الصحة النفسية في ظل انتشار كورونا وارتفاع معدلات البطالة.. 

PicsArt 08 30 09.44.09

 

انتشر فيروس كورونا المستجد منتقلاً بسرعة كبيرة من بؤرته الرئيسيه بمقاطعة “ووهان” الصينية في ديسمبر 2019 إلى معظم دول العالم ، بما فيها منطقة الشرق الأوسط.

ومع انتشار فيروس كورونا تنوعت ردود الفعل بين سخرية ولا مبالاة ، فلم يتوقع أحد أن هذا الفيروس سيسلب من البشر حياتهم المعتادة ، لكن مع سرعة تفشي الفيروس وتزايد أعداد الإصابات والوفيات ، بدأت الحكومات حول العالم في إتخاذ الإجراءات الاحترازية ، من قبيل غلق المطارات وفرض حظر التجول ، وتحولت السخرية واللامبالاة تدريجياً إلى خوف وقلق مصحوب بعدد من الضغوط النفسية.

ما هو كوفيد -19(فيروس كورونا المستجد) ؟

هو مرض معدي يسببه آخر فيروس تم اكتشافه من سلالة فيروسات كورونا ، التي تسبب المرض للحيوان والإنسان ، ومن المعروف أن عدداً من فيروسات كورونا تسبب لدي البشر أمراض تنفسية تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط (ميرس) والمتلازمة التنفسية الحادة (سارس).

 

كيف بدأ انتشار الفيروس في مصر؟

بدأ انتشار الفيروس في مصر في نهاية فبراير هذا العام عن طريق إصابه بعض السياح بالفيروس حال تواجدهم في مصر ، لكن السلطات المصريه نفت ذلك ، وأكدت أن مصر خالية تماماً من الإصابات آنذاك ، وأعلنت في الخامس من مارس عن أول إصابة مؤكدة لمصري عائد من الخارج.

وحسب أرقام تناقلها الجارديان ، فإن 97 سائحا أجنبياً على الأقل زاروا مصر في منتصف فبراير ، ظهر عليهم أعراض الفيروس وأكد الفحص إصابتهم به حال عودتهم لبلدانهم ، ومعظمهم قضوا بعض الوقت في سفينة على النيل ، يعتقد أنها السبب في نشر الفيروس في مدينه الاقصر.

تعقيم الأسطح للحد من فيروس كورونا

الصحة النفسية في ظل انتشار كورونا ؟

دعت منظمة الصحة العالمية وأطباء وعلماء نفسيون إلى ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية والدعم النفسي الإجتماعي علة نطاق واسع في ظل انتشار فيروس كورونا ، حيث يرافق تفشي فيروس كورونا المستجد حالة من القلق والزعر ، إذ يشكل عاملاً محفزاً للاكتئاب والقلق نتيجة العزلة أو الحجر الصحي والخوف من الإصابة بالمرض .

إذ تشير دراسات البحث العلمي إلى ارتفاع أمراض القلق والتوتر والاكتئاب والوسواس القهري أثناء تفشي فيروس كورونا.

كما كشف البحث أن الرجال أكثر عرضة للاكتئاب من السيدات ، وقد يرجع ذلك إلى فرض الحظر المنزلي وتقييد الحركة والعمل.

يوضح (كريس سيجرين) ، عالم سلوكي في جامعة اريزونا الأمريكية ، أن هناك تنوع هائل في قدرة الناس على التعامل مع العزلة الاجتماعية التي فرضها تفشي فيروس كورونا قائلاً :”ليس كل من يخوض الأزمة الحالية يكون بمستوي الصحة العقلية ذاته ، مشدداً على أن الشخص الذي يعاني من مشكلات مع القلق الاجتماعي والاكتئاب والشعور بالوحدة وتعاطي المخدرات وغيرها من المشاكل سيكون أكثر عرضة للتأثر بإجراءات التباعد الاجتماعي على نحو سلبي”.

 

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر ؟

تشير الدراسات إلى أن المصابين بالأمراض المزمنة هم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس ، وخاصة المصابين بداء السكري وأمراض القلب والرئتين،كما أوضحت الدراسات أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً هم أكثر عرضة للوفاة بخمس مرات من الفئات الأقل سناً .

 

تأثير كورونا على البطالة:

وصرح الجهاز المركزي للتعبئه والإحصاء في مصر أن معدل البطالة ارتفع إلى 9,2 في المائه خلال الفترة من نهاية مارس حتى نهاية أبريل 2020 ، ويبحث البرلمان مع الحكومة عن اقتراحات لحمايه المتضررين بسبب جائحة كورونا في ظل اتخاذ الاجراءات الاحترازية وتعطيل سوق العمل.

إن معدلات البطالة المتوقعة من شأنها أن تسهم في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية حول العالم ،خاصة من يعيشون تحت ضغط أعباء مالية ، مما يؤدي إلى ظهور اعتلالات نفسية من قبيل الاكتئاب والانعزال وانتشار النزاعات العدوانية ، وارتفاع معدلات السرقة والنصب وجرائم القتل وقد يصل الأمر إلى التفكير في الانتحار.

البطالة في مصر الناتجة عن فيروس كورونا

وختاماً ، نستطيع القول بأننا في حرب ضد الفيروس ، فأصبحنا نعيش حالة من الهوس لمعرفة كل أخباره وانتشاره وعدد المصابين والضحايا ، وهذا هو بمثابة امتحان لنفسيتنا فنحن الآن في مواجهة اسوأ الأمور وأخطرها ألا وهو الإصابة والموت وهي أكثر المخاوف النفسية لدى الأشخاص والتي تجعلنا نعيش في حالة قلق وذعر كبير.

ولابد من الاعتراف بالدور البطولي للقطاع الطبي فهم كمن في حاله حرب ضد الفيروس ، وليس لديهم الوقت لمراعاة حالتهم النفسية ، لذا علينا جميعا أن ندعمهم ونشجعهم ونشعرهم بالفخر والامتنان لما يقدمونه من تضحية في سبيلنا من تعريض حياتهم للخطر ، فلابد من الاهتمام بحالتهم النفسيه بعد هذه الأزمة.

وعلينا جميعا أن نتحلى بالهدوء النفسي ونلتزم بالاجراءات اللازمة للحفاظ على حياتنا حتى نتخطى هذه الأزمة بسلام.

 

كتبت: نرمين الديهي