تمثال ال١٠٠ عام …ما بين عراقه الحضاره والنهضه الحديثة

F7A45BD7 5EC0 4382 A1E6 C3203BDEA4E8

تمثال ال١٠٠ عام …… ما بين عراقه الحضاره والنهضه الحديثة

كتبت نيفين رضا

تمثال مر على إنشاؤه 100 عام ،
أول تمثال ميدان ينحته مصري في العصر الحديث ، رمزًا لثوره الشعب ، رمزاً للنهضة ، رمزًا لمصر الحديثة ، يمثل فتاة مصرية تقف بجوار أبوالهول ويدها موضوعة على رأسه وتنظر إلى الأمام في إشارة للمستقبل ، شهد معارك طويلة مع البيروقراطية التي اعاقت انشاءه …. هو تمثال نهضه مصر

موقع تمثال نهضه مصر

 

يقف تمثال نهضه مصر شامخا بالقرب من جامعة القاهرة، وفي قلب ميدان يحمل اسمه على مقربة من حديقة الحيوان بالجيزة، ويطل في اتجاه نهر النيل، حيث ينتهي جسر يربط بين ضفتي النهر بين القاهرة والجيزة، وكان موجود من قبل في ميدان رمسيس ثم تم نقله الي مكانه الحالي في ميدان جامعة القاهرة منذ عام 1955.

من هو نحات تمثال نهضه مصر؟

 

محمود مختار هو نحات تمثال نهضه مصر وهو أول تشكيلي مصري يرسخ اسمه في وجدان المصريين، شأنه شأن قاماتها الثقافية التي لمع اسمها في سياق مشروع ثوره 1919 منها سيد درويش وطه حسين وتوفيق الحكيم وأم كلثوم.
محمود مختار أبرز نحّاتي مصر في القرن العشرين، ينتمي إلى الجيل النهضوي الذي التحق بكلية الفنون الجميلة لدى تأسيسها في عام 1908، مع راغب عياد ومحمد حسن ويوسف كامل، ثم سافر إلى باريس حيث التحق بمدرسة الفنون الجميلة، وعُيِّن مديراً فنياً لمتحف غريفان الشهير وعاصر النحات الفرنسي الشهير رودان وتردد على مرسمه. وصنع في فرنسا مجموعة من التماثيل لمشاهير العصر في أوروبا والشرق، لكن غالبيتها دمرت خلال الحرب العالمية الأولى، وبعد الإفراج عن سعد زغلول ورفاقه المنفيين وسفرهم مع باقي أعضاء الوفد إلى باريس كان مختار من بين الفنانين الذين انخرطوا في الثورة وتفاعلوا مع أحداثها.
أن النموذج الأول للتمثال عرضه محمود مختار في صالون الفنون بباريس قبل 100 عام، واستغرقت رحلة إقامته 8 سنوات، ما بين عرض نموذجه المصغر لأول مرة في مايو 1920 وحتى إزاحة الستار عنه في مايو 1928 بميدان باب الحديد (رمسيس) حاليا، قبل انتقاله إلى مقره الحالي عند جامعة القاهرة.
كما أن رحلة الثماني سنوات لإقامة التمثال شهدت معارك طويلة مع البيروقراطية التي أعاقت العمل في التمثال، ومع الساسة المؤيدين للملك فؤاد، الذي خاف من أن تؤدي ثورة 19 لخسارة مكانته السياسية.

تاريخ انشاء تمثال نهضه مصر

اقترح الدكتور حافظ عفيفي، أحد أعضاء الوفد على أمين الرافعي، رئيس تحرير جريدة الأخبار وقتها، أن تتبنى الأخبار الدعوة إلى اكتتاب عام لإقامة تمثال نهضه مصر في أحد ميادين القاهرة، واستجاب الرافعي ونشر في اليوم التالي دعوة للاكتتاب بعنوان «نهضة مصر دعوة إلى الأمة المصرية.»
استجاب الشعب لدعوة التبرع لإنشاء تمثال نهضة مصر وأكملت الحكومة التكلفة، وأقيم حفل كبيروفي 20 مايو عام 1928 في ميدان باب الحديد المعروف باسم ميدان رمسيس حاليًا لإزاحة الستار على التمثال والذي تم نقله فيما بعد إلى ميدان النهضه الذي سمي باسمه امام جامعة القاهرة عام 1955.
التمثال اكتسب قيمة رمزية، لأنه كان أول تمثال ميدان ينحته مصري في العصر الحديث، ليرمز به لثورة الشعب، ويختار الفلاحة المصرية لتكون رمزا للنهضة، وكان هذا الاختيار في حد ذاته ثورة على قيم الدولة المصرية الحديثة التي أسسها محمد علي، والتي اقتصر جهدها في تشييد تماثيل الميادين على تمجيد أبناء هذه الأسرة وحلفائها من الأوربيين.
وظل محمود مختار يجرب أكثر من خيار إلى أن استقر على النموذج الحالي، ومنحه اسم “نهضة مصر” وجاء على هيئة فلاحة مصرية تستنهض “أبوالهول” من سباته العميق، ليربط بذلك بين نهضتنا المعاصرة وتراثنا المصري القديم، وعندما أكمله عرضه في عام 1920 في معرض الفنون الجميلة السنوي في باريس، ونال إعجاب المحكمين وحصل صاحبه على شهادة تقدير.

وذهب سعد زغلول ورفاقه لزيارة المعرض وشاهدوا التمثال المصري وأعجبوا به، وكتبوا إلى مصر يشجعون على إقامته في القاهرة، ووافق مجلس الوزراء في 25 يونيو 1921.

رسالة اعجاب بتمثال نهضه مصر من سعد زغلول

 

من بين الوثائق التي حفظتها اسره محمود مختار في متحف مختار رسالة يعبر فيها سعد زغلول عن إعجابه بتمثال نهضه مصر  وبعث بها إلى مختار أشاد فيها بالعمل وبالمعنى الرمزي الذي يحمله، قال سعد في رسالته:

“شاهدت المثال الذي رمزت به لنهضة مصر فوجدت أبلغ رمز للحقيقة، وأنهض حجة على صحتها، فأهنئك على هذا الخيال الواسع وهذا الذوق السليم وهذا الفن الساحر، وأهنئ مصر بأنك من أبنائها العاملين على إعادة مجدها، وأرجو الله أن يعين هذه النهضة حتى تبلغ كمالها فتشفع مثال النهضة بمثال الاستقلال والسلام (سعد زغلول باريز 6 مايو سنة 1920)”.