شخصيات فى حياتنا 1..”عميد الأدب العربى”

IMG 20200820 WA0077

 

عميد الأدب العربى الحديث ورائد التنوير طه حسين وُلِد فى محافظة المنيا بصعيد مصر فى 14 نوفمبر 1889،كان ترتيبه السابع بين ثلاثة عشر طفلًا فى أسرةٍ من الطبقة المتوسطة أُصيب فى سنٍ مبكرةٍ جدًا بعدوى فى العين وبسبب سوء التعامل مع حالته وعدم تلقى العلاج اللازم أُصِيب بالعمى وكان عمره ثلاث سنوات فقط.

تم إلحاقه بالكُتَّاب وهو يشبه المدرسة حيث يتعلم فيه الأطفال القراءة والكتابة ثم أُرسل إلى جامعة الأزهر حيث اكتسب معرفةً دقيقة بالفقة والأدب العربى بالطريقة التقليدية، شعر بخيبة أملٍ عميقة من طريقة تفكير معلميه التى تخلو من الإبداع.

رُشح طه حسين لجائزة نوبل للأدب أربعة عشر مرة وقد بدأ حياته التعليمية من الكتّاب ثم التحق بجامعة الأزهر حيث درس الفقه والأدب العربى ومنذ نعومة أظفاره رفض الحصول على تعليمٍ تقليدى.

 

إنجازات طه حسين:-

فى عام 1908 وصلته أخبار عن تأسيس جامعة علمانية جديدة كجزءٍ من الجهد الوطنى فى سبيل تعزيز وتطوير التعليم فى مصر تحت حكم الإحتلال البريطانى، وكان حريصاً جداً على دخول هذة الجامعة على الرغم من أنه كان كفيف البصر و فقيراً ولكنه إستطاع أن يتغلب على العديد من العقبات تم قبوله فى تلك الجامعة، وقال فى وقتاً لاحق فى مذكراته “الأيام” أنّه شعر بأن أبواب المعرفة قد افتُتحت له منذ ذلك اليوم، وفى عام 1914 كان أول خريجٍ من هذة الجامعة حيث حصل على الدكتوراة مع أطروحته عن الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعرى.

 

ثم حصل على شهادة الدكتوراة الثانية فى الفلسفة الإجتماعية فى عام 1917 من جامعة السوربون فى باريس وفى عام 1919، حصل على دبلوم فى الحضارة الرومانية من الجامعة ذاتها، وفى عام 1919 تم تعيينه أستاذاً للتاريخ فى الجامعة المصرية.

 

عندما تولى منصبه كوزيراً للتربية والتعليم فى عام 1950 تمكن من وضع شعاره “التعليم كالماء الذى نشربه، والهواء الذي نتنفسه” حيز التنفيذ، نجح العميد فى جعل التعليم الإبتدائى والثانوى متاحاً للجميع ويمكننا القول بأن ملايين المصريين يدينون لطه حسين بمحو الأمية.

 

أهم أعمال طه حسين:-

يمكن تقسيم أعمال طه حسين إلى ثلاث فئات: “الدراسة العلمية للأدب العربى والتاريخ الإسلامى” و”الأعمال الأدبية الإبداعية مع المحتوى الإجتماعى لمكافحة الفقر والجهل” و”القوانين السياسية”.

اتجه طه حسين للنشر فى صحيفتين كان رئيس تحريرهما بعد طرده من منصبه كأستاذٍ للأدب العربى الكلاسيكى فى الجامعة المصرية ثم جاء طرده نتيجة لرد فعل الجمهور على كتابه “فى الشعر الجاهلي”.

إن الجزء الأكبر من شريعة طه حسين الشخصية متأثرةٌ فى الأساس بالثقافة اليونانية أصدر طه حسين كتاباً بعنوان “الصفحات المختارة” من الشعر اليونانى الدرامى عام 1920 ومجلداً آخر بعنوان “النظام الأثينى” فى عام 1921 و”قادة الفكر” فى عام 1925 وهكذا فإن الصلة بين ثقافته العربية مع الثقافة اليونانية كانت نقطة تحوله إلى مفكر.

وكان الكتاب الأول محاولةً غير مكتملة فى فضح الشعراء اليونانيين وأعمالهم، أما الكتاب الثانى فكان ترجمة دقيقة لأحد أهم النصوص فى التاريخ اليونانى للحضارة ويتناول التأثير الدينى على الفكر فى العصور الوسطى، ثم ينتقل إلى العصور الحديثة وهكذا…

لم يكن طه حسين متأثراً فقط بالفكر اليونانى فى عمله الأدبى، ولكن أيضاً فى كُتبهِ عن السياسة والحضارة، أثرت الكتب التى أصدرها بعد عودته من باريس بشكلٍ كبير على الأدب الكلاسيكى العربى الحديث.

 

أهم أعماله:-

“الأيام” و”دعاء الكروان” و”المعذبون فى الأرض” و”فى الشعر الجاهلى”

وقد شن طه العديد من المعارك فى سبيل التنوير وإحترام العقل والفكر وتحرير المرأة.

وكان أولها فى عام 1926 عندما أصدر كتاب “الشعر الجاهلى” الذي كان مثيراً للجدل إلى حدٍ كبير فى كلٍ من الدوائر السياسية والأدبية وأثار الكثير من الجدالات التى تصدرت عناوين الصحف آنذاك بين مؤيدين ومعارضين.

إن حججه من أجل العدالة والمساواة مدعومة بفهمٍ عميقٍ وصادق للإسلام ومن الملاحظ أيضاً تعاطفه مع مواطنيه المهزومين وفهمه لأعمق مشاعر وأفكار المرأة كزوجة وحبيبة وأم، أصبح لدى طه نوعاً خاصاً من الأدب وتنافس فيه القراء بحماس بالقراءة والتفسير، والمناقشة والتحليل، وإستخراج معانى واضحة من التلميحات الغامضة.

 

كان طه يعلم أن الحكومة التابعة تولت السلطة تلك الفترة لا تقرأ أعماله وإن قرأت لن تفهم وهكذا إستطاع هزم قمع الطغاة وهرب من سلطة الرقابة وإستطاع تسجيل مظالم الظالمين وفساد الفاسدين.

كان طه حسين يتمتع بحب ومودة تلاميذه وزملائه له خلال فترة حياته انتُخب عضواً فى العديد من الأكاديميات التعليمية فى الدول العربية، وقد تشرفت العديد من المؤسسات الدولية بإستقباله حتى أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة لم تنتبه إلى أوامر رئيس الوزراء المصرى إسماعيل صدقى الذى حذر من توفير فرص العمل لطه حسين، قامت الجامعة الأمريكية بتخصيص قاعة إيوارت لتنظيم وممارسة الأنشطة الثقافية واللقاءات الأدبية حيث حرص الكثيرون على الحضور والإستماع إلى طه حسين ولقبوه هناك بعميد الأدب العربى.

قدم له الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة العليا والتى تُقدم عادةً إلى رؤساء الدول وفى عام 1973، حصل على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

 

 

كتب:-أميرة عادل