-أول من أبتدعوا النكتة الساخرة:-
كشفت نتائج دراسة أجرتها جامعة ولويرامبتون البريطانية أن “النكتة” قديمة قدم التاريخ، وأن الفراعنة فى مصر والسومريين فى جنوب العراق هم أول من استخدموا النكتة وروح الدعابة والفكاهة للتخفيف من حدة ما يواجهونه من مصاعب ومتاعب خاصة ما يتكبدونه من معاناة من قبل أكبر سلطتين وهما الزوجة والحاكم.
ونقلت صحيفة “ليبراسون” الفرنسية عن هذة الدراسة أن أقدم نكتة ألقاها إنسان على وجه الأرض تعود إلى 3900 عام، عندما إستخدم السومريون الذين كانوا يستوطنون جنوب العراق الحالى النكتة للتعبير عما يعانونه من متاعب من زوجاتهم “النكديات”.
وتقول النكتة السامرية إذا ما اعتبرت نكتة بالمعايير المتعارف عليها اليوم” أن الشىء الذى لم يحدث من قبل فى تاريخ البشرية هو أن تبادر إمرأة بالجلوس على ركبة زوجها وتلف يدها حول عنقه دون أن يكون هذا الدلال مُنزه عن الأغراض”.
أما أقدم نكته فرعونية فتعود إلى عام 1600 قبل الميلاد، وهى نكته محفورة على المعابد المصرية القديمة وبالتحديد فى عصر الملك سنفرو وتقول النكتة الفرعونية “إذا أردت أن تسلى الفرعون العظيم سنفرو وتخفف عنه همومه فعليك بدفع مركب فى مياه النيل على متنها أجمل فتيات مصر على أن تستبدل تلك الحسناوات ملابسهن بشباك للصيد ثم تطلب من الفرعون الذهاب لصيد الأسماك فى النيل بدون شبكة صيد لينتقى الشباك التى تروق له”.
أشار أستاذ علم التاريخ بجامعة وولويرامبتون الدكتور بول ماكدونالد الذى نجح من خلال هذة الدراسة فى جمع أقدم 10 “نكت” فى التاريخ، إلى أن النكتة كانت تتغير بتغير الأزمنة والقرون، فتارة تأخذ شكل فزورة أو لغز وتارة أخرى تأخذ شكل الفكاهة والدعابة لافتاً إلى أن الغرض من التنكيت منذ فجر التاريخ تناول موضوعات محظور الإقتراب منها بروح من الدعابة للتملص من الوقوع تحت طائلة القانون من أكبر مهددى أى رجل منذ فجر التاريخ وهما الزوجة والحاكم.
-شعب ابن نكتة:-
يشتهر الشعب المصرى بخفة الدم والنكات الساخرة من كل شىء بالمجتمع حتى فى أصعب الظروف واللحظات التى مر بها كانت النكتة حاضرة وأصبحت المقولة الأشهر التى تقال على الشعب المصرى “شعب ابن نكتة”.
النكتة هى نوع من أنواع الأدب الشعبى وتحكى قصة صغيرة أو موقف أو تسلسل من الكلمات الذى (يقال أو يُكتب أو يُشاهد) بغرض التأثير على المتلقى وجعله يضحك.
عادة مايتم تأدية النكات أمام جمهور معين، ويختلف هذا الجمهور من شخصين إلى جمهور فى مسرح لأغراض تجارية وغيرها…
-أنواع النكات:-
تختلف مواضيع النكات على مر التاريخ فهناك نكات سياسة، إجتماعية، جنسية، تاريخية، كذلك الطريقة المستعملة لإضحاك الناس عديدة مثلاً:
1-قد تخبرنا النكتة بشىء عن طريق ،طريقة غير مباشرة وطريفة مثلاً” سألت أبى ذات يوم كيف أعرف أن شخصاً ما سكير؟ فقال الأب: انظر إلى تلك الشجيرتين السكير يراها 4 شجيرات، فالتفت الإبن ولم ير إلا شجرة واحدة” والمعنى المخفى هنا هو أن الأب يعترف عن طريق الخطأ أنه سكير من خلال عملية حسابية.
2-وقد تكون النكتة ساخرة من شخص ما وقد يكون حتى قارئها.
-أبرز النكات وملفاتها:-
ومن أبرز الملفات التى طالما تناولتها النكات المصرية سخرية أهل القاهرة من أبناء الريف وبالأخص الصعيد على الرغم من إنتماء الغالبية العظمى لأبناء القاهرة لأصول ريفية وليست الحياة المعيشية والعلاقة بين الأسرة بمعزل عن السخرية والنكات فمثلاً:
1- الحموات:-
وتعد أحد أبرز النكات فيما يتعلق بالأسرة هى الخاصة بالحموات والتى ألقاها الفنان الراحل إسماعيل ياسين فى أحد الأفلام وظلت متداولة حينما قال: “واحد بيسأل شيخ ما هو القضاء والقدر وما هى المصيبة ،فرد الشيخ قائل القضاء والقدر أن حماتك تقع فى الماء أما المصيبة لو طلعت تانى “.
2- الزوجة:-
أما المنتصر بالله فله واحدة من النكات التى كانت وتزال متداولة ولها تأثير مضحك رغم تكرارها وقد القاها فى أحد المسرحيات “الست تحب أربعة حيوانات فى حياتها 1- الثعلب علشان تحطه فرو على كتفها، 2- التمساح علشان تعمله عربية تركبها، 3-الثعبان علشان تعمله حذاء وشنطة، 4- الحمار اللى هيجبلها كل ده”.
3- مستنى القطر:-
كما أن نكتة أخرى وضعت فى أحد الأفلام للفنان كريم عبدالعزيز، إلا أن النكتة فى حد ذاتها أقدم من الفيلم وهى:”واحدة الدولاب عندها بيعمل صوت لما القطر بيعدى من جنبهم جابت نجار صلحه مرة واتنين وتالت مرة قالتله والله ما أنت ماشى إلا لما القطر يعدى وأشوفه هيتهز ولا لا..شوية وجوزها جه والنجار من الخضة استخبى فى الدولاب.. لما جوزها شافه قاله وأنت بتعمل إيه هنا.. قاله النجار طبعاً لو حلفتلك بإيه مش هتصدق إنى مستنى القطر”.
4- بلادينا:-
أما النكات التى تُستخدم كنوع من السخرية المتبادلة بين أبناء القاهرة وأبناء الأقاليم خاصة الجنوب فيعد من أشهرها:”راجل بلادينا عنده تليفزيون باعه واشترى فيديو، واحد غفير عامل عيد ميلاد لابنه حط فى التورتة 20 شومة.، واحد سافر فرنسا بيعاكس واحدة قالت له سوفاج قالها لا سوهااااااااج”.
5- المساطيل:-
مرة واحدة بتخون جوزها فسمعته طالع على السلم فقالت أخبيك فين أخبيك فين راحت مخبياه ورا التلفزيون فجوزها كان جايب سمك فقالها خدى جهزى السمك ده وراح فاتح التلفزيون يتفرج على الماتش الست جايه تقول له أى ده ياراجل أنت جايبلى السمك صاحى قالها أمال أنا أعمل أى كل ما الأهلى يجيب جون يطلع واحد من الجمهور يبوسنى ويرجع تانى.
6- اثنين فى الصحراء:-
اتنين ماشين فى الصحراء طلع عليهم أسد فواحد منهم رماه بطوبة وجرى بيبص وراه لقى صاحبه واقف بيقوله إنت مبتجريش ليه قالوا وأنا مالى هو أنا إللى ضربته.
ومنذ قدم التاريخ وليومنا هذا تظل النكتة هى الطريقة الوحيدة للجميع ليعبروا عن معاناتهم من الحاكم عبر النكات.
كتبت:غادة إبراهيم