حموضة المعدة و إرتجاع المريء:
تعتبر حموضة المعدة و إرتجاع المريء من أشهر الأمراض المنتشرة بين الناس.
حيث يرتبط في أذهان العامة أن الإحساس بالحرقان وعدم الإرتياح بعد الأكل هو نتيجة زيادة حموضة المعدة أو إرتجاع المريء.
فنجد أن المريض الذي يشعر بهذا العرض يلجأ سريعاً لإستخدام مضادات الحموضة كخيار أول للتخلص من هذا الإحساس المزعج دون معرفة إن كان هذا صواب أم لا.
وأيضاً بدون معرفة دواعي إستخدام مضادات الحموضة .
و بدون معرفة الأثار الجانبية للإستخدام المفرط لمضادات الحموضة.
حموضة المعدة بسبب زيادة الحمض المعدي أم نقصه؟
إن لجسم الإنسان فسيولوجية طبيعية خلق بها و يعمل تباعاً لها في تناغم وتناسق .
وعند تغير ألية عمل ولو خلية واحدة منه تبدء سلسلة إنهيار هذا الإبداع الرباني العظيم إن لم يتم التدخل بشكل طبي سليم.
المعدة والمريء يخضعان لهذه الفسيولوجية فالمعدة تحتاج لوسط حامضي قوي لتقوم بإفراز الإنزيمات الهاضمة و إمتصاص العناصر الغذائية لتؤدي وظيفتها علي اكمل وجه .
بينما المريء يحتاج وسط قلوي أو اقل في درجة الحموضة من المعدة .
يفصل المعدة عن المريء صمام يغلق عند زيادة قوة الحموضة في المعدة نتيجة إفراز حمض الهيدروكلوريك والذي بدوره يفرز عند تناول الطعام .
حموضة المعدة تكون نتيجة زيادة إفراز هذا الحمض بشكل كبير مما يؤدي إلي الإحساس بالحرقان وعدم الإرتياح .
ولكن عند نقص هذا الحمض فهذا يؤدي إلي عسر الهضم و إحتمالية عدم غلق الصمام بشكل كامل مما يؤدي إلي عملية إرتجاع المريء والشعور أيضاً بالحرقان و عدم الإرتياح.
وهنا يتداخل الشعوران معاً فنعتقد انه بسبب زيادة الحمض المعدي .
فنلجأ لمضادات الحموضة دون أن نتسأل إن كان هذا الإحساس بسبب زيادة الحمض المعدي أم انه بالفعل بسبب نقص الحمض المعدي وعسر الهضم .
مضادات الحموضة دواء أم هي سبب الداء؟
تعتبر أدوية الحموضة من أكثر الأدوية مبيعاً حول العالم فهي لا تحتاج روشتة خاصة لوصفها.
علي الرغم من أن إستعمالها بكثرة يضر كثيراً بالصحة و يؤدي لأمراض أخري عديدة.
تعتمد ألية عمل مضادات الحموضة علي معادلة حمض الهيدروكلوريك الموجود بالمعدة و بالتالي تقل درجة الحموضة.
ومع الإستخدام المتكرر لهذه الأدوية فإن حموضة المعدة تقل وبالتالي يتغير الوسط اللازم لإمتصاص المعادن و الفيتامينات اللازمة لبناء الجسم و الحصول علي الطاقة.
و يترتب علي ذلك ظهور الأعراض المصاحبة لنقص المعادن و الفيتامينات من الجسم من أنيميا و تساقط الشعر و الإرهاق المستمر من اقل مجهود و ما إلي ذلك.
كما تعتبر حموضة المعدة القوية خط دفاع مناعي طبيعي للتخلص من البكتيريا و الفطريات .
ومع تغيير درجة الحموضة يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
فنجد أنه تكثر الإصابة بفطريات الفم و جرثومة المعدة.
و نزلات البرد المتكررة و مشاكل في الجهاز التنفسي و إلتهابات اللوزتين و الكثير من الأمراض الأخري.
و قد يتدهور الأمر للإصابة بأمراض المناعة الذاتية و السرطانات و الأمراض الأخري القاتلة.
لذا فلابد أن لا يستهان بالأمر و أن نلجأ لطبيب مختص إن تكرر الإحساس بالحرقان وعدم الإرتياح .
لتحديد إن كان الأمر بسبب زيادة الحمض المعدي أم لا فنتجنب تدهور الأمر. فنتجنب حدوث قرحة المعدة و إرتجاع المريء .