مخرج ملبوسًا بالخوف إنه مخرج العالمية الفريد هيتشكوك الذي أصبح ملبوسآ بالخوف علي وقع دقات الفزع وضربات الذعر يميل إلى الجبن.. إنه مخرج أفلام الرعب العالمية الذي اعتبر بأنه كان محظوظًا جدًا عندما اتسم بالخوف والجبن على إعتبار أن الشجاع لا يمكنه تقديم فيلم مشوق ويستحيل أن يبدع في هذا الإتجاه.

جاءت نشأة عملاق الإخراج الذي أبدع كثيرًا في إبتكار أفلام الرعب المثيرة ألفريد هيتشكوك صعبة للغاية وفوق كل ذلك أنه كان بدينًا ومنعزلاً عن الآخرين سكنه الخوف من الآخر الخوف من رجال الشرطة، الخوف من المعلم، الخوف من قس الكنيسة والخوف من كل من هو أقوى منه ينفر كثيرًا من البيض بل عندما يقترب منه يشعر بذعر كبير حيث قال بهذا الخصوص معترفًا: «أنا أخاف البيض بل أكثر من ذلك أبغضه إذ يشعرني بالتقزز.. كرة بيضاء بداخلها كرة صفراء بلا منافذ.. يا للهول هل رأيتم ما هو أبشع من بيضة مكسورة تريق سائلا أصفر؟»

وبلغ وزن المخرج الشهير نحو 180 كيلوغرامًا لأنه كان يجد سعادة كبيرة في تناول الدجاج المشوي والبطاطا والسلطة والحلوى والمثلجات وشرب النبيذ وما إلى غير ذلك، ويعتبر هتشكوك أهم مخرج عرف في تاريخ السينما لمزجه الرعب بالتشويق بالجنس بالكوميديا حيث عرف كيف يستغلها في مخيلته.

 

حياته المهنية:-

قام هيتشكوك عام 1919 بكتابة العناوين الفرعية للأفلام الصامتة في استوديو لاسكي بلندن وهناك تعلم المونتاج وكتابة السيناريو وصار مساعد مخرج عام 1922، وعام 1925 قدم أول أفلامه “حديقة ظالمسرات, The Pleasure Garden” الذي صور في ميونخ ومن الألمان تعلم الأساليب التعبيرية التي ظل مخلصا لها طيلة حياته.

كان أول فيلم يشتهر به هو (النزيل 1927), The Lodger وفيه قدم طابعه المميز: البرئ الذي يتهم بالقتل ويحاول الفرار وإثبات براءته، عام 1934 قدم (الرجل الذي عرف أكثر من اللازم) The Man Who Knew Too Much ثم قدم (الدرجات الـ39) The 39 Steps في العام التالي وهما فيلمان مهمان جدا في عالم التشويق.

اشتهر هتشكوك كذلك ببرنامجه التلفزيوني القصير (ألفريد هتشكوك يقدم) كما أنه كان ناشرا ذكيا إبتاع القصص القصيرة المخيفة التي راقت له وأصدرها في سلسلة اسمها (قصص لم يسمحوا لي بتقديمها على التلفزيون) والذي ربط بين مغامرات “سيدة” وهى بلانش تايلر والتي تقوم بدورها باربارا هاريس وهى محتالة روحانية، وحبيبها بروس ديرن وهو سائق سيارة أجرة وكان يقوم بكسب الرزق من القوى الزائفة التي تمتلكها، وإشترك في البطولة كل من وليام دفان، كارين بلاك, وكاثلين نسبيت وكان هذا هو الفيلم الوحيد لهيتشكوك الذي سجله جون ويليامز.

عندما رأى هيتشكوك ميل بروكس عام 1977 في عمله الكوميدى الساخر في فيلم (القلق الكبير) والذي إستمتع به ولكن في البداية بروكس كان يخشى أن هيتشكوك يكون غير راضي لأنه إنسحب من الفيلم فور إنتهاءه وبعد أيام ثبت أن خوف بروكس غير صحيح وذلك عندما أرسل له هيتشكوك زجاجة من الشمبانيا.

ظهر هيتشكوك بنفسه لفترة قصيرة في العديد من أفلامه وعادة ما كان يلعب بجسده البدين بشكل غير لائق على سبيل المثال شهد يكافح للحصول على مكان مضاعف في القطار.

 

آخر أفلامه ووفاته:-

عمل هيتشكوك قرب نهاية حياته على سيناريو فيلم الجاسوسية المعروض وهو بعنوان (الليلة القصيرة) بالتعاون مع كتاب السيناريو جيمس كوستيجان وارنست ليمان، وعلى الرغم من بعض الأعمال الأولية إلا ان القصة لم تصور. وكان ذلك في المقام الأول بسبب تدهور صحة هيتشكوك وقلقه على صحة زوجته ألما والتي أصابتها جلطة في المخ ثم نشر السيناريو في نهاية المطاف في كتاب عن سنوات حياة هيتشكوك الأخيرة.

مات هيتشكوك بالفشل الكلوي في منزله في بيل اير بلوس انجليس (كاليفورنيا) في سن ال 80 وبقيت زوجته ألما ريفي وابنتهما باتريسيا هيتشكوك أوكونيل، وأقيمت طقوس جنازته بكنيسة الراعي الصالح الكاثوليكية في بيفرلي هيلز وتم حرق جثة هيتشكوك ونشر الرماد في المحيط الهادئ.

وقد رأى هيتشكوك أن الإعتماد على الفنانين والفنانات يعتبر حفظآ لتقاليد المسرح وكان رائدآ في إستخدام حركة الكاميرا والمونتاج للإستكشاف الخارجي خارج الفن السينمائي.

 

 

 

كتبت:-غادة إبراهيم