حسين صدقى ذلك الفنان الذى ولد بحى الحلمية الجديدة بالقاهرة  عام. ١٩١٧م، بدأ مشواره الفنى فى فيلم “تيتا وونج” عام1937، من إخراج أمينة محمد.

أسس «صدقى» شركتة السينمائية «أفلام مصر الحديثة» لتكون باكورة إنتاجها فيلم «العامل» ومنذ دخوله عالم الفن فى أواخر الثلاثينيات عمل على إيجاد سينما هادفة بعيدة عن التجارة الرخيصة.

فعالجت أفلامه بعض المشكلات مثل مشكلة العمال التى تناولها فى فيلمه «العامل» عام 1942، ومشكلة تشرد الأطفال فى فيلمه «الأبرياء» عام 1944، وغيرها من الأفلام الهادفة، فكان «صدقى» يرى أن هناك علاقة قوية بين السينما والدين لأن السينما كما يقول من دون الدين لا تؤتى ثمارها المطلوبة فى خدمة الشعب.

إعتزل حسين صدقى السينما فى الستينيات وقام ببطولة 32 فيلماً وقد كرمته الهيئة العامة للسينما عام 1977 كأحد رواد السينما المصرية إلى أن توفى فى 16 فبراير 1976م.

 

 

نشأة حسين صدقى:-

الفنان حسين صدقى المولود فى التاسع من يوليو عام1917 فى حى الحلمية الجديدة وسط أسرة ثرية تملك العديد من الأراضى الزراعية “الأطيان” لأبٍ مصرى وأم تركية، أنجبا ثلاثة أنباء أصغرهم “حسين” الذى حرم من حنان الأب ولم يتجاوز سن الخامسة فتحملت الأم تربية أبنائها واتجهت بهم إلى التربية الإسلامية فدفعت بهم إلى الذهاب للمساجد وأداة الصلاة فى وقتها وخاصة صلاة الفجر فى المسجد وحفظ القرآن الكريم والأحاديث وحضور حلقات الذكر وسماع قصص الأنبياء لتعلم منها، كما حرصت على ملازمتهم العلماء الأزهرين حتى تكون صحبتهم صالحة فأصبح أبنائها صالحون وملتزمون ديناً .

كان الفنان حسين صدقى يسعى فى حياته إلى كل ما يقربه من الله عز وجل؛ فأنشأ مسجده الذى افتتحه الرئيس الراحل محمد نجيب فى الجمعة 23 إبريل عام 1954 وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء آنذاك جمال عبد الناصر وجموع قيادات مجلس الثورة بالإضافة إلى الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر ووزير الأوقاف وقتها يقول حسين صدقى الأبن: أنه فى أغلب التوقعات أن والده الفنان الراحل هو من خطب الجمعة يوم الإفتتاح لأن هناك صورة تجمع بين مجلس قيادة الثورة كاملاً وشيخ الأزهر ينصتون إلى الخطبة وهناك صورة أخرى يظهر فيها والده على المنبر أيضاً يوم إفتتاح المسجد.

وتقول زوجة أبنه السيدة “إيمان” إن الفنان حسين صدقى كان ينتهز كافة المناسبات الدينية للتقرب إلى الله عز وجل؛ فكان البيت مليئاً بالإحتفالات الدينية مثل ليلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان وليالى شهر رمضان وليلة رأس السنة الهجرية فكان يجمع كافة شيوخ مصر وبعض السياسيين لتكن الليلة عبارة عن دورس فى الدين وحلقات الذكر ثم إطعام الطعام.

 

حسين صدقى يعتزل الفن:-

فى ستينيات القرن الماضى وفى عز نجاحه ومجده شعر الفنان حسين صدقى أنه فى حاجة إلى التقرب إلى الله أكثر فتوجه إلى الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر والذى كانت تربطهما علاقة صداقة قوية لإستشارته فى ذلك الأمر فشجعه الشيخ الجليل على الإعتزال  وبالفعل إعتزل الفنان حسين صدقى الفن .

بعد إعتزاله طالبه أهالى منطقته بالترشح فى إنتخابات مجلس الأمة ونجح بإكتساح ليصبح نائباً منتخباًعام 1961، وعرض مطالب أهل دائرته كما طالب بسن قانون لمنع الخمور ولكن لم يتم الإستجابة له وتم حل مجلس الأمة بعد عام واحد ولم يرشح صدقى نفسه فى الإنتخابات التالية، مؤكداً أنه لاحظ تجاهل من قبل المسئولين للمشروعات التى يطالب بتنفيذها.

وتوفى حسين صدقى فى 16 فبراير عام 1976م وقد أوصى اولاده بحرق ما تصل إليه أيديهم من أفلامه بعد رحيله لأنه يرى أن السينما من دون الدين لا تؤتى ثمارها المطلوبة وقبل وفاته بدقائق قال لأولاده :” أوصيكم بتقوى الله واحرقوا كل أفلامى ما عدا سيف الله خالد بن الوليد ” و بعد أن لقنه الشيخ عبد الحليم محمود الشهادة وقت وفاته وصلى الشيخ الجليل عليه حسبما ذكرت زوجتة السيدة “فاطمة المغربى” فى أحاديثها الصحفية

يروى حسين صدقى الابن أن الشيخ الجليل عبد الحليم محمود كان بصحبة أبيه وهو من لقنه الشهادة وصلى عليه وهو أيضاً من دفنه بيده حيث دفن الفنان حسين صدقى داخل مقبرته التى بناها بنفسه أمام المسجد كى يصاحبه الآذان حتى نهاية الخليقة.

 

 

أهم أعمال صدقي:-

«تينا وونج، وساعة التنفيذ، وعمر وجميلة، وأجنحة الصحراء، والعزيمة، وثمن السعادة، وأمرأة خطرة، وليلى والعامل، والأبرياء، وليلى فى الظلام، والجيل الجديد، والحظ السعيد، وشاطئ الغرام، وطريق الشوك، ومعركة الحياة، والمساكين، وليلة القدر، ويسقط الاستعمار، ويا ظالمنى، والشيخ حسن، وقلبى يهواك، والحبيب المجهول، وخالد بن الوليد، ووطنى وحبى ،وأنا العدالة».

 

إنجازات حسين صدقى:-

-بدأ الفنان حسين صدقى مشواره الفنى فى أواخر الثلاثينيات من خلال العمل على إيجاد سينما هادفة لمعالجة سلبيات الواقع الإجتماعى فى ذلك الوقت فقدم مجموعة من الأفلام الهادفة منها:” العامل ، والأبرياء”.

-اشتهر حسين صدقى بتقديم الأفلام ذات الطابع الإجتماعى والذى يبث قيماً ومبادىء عُليا وهو ما دفع النقاد فى ذلك الوقت إلى منحه مجموعة من و”الفنان الخجول” و”خلوق السينما المصرية ” و”صديق المشايخ” و”الشيخ حسين”.

-بلغ رصيده الفنى حوالى 32 فيلماً سينمائياً عالج من خلالها العديد من المشكلات و من أبرزها العامل ، “الأبرياء” ، “ليلى في الظلام “، “المصرى أفندى” ، “شاطىء الغرام” ، “طريق الشوك” ، “الحبيب المجهول” .

-إلى جانب التمثيل أسس الشركة السينمائية “أفلام مصر الحديثة” كما أنتج وأخرج عدداًمن الأعمال السينمائية

-دعا حسين صدقى عبر مجلة “الموعد” الصادرة فى يناير 1956م إلى أنقلاب فنى لمواجهة الغزو الفنى الأجنبى بغزو مصرى و عربى آخر عن طريق إستخدام أحدث التقنيات فى ذلك الوقت وتصدير الأفلام المصرية والعربية لهم.

ليرحل حسين صدقى أحد رواد السينما النظيفة والهادفة تاركاً خلفه تاريخ كبير وأعمال مخلدة رغم مرور الزمن.

 

 

 

 

 

كتبت:-غادة إبراهيم