يعد فيروس كورونا من أخطر الاوبئة التي مرت على البشرية والتي حصدت ملايين الأرواح من البشر في أشهر قليلة.
وعلى الرغم من الخسائر التي سببها هذا الوباء في جميع المجالات إلا أنه كان يحمل في طياته العديد من الجوانب الإيجابية التي عادت بالنفع على الإنسان وعلى البيئة وتتمثل الجوانب الإيجابية في :
أولاً: على المستوي البيئي :
عندما بدأ ظهور فيروس كورونا في مدينة وهان الصينية في أواخر عام 2019 سادت حالة من الذعر والقلق في جميع أنحاء دول العالم خوفاً من انتشار هذا الوباء بين جميع دول العالم.
فسرعان ما قامت الدول باتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية لتجنب انتشار الوباء ومنها غلق مجال السياحة والطيران ومنع التنقل بين الدول وغلق العديد من القطاعات الاقتصادية والكثير من المصانع وتوقف الأنشطة الإقتصادية على المستوي العالمي.
مما أدى إلى تخفيض نسبة الانبعاثات التي تنتج عن المصانع وتخفيض نسبة الاحتباس الحراري وانغلاق ثقب الأوزون قليلاً.
مما جعل الأرض تتنفس قليلاً بعدما كادت أن تختنق من الاحتباس الحراري والانبعاثات الناتجة عن الأنشطة الاقتصادية .
ثانياً: على المستوي التعليمي :
يعد قطاع التعليم من الأنشطة التي تأثرت بفيروس كورونا في شتى أنحاء العالم .
وكان من الصعب حضور الطلاب إلى المؤسسات التعليمية في ظل انتشار فيروس كورونا فسعت الدول إلى وضع العديد من الوسائل لتكملة العملية التعليمية على نحو جيد لكي تحد من التجمعات ومنع انتشار فيروس كورونا بين الطلاب.
فكانت الوسيلة الأخرى هي التعليم عن بعد حيث نجحت هذه التجربة في العديد من الدول وتم إتمام العام الدراسي بنجاح وكانت الدولة تقوم بتوفير المناهج التعليمية علي منصات إلكترونية خاصة بها وكانت تمكن الطالب من التعلم من خلال المنزل دون الذهاب إلى المؤسسات التعليمية وهذه الطريقة مكنت الطلاب من الاعتماد على الذات في تعليم أنفسهم في شتي المجالات .
ثالثاً: علي المستوي الأسري :
ونتيجة لانتشار الوباء في دول العالم فقامت الدول بفرض الحظر علي جميع أنحاء البلاد لتحد من التجمعات مما أدى إلى تجمع شمل الأسرة نتيجة توقف الأب والأم عن العمل نتيجة الحظر التي فرضته الدولة مما أتاح للأسرة أن تناقش المشاكل التي تواجههم وأتاح للآباء والأمهات أن يتعرفوا على أحوال ابنائهم والمشكلات والصعوبات التي تواجهم.
ونتيجة لانتشار الوباء كان كل فرد في الأسرة يحرص على نظافته الشخصية خوفاً من أن يصيبه شئ أو أحد من افراد عائلته.
رابعاً: على المستوى الاجتماعي :
تعد طبقة العمالة هي الأكثر تضرراً من هذا الوباء وخاصة العمالة المؤقتة التي تعمل بشكل يومي فبعد ان قامت الدولة بتطبيق الحظر في جميع انحاء البلاد تضررت هذه العمالة لأنها لم تجد قوت يومها.
فسرعان ما قامت الحكومة بمساعدة هذه الطبقة حتي تمكنها من العيش في سلام إلى حين تجاوز هذه الأزمة فقامت بصرف مرتبات في بداية كل شهر لتلك الطبقة في شكل إعانات حتر تستطيع هذه الطبقة من توفير قوت يومها.
خامساً: على المستوى الدولي :
هناك العديد من الدول التي تاثرت بشكل كبير جدا نتيجة فيروس كورونا فقد كان يحصد الآلاف الأرواح من البشر في اليوم الواحد في بعض الدول.
فنتيجة لذلك سادت حالة من التعاون بين الدول من أجل تخطي هذه الازمة فقامت بعض الدول بتقديم المساعدات الطبية للبلاد التي كانت تعاني بشدة من الوباء وعلى سبيل المثال وليس الحصر تقديم مصر مساعدات طبية إلى الصين والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وغيرها من الدول .
وقيام العديد من الدول بتبادل الخبرات بينها من أجل التوصل إلى علاج مناسب لإنقاذ البشرية من وباء فيروس كورونا.
ختاماً : كل شئ يحدث في الكون يحمل في طياته جوانب إيجابية وجوانب سلبية وعلى الرغم من الجوانب السلبية التي سببها فيروس كورونا للبشرية إلا إنه كان يحمل في طياته العديد من الجوانب الإيجابية كما ذكرناها في هذا المقال.
وبالرغم من التقدم التكنولوجي الهائل التي نعاصره الآن إلا أن البشرية تقف عاجزة أمام هذا الفيروس الذي لا يري بالعين المجردة .
كتب: محمد رزق محمد