامآ عن مفهومها لدي وغالبآ ما يقتصر علي الرجال ولكن كالعادة تأتي صاحبة تاء التأنيث لتغير كل ما هو ثابت…

بطلة قصتنا اليوم كسرت كل القيود، ولدت في عائلة عسكرية، صديقها المقرب الرئيس الأول لمصر محمد نجيب، بطلتنا اليوم هي أول ضابط جيش في زمن الملكية، من منعها الملك فاروق من حمل السلاح في غزة أثناء الحرب الفلسطينية إنها الملازم أول”إبتسامات عبدالله”….

 

 

-المولد والنشأة:
“إبتسامات كريمة المقدم محمد بك عبدالله” مواليد محافظة بني سويف عام 1927م، الأخت الأصغر لسبعة أخوة.
الأب مصري ذو عيون خضراء وبشرة بيضاء حاصل على البكوية وحكمدار”بإعتباره ضابط جيش وشرطة حيث كان يمزج بينهما قديمآ” ، الأم سودانية الإبنة الكبرى للسلطان فضل، تم الزواج عند ذهاب الأب للسودان في مهمة وهناك طلب الزواج فأرشده أحدهم للسلطان وبناته، تم الزواج بمهر عبارة عن قطيع غنم وجمال وخرفان وبقر وبعد إتمامه عادو إلى أسيوط مكان عمل الأب وبعد فترة ولدت إبتسامات كتؤام لأخ يدعى مأمون لكنه توفي وهو صغير.

 

درست إبتسامات في المدارس الإبتدائية الفرنسية ولم تكمل تعليمها العالي لكنها كانت شغوفة بمهنة التمريض منذ الصغر، فإستغلت الفرصة عندما وجدت طلب متطوعين بالهلال الأحمر فدرست به لعام ثم حصلت على الشهادة وأقامت مع شقيقتها الكبرى وزوجها الذي كان عميدآ بالجيش.

 

-الهلال الأحمر والتطوع:
تكرر الأمر والتحقت إبتسامات بالهلال الأحمر مرة أخرى ولكن هذه المرة كمتطوعة ضمن 75 أخريات بالخدمات الطبية في القوات المسلحة وبعد إجراء المقابلة والقبول كلفت هي وتسع آخريات للسفر لميدان الحرب بفلسطين، وخلال أول عشر أيام كانت مهمتهم تطبيب جروح الجنود ومعالجتهن ولكن لكثرة ما رأين من إصابات بالإضافة لغيرتهن من الجنود الإسرائليات طالبن أن يحملن السلاح ويحاربن مثلهن، وهو ما رفضه الملك فاروق تمامآ خوفآ عليهن، وأمر بعودتهن فورآ لمصر وعدم إرسال أي مجندات مرة اخرى، وعند رجوعهن وكان في رمضان إستضافهن على الإفطار مهنئآ على العودة وشاكرآ علي المجهود والفدائية العظيمة التي أظهرنها، ثم تم توزيعهن وعملت إبتسامات بمشفى العجوزة العسكري وظلت تعمل به حتي بلغت سن المعاش.

تزوجت إبتسامات عام 1950 من مسئول قسم الرياضة بجريدة الجمهورية والشبيه بالسادات “محمد حبيب”، وكان هذا الزواج نهاية للتعارف مشتد ورفض من الأخ الأكبر لأغرب سبب يمكن أن تعرفه”وهو رفضه التدخين”ليتدخل محمد نجيب ويقنع الأخ بإتمام الزيجة وتستمر ل 54 عامآ حتى وفاته.

 

تجلس إبتسامات بمنزلها حاليآ شبه فاقدة الذاكرة بحكم تقدم السن ولكنها ورغم هذا تتذكر جيدآ تلك الذكريات الخاصة ببطولاتها الإستثنائية كيف لا وهي من فتحت باب التطوع والعمل بالجيش المصري بل والعمل في أي مجال غيره لتكن تلك البداية فقط ويأتي بعدها مسيرة جديدة وباب مختلف لإثبات الجنس اللطيف لنفسه في أي مكان كان.

شكرآ ملازم أول إبتسامات…وأنت ما هو مفهوم البطولة لديك ومن تراه في هذا المكان؟.

كتبت:هدير محمد طلبة