منذ قديم الزمن والكميتي أي المصري باللغة المصريه القديمه يحاول أن يطور من بلاده ويجعلها مركز الأرض للتجارة والصناعة والزراعة.

واكتشف المصري القديم موقع مصر الفريد والمميز وإشرافها على بحرين إن اتصلوا ببعضهم البعض بقناة فإن مصر ستكون مركز للتجارة العالمية ومنها ستتجهه السفن شمالاً إلى أوروبا وجنوبها إلى أفريقيا وآسيا.

وأول من شرع في تنفيذ تلك الفكرة القديمة ويسخر إمكانيات الدولة المصرية في تنفيذها.

كان حاكم مصر الفرعون سنوسرت الثالث من الدولة الوسطى وتم حفر القناة لتربط بين النيل بالبحر الأحمر.

فأصبحت السفن تخرج من طيبة الأقصر وتسير في النيل حتى القاهرة الآن ومنها تدخل إلى قناة سيزترويس وتسير فيها حتى بحيرة التمساح والبحيرات المرة بالبحر الأحمر فإلى الجزيرة العربية أو الصومال الحالية وهناك جداريات على المعابد المصرية تصف كم الهدايا المرسلة من حكام بلاد بنت أي الصومال إلى الملكة حتشبسوت المعظمة .

وظلت القناة تعمل خلال العصر اليوناني والروماني.

وعندما جاء العصر الإسلامي خاف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من أن يستخدم الرومان القناة فى الهجوم على مدينه جدة ومنها إلى المدينه المنورة عاصمة الخلافة الراشدة لهذا أمر والي مصر عمرو بن العاص من ردم القناة .

لكن بعد بعض الوقت اكتشف الوالي عمرو بن العاص مدى الخسارة التي خسرتها التجارة والخزانة المصرية من فقد أهم مواردها.

فاستأذن الخليفه عمر بن الخطاب رضى الله عنه في إعادة حفر القناة وسميت من يومها خليج أمير المؤمنين .

وظلت تعمل طيله العصر الطولوني ثم الاخشيدى وعندما دخل جيش الفاطميين مصر بقيادة جوهر الصقلي لم يجد إلا ضفاف قناة أمير المؤمنين مكان لبناء عاصمة ملك الخلافة الفاطمية وسيدة المدن في عصرها الذهبى ألا وهي القاهرة .

وأصبح الخليج المصري أو خليج أمير المؤمنين يمر من أمام أبواب القاهرة وهما باب الشعرية وعندها قاموا بانشاء قنطرة أو كوبرى لعبور الناس والدواب والسلع من وإلى القاهرة مرور بالخليج المصرى والباب الثاني كان باب البحر ويشرف تماماً على النيل فى منطقة الفجالة الحالية .

وكان الخليج المصري أو خليج أمير المؤمنين يسمى فى العصر الفاطمي بخليج اللؤلؤة نسبة لقصر اللؤلؤة الذي كان مكانه الآن مدرسة الفرير بشارع الخرنفش .

وظلت القناةعمل فى نقل الناس والبضائع حتى عصر الخديوي إسماعيل وبدأ تطوير القاهرة وأصبح لمصر قناة السويس فتم ردم الخليج وأصبح شارع كبير يربط أحياء القاهرة الجديدة والقديمه.

وظل يحمل اسمه شارع الخليج المصري حتى عام ١٩٥٧ وقيام حركة الضباط الأحرار وحرب بورسعيد أو العدوان الثلاثي فتم تغيير اسم أقدم الشوارع المصرية من شارع الخليج المصري إلى شارع بور سعيد ولازال الشارع يحتفظ باسمه وحركة الناس والبضاعة والزمن التي لا تتوقف .

في كل مكان فى مصرنا العزيزة قصة وحكاية تدل على الأصل الطيب لهذا الشعب العريق .

 

 

كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم