هى لعبة تلفت الأنظار إليها بمجرد ذكرها ، وتخطف العقول عن مسارها بمجرد وجودها ، كرة القدم أصبحت هى الشئ الذى يساهم فى تفشي الكثير من العنصريات والخوض بعيداً عن الروح الرياضية التى كانت موجودة في السابق.
نرى الآن الخروج عن المألوف بسبب أشياء قد يسميها البعض تفاهات ، ولم يعد يتطرق الشباب الناشئ إلا إلى العنصرية في التعامل مع بعض اللاعبين لأشياء ليست بيدهم كالعرق والجنس واللون وغيره .
كريستيانو رونالدو يساعد منافسه كافاني في لقطة من الروح الرياضيةفي الغالب الرياضة صنعت للرفاهية وللمتعة وقضاء أوقات مرحة ، لكن سرعان ما تحول هذا الأمر على مستوى دول العالم إلى استثمار وعمل كسبه مربح جداً وما المانع من وجود كسب ورفاهية فى نفس الوقت.
ولكن لم يحدث أن وجدنا هذا فكان البعد عن الأخلاق الرياضية من جانب الجماهير وبعضها البعض ومن جانب الأندية واللاعبين حتى أنها أصبحت من الأمور التى قد تحدث فيها ثورات ومشاكل وانقطاع علاقات بين دول وأخرى .
الروح الرياضية في ملاعب كرة القدملم يقتصر الأمر على هذا بل نما وكبر إلى أن أصبحت الرياضة سبب في موت وقتل وقتال ، ولا غريب عنا وليس ببعيد حادثة مباراة الأهلي والمصري التي راح ضحيتها 74 شهيداً بسبب العنف الكروي بين الجماهير وبعدها مباراة الزمالك وانبى التى مات فيها 23 شهيداً أيضًا من ضمنهم شخص عزيز على وصديق لى رحمه الله ، كل هذا من أجل ماذا ؟ أتأخذون مال ؟ أتنالون به سلطة ومنصب ؟الاستفادة في هذا الأمر لمن بربكم؟
أهى للمشجع الذى يخرج من بيته للترفيه ومشاهدة لعبة ليست كغيرها من الألعاب ؟ أم هى للاندية واللاعبين؟ فهم فى النهاية رابحون سواء شهرة أو منصب أو مال.
الأمر لم يعد كما كان فى بدايته بل تغير تغيراً جذرياً إلى الأسوأ، فنشاهد على الملأ التقدم التكنولوجي ولا نشاهد تقدم العقول بالأخلاق والروح الرياضية ، ونسمع كل يوم عن شتائم ومشادات بين اللاعبين والأندية والإداريين بل والمالكين لها مع بعضهم البعض.
والأسوء من هذا هو نكران الجميل ونسيان المعروف من بعض اللاعبين للأندية والجماهير التى لولاهم لما سمعنا عن مثل هؤلاء اللاعبين ولا غيرهم .
ولكن فقد الإنتماء وأصبحت الأموال هي الأساس ، ولم نعد نسمع عن حب لنادي معين وإخلاص له من زمن ولى وأدبر ولم يعد بوسعنا سوا ضرب الأمثال بمثل الذين خلوا وتركوا لنا سيرة أخلاقية رياضية ناصعة من الشحوب.
إن العقول التي تنشأ على حب الكرة و الروح الرياضية تدوم هكذا لا يغيرها هوا أو ميل أو نفوذ وسلطان ولكننا نفتقد هذه العقول والقلوب الآن.
اعلموا أن الرياضة ما هي إلا لعبة لو ألغيت لسارت الحياة كما هي بلا توقف وأكبر دليل على ذلك هو الفيروس الخطير الذى ضرب سكان العالم ولم يكن هناك سبيل لتفادى هذا الوباء سوا بالبعد وعدم التلامس ، فتوقفت معظم الألعاب الرياضية فى العالم كله لمدة تصل إلى ستة أشهر فى بعض دول تزيد أو تنقص من واحدة لأخرى.
وكانت النتيجة أن الحياة مستمرة ولم تتوقف من أجل مبارة مهمة أو لأجل لاعبين مميزين أو نادي معين فعرفنا قيمة اللعبة آنذاك وأرجو أن تكونو قد علمتم أن الحياة لا تقف على شئ أو أحد وإنما الباقى هو حسن المعاملة والسيرة الحسنة والأخلاق الفاضلة.
ولابد أن نخرج جلدة الكرة التى وضعنا عقولنا البشرية داخلها ونشجع بأخلاق ونفرح بالفوز بأخلاق ونحزن على الهزيمة بأخلاق ونعلم الأطفال حسن الأخلاق فإنما الرياضة لا تساوي شيئاً بدون أخلاق .
كتب: محمود سلامة