ألم..لا أعتقد ذلك فأنا أعلم جيداً أنه شعور نسبي متفاوت ودائمآ ما يرددون على مسامعي أنه إذا زاد عن المعدل الطبيعي لا نستطيع الشعور به، أخبروني جميعاً أنه الشئ الوحيد الذي يولد كبيراً ثم يختفي تدريجياً.. فلما ذلك الشعور إذاً؟!…

لما يتعاظم لدي هذا الألم ولا يختفي عندما يزداد عند معدله الطبيعي كما أخبروني؟.. لما لم يقل ويصغر بعد أن ولد كبيراً كما أكدو لي؟!

أتساءل كثيراً عن السبب وأحاول وضع إجابات في مرات أكثر.. أهو ألم الفقد أم البعد أم تدمير الثقة أم الخيانة أيحتمل أن يكون ألم عدم فهم مقصدي ومحاولة تبرير أفعالي مرات عديدة؟.. لا لا أعتقد أنه ألم الصدمة فيما لم تكن تتوقعه… أتدري؟.. لقد أدركت لتوي أنه كل ذلك معآ.. نعم كله معآ فمحال أن يكون ما أشعر به مجرد ألم بسيط لشئ واحد فقط من هذه الأشياء.

لا أريد سماع سؤالك فأنا أعلمه جيداً وكثيرآ ما تردد على مسامعي.. ماذا رأيتي أنتي يا صاحبة ال 22 عامآ لتقولي ذلك؟، فأنتي ما زلتي طفلة لم تنخرط في الحياة وتتخبط بها كما فعلنا…
ولكن عذراً سيدي أرجو ألا تقلل من حجم ألمي فهذا في حد ذاته ألم جديد وليس مبالغة مني ولكن اعلم جيداً أن كل عام من أعوامي ال22 تلك هي بعمر كامل مما عايشته ورأيته أنت، نعم صدقني.

فنحن نعلم جيداً أن العمر خبرات وليس مجرد عدد سنوات، ولكن هل تعلم كيف تأتي تلك الخبرات؟ حسنآ دعني أخبرك..
لقد اكتسبت خبرة جديدة مع كل ألم جديد تعرضت له مع كل شرخ داخلي لا يمكن أن يشعر به سواك، مع كل دمعة أخفيتها عن الجميع لتنعزل بمفردك وتترك سراحها، مع كل مرة سمعت ورأيت فيها ما يجعل قلبك يقطر دمآ وحاولت الثبات وإظهار اللامبالاة، مع كل مرة شعرت فيها بالوحدة وأنت بين أقرب البشر إليك، لقد اكتسبت خبرة جديدة مع كل مرة رأيت من كنت تعتقده أقرب إليك من وريدك يتركك ويذهب بإرادته أو مجبرآ…

صدقآ سيدي كل تلك الأشياء تزيد خدوش الروح يومياً، تجعل الصراخ يعلو ولكن دون الخروج، تسكب الدموع ولكن للداخل، تبدأ في صهر القلب وإماتته يومياً،كل هذا سيدي يخلق الآلم… فعذرآ كف عن تهميش آلامي والتقليل منها.

وأجبني رجاءً ما هو الحل والألم الأكبر يكمن في إخفاء تلك الآلآم جميعاً…

 

 

بقلم:- هدير محمد طلبة