بضحكة مميزه وتعبيرات وجه ساخرة .. حفر داخلها كل طرق وأخاديد الفكاهة والكوميديا على مدار نصف قرن أو يزيد ..ليشكل عادل إمام دولة مستقلة وقوية قلما تتكرر على خريطة الكوميديا العربية والمصرية.
شرب من أداء إسماعيل ياسين..وأكل من مائدة المهندس الساخرة والتهم عصارة مدرسة المدبوليز “نسبة إلى عبد المنعم مدبولى”ثم أضاف إلى كل ذلك نكهته الخاصة ليصبح كوكتيل متفرد فى الأداء الكوميدى ..ساعده على ذلك خفة دم طبيعة وذكاء فنى خارق للعادة .. جعله ينفرد بالقمة ويتجاوز تاريخيآ كل أساطير الكوميديا قبله والذين ظهرو معه وبعده أيضاً .. ليطلق عليه الجميع لقب الزعيم عن جدارة وإستحقاق.
لقد لعب عادل دور السنيد أبو دم خفيف لسنوات طويلة لنجوم كثيرون منهم فؤاد المهندس وصلاح ذو الفقار وغيرهم فى منتصف ستينيات القرن الماضي وظل مؤمنآ بموهبته وأنه يستحق الحصول على الصدارة ولم يتأثر من رأي المخرجين الذين قالوا له” إنك لن تتخطى دورك كسنيد وأن الوسامة التى تفتقد الكثير منها لن تمكنك من التقدم أكثر من ذلك” ..لكن بالصبر والمثابرة فعلها عادل إمام فبعد عبارة “أنا كتوموتو” الشهيرة فى مسرحية السكرتير الفنى للمهندس بسنوات قليلة نال أول بطولة سينمائية مشتركة مع سمير صبرى ومرفت أمين فى فيلم “البحث عن فضيحة” ثم توالت بطولاته المتعددة من منتصف السبعينات حتى يومنا هذا دون إنقطاع.
ولأن عادل إمام يمتلك الذكاء الفنى كما قولنا سابقاً ..فقد عمد إلى ترشيح أساتذته الذى لعب معهم دور السنيد أو الأدوار الهامشية ..عمد الى ترشيحهم فى أعماله التى لعب بطولتها مثل فؤاد المهندس فى أكثر من فيلم منهم خمسة باب و خلى بالك من جيرانك وصلاح ذو الفقار فى المولد ..وغيرهم فى أفلام أخرى ..ليرد لهم جميل ماصنعوه له.
وفى ذات الوقت -وهنا مكمن الذكاء -يبعث ببراهين خفية للجماهير والمجتمع الفنى باننى أصبحت منفرداً على القمة ومن كنت معهم سنيدآ بالأمس أصبحت الآن ملكاً عليهم فنيا بحرقهم فنياً وليس تاريخياً لأن الجميع يعرف أكثر تاريخ هولاء ..بالطبع عادل إمام لم يقلل من شأنهم بل أعطى لهم مساحة أدوار كبيرة تليق بهم.
وحينما إنفجرت فى أواخر التسعينات موجة أفلام الشباب بقيادة هنيدى ورفاقه والذى كان إمام السبب فى ظهورهم مثل هنيدى وهاني رمزى وأحمد حلمى عبر أدوار صغيرة فى أفلامه ظن الجميع أن عادل قد إنتهى وأن الخريطة الكوميدية أصبحت ملك هؤلاء الشباب.. لكن ينطلق الزعيم من عرينه بفيلم أمير الظلام ليكتسح الإيرادات ويؤكد لجيل هنيدى أنه مازال أسدآ ودونه أشبال صغار، والسبب الوحيد الذى جعل إمام ثابتاً على قمته طوال تلك السنوات وحتى الآن أنه يمتلك وجهآ محايدآ يصلح لأداء قماشة عريضة من الأدوار المتنوعة من الكوميديا حتي التراجيديا ..لذلك ليس غريباً أنه يستطيع حرق النجوم سواء من سبقوه أو معاصروه.
لتعرف أكثر عن زعيم الكوميديا إقرأ https://adam-arts.com/ar/?p=3868
بقلم:ياسر عز الدين