“التكنولوجيا”..وحش العصر وكابوس الأباء … وكيفيه ترويض هذا الوحش

1B358915 27D9 4EF3 9009 EE3815A524E1

“التكنولوجيا”..وحش العصر وكابوس الأباء … وكيفيه ترويض هذا الوحش

في عالم تغزوه التكنولوجيا ووسائل الإتصال من شتى الجوانب أصبح من المستحيل أن تجد طفلا لا يستخدم الهواتف الذكية والكمبيوتر و الآيباد فلم يعد الأطفال يجدون صعوبة في إستخدام شاشات اللمس أو الضغط على الأزرار التي تحتويها تلك الأجهزة التكنولوجية الحديثة.. و بذلك أصبحت التكنولوجيا وبالتالي السوشيال ميديا مثل ال”Facebook ، اليوتيوب ، الانستجرام” جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية لأي طفل قبل البالغين و هو ما يطرح عدة تساؤلات و إختلاف للآراء حول فوائد و أضرار التكنولوجيا.. و هل لها أخطار تهدد نشأة و حياة الطفل فيما بعد؟…

-أضرار التكنولوجيا على أطفالنا:

لكل شي في حياتنا جانبين المضيء منهما والمظلم المفيد والمضر ولعل من أخطر الأسلحة ذات الحدين هي التكنولوجيا بأنواعها ووسائل التواصل بإختلافها خصوصآ مع الإنفتاح الغير طبيعي الذي يشهده عالمنا حاليآ وتكون الفاجعة الأكبر عندما يكون ذلك الإستخدام غير مقنن وبدون إشراف عندها يتحول الإستخدام العادي للتكنولوجيا لكابوس يومي يهدد العالم أجمع…ولعل أهم تلك الأخطار وأكثرها تهديداً هو:-

1-التوحد و الانعزال:

تدفع الميديا الطفل إلى التوحد و الإنعزال عن عائلته و أصدقائه وينطوي في عالم إلكتروني إفتراضي فتجد أنه يقضي ساعات أمام شاشة الآيباد او الهواتف الذكية إما لمشاهدة الأفلام أو ممارسة الألعاب حتى أن الطفل يفضل قضاء أغلب وقته مع الأجهزة الإلكترونية بدلا من قضاء وقته مع عائلته.

2-أضرار صحية:

قضاء الأطفال ساعات أمام شاشات اللابتوب أو حتى الهواتف الذكية تعرض الطفل للأشعة المنبعثة منها مما يؤدي إلي ضعف النظر و تحسس العين، هذا بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى مثل السمنة لكثرة جلوس الأطفال و تناولهم الأطعمة الكثيرة دون إدراك الكمية.

3-الانفتاح غير المحدود:

من خلال الأجهزة التكنولوجية و الإنترنت قد يتعرض الطفل لمحتوى غير لائق لعمره فهو عالم مفتوح ليس له حدود أو شروط و مع سن الأطفال الصغير لا يدركون كيفية التمييز بين ما هو صحيح و خاطئ مما يؤثر بالطبع في سلوكياتهم.

4-إكتساب العنف:

قد يكتسب الطفل العنف و ذلك نتيجة لمشاهدته بعض الأفلام التي تقدم مشاهد عنف بشكل أو بآخر أو عن طريق الألعاب التي تتضمن حروب أو قتل وعادة ما يتأثر الطفل بما يشاهده بل و يحاول ممارسته في الحياة الواقعية، وهذا ما نلمسه في جرائم القتل المنتشرة في مجمتعنا وآخرها “حادثة قتل طفلة اوسيم حيث نفذت طفلة عمرها ١٣ سنه جريمه قتل من خلال خنق طفله عمرها ٤ سنوات تطبيقًا عمليًا لهذا المشهد على اليوتيوب”.

فوائد التكنولوجيا بالنسبة لاطفالنا

ولنكن منصفين فليس هناك أضرار فقط بل تتميز التكنولوجيا وإستخدامها مع الإشراف وبطريقة عقلانية بعدة مميزات من أهمها:

1-تنمية المهارات الإجتماعية للطفل:

من خلال التكنولوجيا والأجهزة الحديثة يكتسب الطفل المهارات اللازمة لتنمية العلاقات الإجتماعية، فإذا إستخدمت هذه الأجهزة بشكل صحيح يستطيع الطفل التواصل مع أصدقائه و أقاربه من خلال ال Facebook والإنستجرام وغيرها من وسائل التواصل.

2-تطوير مهارات الطفل:

تساعد وسائل الميديا المختلفة في تطوير مهارات الطفل بشكل ملحوظ، فهي تساعده في تنمية مواهبه أو دعمه بالمعلومات اللازمة و التوسع في القراءة عن مجالات يهتم بها و التي بكل تأكيد تقوم بتوسعة مداركه و إكسابه ثقافات ومعلومات في مجالات مختلفة وذلك من خلال إستخدام المحرك البحثي مثلآ.

3-تعليم إلكتروني للأطفال:

للتكنولوجيا دور لا يمكن إنكاره في تعليم الطفل وتنمية ذكائه، فمن خلال الأجهزة الحديثة مثل الآيباد والهواتف الذكية للأطفال يمكنهم التعلم من خلال بعض التطبيقات الحديثة الخاصة بالهواتف الذكية مثل تطبيقات الكتب الإلكترونية الناطقة، بل ويمكنهم تعلم لغات جديدة أيضا عن طريق التطبيقات، هذا بالإضافة إلى أنها تتيح للأطفال فرصة لقراءة الكتب بشكل سهل في أي مكان و أي وقت بدلا من الذهاب إلى المكتبات في أوقات محددة، كذلك التعلم من خلال مشاهده الفيديوهات التعليمية على اليوتيوب في مختلف المواد التعليمية وكذلك تعلم مختلف المهارات .

4-تحقيق الأهداف:

الكثير من الألعاب و الأنشطة التي يمكن ممارستها من خلال ال Facebook او الإنستجرام تساهم في تعليم الطفل ضرورة إنجاز المهام من خلال قيامه بإنهاء مستوى في لعبة أو برنامج تعليمي حتى ينتقل للمستوى الآخر.

-كيفية التغلب على سلبيات التكنولوجيا

ولكي لا نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا الكابوس المخيف وإنتظار الأجل المحتوم فقط يمكننا محاولة التغلب على تلك السلبيات بل وتحويلها لصالحنا الأمر الذي يبدو صعبا و لكنه بالقليل من الاهتمام يكون سهلا و يصبح عادة من خلال بعض الأشياء البسيطة مثل:

1-تخصيص أوقات للعائلة بدون استخدام الميديا :

من الجيد أن يقوم الآباء بتخصيص وقت للعائلة بدون إستخدام الهواتف الذكية وشاشات التلفاز وغيرها من الأجهزة التي تعيق التواصل الاجتماعي في الحياة الواقعية و قضاء وقت للمحادثات والتواصل بينهم مما يجعل هناك لغة حوار بين الآباء والأطفال كما يسهم في إطلاع الآباء علي سلوكيات الطفل وملاحظة ردود أفعاله في مواقف مختلفة.

2-شروط الاستخدام:

من الضروري أن يقوم الآباء بوضع شروط لإستخدام التكنولوجيا  من حيث عدد الساعات و متى يقوم الطفل بقضاء بعض الوقت في الألعاب أو مشاهدة الأفلام فينشأ الطفل على هذه الشروط و تصبح عادة في حياته.

3-كن قدوة..!

-يجب أن تكون قدوة لطفلك فلا يمكن أن تقوم بتوجيه طفلك بالإرشاد في إستخدام التكنولوجيا بينما أنت تقضي أغلب وقتك مع الهاتف أو في مشاهدة التلفاز.

والآن عزيزي القارئ أأدركت مدي خطورة ما يتعرض له أطفالك يوميًا بل وعلي مدار الساعة .. حسنآ لتبدأ حالآ بحماية فلذة كبدك من هذه الحرب الشرسة ولتبدأ بنفسك أولآ.

كتبت: نيفين رضا