في الرابع والعشرون من إبريل 1987 ولد طفل لمدير مصنع صلب أرجنتيني ليضحى منذ نعومة أظافره شغوف بكرة القدم كباقي الأرجنتينيين ويصبح هذا الطفل أفضل لاعب في العالم بل في تاريخ كرة القدم منذ نشأتها هذا الطفل هو ليونيل ميسي…

-الطفل الظاهرة:
ولد ليونيل في وسط الأرجنتين بمدينة روزاريو لأب وأم من أصول إيطالية وهو الثالث في ترتيب إخوته فخورخي ميسي الأب كان لديه من الأبناء أربعة من زوجته سيليا كوتشيتيني وهي عائلة متماسكة وشغوفه بكرة القدم، بدأ الطفل مسيرته من سن الرابعة حينما إنضم إلى نادي “غراندولي” حيث كان يتدرب على يد والده خورخي وفي سن السادسة إنتقل للنادي المفضل له وهو نادي “نيولز أولد بويز” خلال فترة وجوده مع نادي نيويل التي دامت لست سنوات أحرز خلالها حوالي 500 هدف فقد سمي فريقه بفريق الشباب الذي لا يهزم ولكن حدثت بعض الأشياء التى أثرت على ميسي وكان من الممكن أن تؤثر على حياته الإحترافية وعلاقته بكرة القدم أولها كان تشخيصه في سن العاشرة بنقص في هرمون النمو وتكاليف علاجه وصلت لحوالي 1000 دولار في الشهر الواحد في البداية وافق النادي على تحمل تكاليف علاجه لكنهم تراجعو فيما بعد، أما الحادث الثاني فكان قبل وصوله لسن الحادية عشر حيث فقد أهم داعم له والسبب الأول لدخوله عالم كرة القدم “جدته” التي كانت ترافقه في كل التدريبات والمباريات مما أثر عليه جداً.
وبعد فسخ العقد مع نادي نيويل تم إكتشافه من قبل “ناكي ريفر بليت” ولكن لم يتحمل تكاليف علاجه بسبب الأوضاع الإقتصادية في الأرجنتين وقتها.

-البداية مع برشلونة:
بما أن أصول ميسي أوربية كان له أقارب في كتالونيا سعو لعمل مقابلة مع المسئولين في برشلونة ووافق المدير الفني للفريق الأول تشارلي ريكساش على انضمامه على الفور لكن سنه الصغير كان سبباً في تردد الإدارة معه فلم يكن من المعروف وقتها تعاقد الفرق مع اللاعبين الصغار ولكن حسمت الإدارة قرارها في التعاقد مع ميسي والتحق بأكاديمية برشلونة للشباب في الثالثة عشر.
في فبراير 2002 وبعد تقريباً عام من إلتحاقه بالأكاديمية تم تسجيله في الإتحاد الإسباني لكرة القدم وفي موسمه الأول 2002/03 مع فريق ناشئي برشلونة أحرز 36 هدفاً في 30 مباراة وساعد فريقه في الفوز بثلاثية الدوري والكأس وكأس كوبا كتالونيا.
وقبل أن يتم السابعة عشر تم تصعيده إلى الفريق الأول وشارك في أول مباراة له في 16 نوفمبر عام 2003 في مباراة بورتو الودية ومنذ مباراته الأولى لفت أنظار الجميع ثم بعد ذلك بدأ المشاركة في التدريبات الأسبوعية في الفريق الأول وصادف نجم برشلونة الجديد رونالدينيو الذي أخبر أنه سيصبح لاعبا كبيراً مما سهل عليه إنتظامه مع الفريق الأول.

في 16 أكتوبر 2004 كانت أول مباراة رسمية له مع برشلونة ضد إسبانيول وقتها كان ميسي يبلغ 17 عاماً وشارك في هذه المباراة كبديل في الدقيقة 82 وأما عن أول أهدافه فكانت من صناعة نجم الفريق الأول وقتها رونالدينيو في مرمى الباسيتي في أول مايو من عام 2005 وفاز برشلونة بدوري هذا العام بعد 6 سنوات عجاف وكانت أول بطولة لميسي مع الفريق الأول.

وقع ليونيل أول عقد له مع الفريق الأول في عيد مولده الثامن عشر أي في 24 يونيو عام 2005 وحصل على الجنسية الإسبانية في 26 سبتمبر وإنتظم وتواجد في التشكيل الأساسي لفريق برشلونة حاملآ الرقم 19 فشكل هو رونالدينيو وصامويل إيتو ثلاثي هجوم قوي مثل رعب لكل الفرق في إسبانيا وأوروبا كلها.
كان أول كلاسيكو له في 19 نوفمبر 2005 وفاز برشلونة بثلاثية نظيفة.
أول دوري أبطال أوروبا لميسي كان عام 2006 لم يشارك في المباراة النهائية لإصابته في مباراة الإياب ضد تشيلسي في دور ال16.

-أرقام ميسي مع برشلونة والجوائز الفردية:
حقق ميسي مع برشلونة الدوري الإسباني 10 مرات ودوري الأبطال 4 مرات والعديد من الجوائز الفردية أهمها الكرة الذهبية (البالون دور) والحذاء الذهبي حيث حصل على كل واحدة 6 مرات.

-ميسي مع منتخب بلاده:

على الرغم من إنجازاته في إسبانيا مع برشلونة إلا أنه لم يقدم هذا المردود مع منتخب بلاده، وعلى الرغم من تقديم الإتحاد الإسباني لكرة القدم عرض لميسي للعب للمنتخب الإسباني إلا أنه فضل تمثيل منتخب بلاده الأم وهي الأرجنتين وفاز مع منتخب الشباب ببطولة كأس العالم للشباب 2005 في هولندا وكان هداف هذه البطولة وحصل على أفضل لاعب في البطولة، ثم تم تصعيده ليشارك مع المنتخب الأول وكانت أول مباراة له ودية المجر في 17 أغسطس 2005 وشارك كبديل في الدقيقة 63 ولكنه لم يكن محظوظا منذ اليوم الأول له فقد طرد فقط بعد دقيقتين من المشاركة.
سماه البعض بالمتخاذل لعدم تحقيقه أي بطولات مع منتخب بلاده فهل هذا حظ أم صدفه أم أنه توجد أسباب أخرى؟..
فميسي عندما أراد تمثيل منتخب الأرجنتين أراد أن يقدم شيئًا لهذا الشعب الذي يعشق كرة القدم عشقاً يصل إلى حد الجنون ولعل المتابع لكرة القدم الأرجنتينية يعلم مايحدث في أعنف كلاسيكو في العالم بين ريفر بليت وبوكا جونيور والإصابات والوفيات التي تحدث بسبب هذه المباراة فهل يمكن أن هذا الضغط هو السبب الرئيسي لعدم تحقيق ميسي لأي بطولة.

 

-سر تخاذل ميسي:

في دراسة أقيمت في ألمانيا عام 2008 قامت بتحليل ركلات الجزاء منذ بداية الدوري الألماني عام 1963 بشكله الجديد حتى عام 2004 وجد الباحثون أن اللاعبين كلما تعرض اللاعب للضغط كلما أخطأ في تنفيذ ركلة الجزاء وقد يكون هذا هو السبب الرئيسي لعدم تحقيق ميسي لأي بطولات مع منتخب بلاده فالضغط قد يعطيك إنتاجا أعلى ولكن دائما ما يخفي الإبداع واللاعبون أمثال ميسي لا يملكون سوى الإبداع لذلك دعونا نستمتع بهؤلاء النجوم بدون ضغط فستخسر كرة القدم وتحزن طويلا مع إعتزالهم.
أتم ميسي منذ أيام عامه ال33 وتقترب ساعة الفراق وهذه سنة الحياة فهل يوجد لاعبين سيعملون على سد هذا الفراغ الكبير أم ستختفي متعة كرة القدم؟…

 

كتب:أحمد عبدالسلام