كانت أول أسرة من اليهود سكنت مصر هي أسرة يعقوب بن إسحاق وهجرتها بعد وصول النبي يوسف منصب ورجوع إخوته.
سكن مصر طائفة يهودية وكانت في ذلك الوقت هذه الطائفة تملك مالاً ونفوذاً في مجتمعنا المصري ، وكان عدد اليهود يصل الي الآلاف في سنه ١٩٢٢ حيث وصل ل٨٠ ألف يهودي،
نتعرف سويا علي سكان مصر من اليهود؟
اليهود كانوا ينطقون بالعربية وهم الربانيون القرارون.
وانضم اليهم السفارديم بعد طردهم من اسبانيا.
بعد ازدهار التجارة في مصر جذب إليها الاشكناز الذين جائوا الي مصر بعد المذابح التي حدثت لليهود في اوروبا في اواخرالقرن ١٩.
جائوا الي ملاذهم الامن لهم و هي مصر وشكلوا نخبه من الثقافه والتجارة واتخذوا مكان درب البرابرة موقعا للاقامه.
فمصر كانت اول الاوطان التي نشأت اليهوديه فيها.
هل الوصايا العشر هي البدايه الفعلية لليهود؟
الوجود اليهودي في مصر يعد منذ نزول الوصايا العشر بشبه جزيرة سيناء
اليهود والفراعنة :
ذكر ان الملك سليمان ثاني ملوك بني اسرائيل تزوج من ابنة فرعون مصر ونجد عدائات في بعض الرسوم الفرعونية لليهود.
حيث أمر بنقش النلم لابن رمسيس الثاني والذي يخلد فيه انتصاره علي اليهود من سكان الجنوب.
واليهود المقيمين في فلسطين كانت لهم علاقات تجارية قائمة ذكر ذلك في التناخ استيراد سليمان.
البعض منهم اشتغلوا كمرتزقة في جيوش الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية ، وأقام احد ملوكها مستعمره في جزيره الفنتين فيله في جنوب مصر وهنا سمح لهم بالعباده هناك .
اختفاء الوجود اليهودي:
الوجود اليهودي اختفي في بداية القرن الرابع ، اليهود القادمين من السبي البابلي ، استقروا في مدينة تحفنحيس علي مشارف الدلتا ، تفرقوا في أنحاء مصر المختلفة منهم بمنف ومنهم بالدلتا ، وبرديات جزيره الفيله تحتوي علي الوثائق المكتوبة بالأرامية.
ذكاء اليهود !
رغم الخروج اليهودي من مصر، بما فيه الخروج من سيناء ، فإن العلاقة بين اليهود ومصر بعد هزيمتهم للكنعانيين وإستيطانهم مكانهم بفلسطين ، لم تنقطع تماما ، فيرد ذكر مصر وبعض حكامها في التناخ (المعروف في المسيحية بالعهد القديم أو التوراة والمزامير والأمثال وكتب الأنبياء) ، وقد اختلفت العلاقة من علاقات طيبة إلى عدائية ، فنجد على سبيل المثال ذكر لزواج الملك سليمان ، ثاني ملوك بني إسرائيل ، من إبنة فرعون مصر – أي حاكم مصر – “كتاب الملوك الأول ، الفصل الثالث، الآيتان 1 و 2”
مثلما أيضا نجد تحالفات أقامها بعض الملوك من نسل داود مع حكام مصر ، تلك التحالفات التي أدانها أنبياء بني إسرائيل في التناخ.
و علاقات عدائية أحيانا أخرى كما في النص الذي أمر بنقشه الملك مرينبتاح بن رمسيس الثاني ، والذي يخلد فيه إنتصاره على إسرائيل بقوله: وإسرائيل هزمتها لم يعد لساكنيها من وجود.
وفي أوقات الأزمات التي بدأ يتعرض لها اليهود من سكان المملكة الجنوبية ، والتي حكمها الملوك من نسل داود ، مع نهايتها ، بدأ سكانها النزوح لمصر ، برغم نهي التوراة الصريح لهم بالعودة لمصر ، وبرغم تحذير النبي إرميا من النزوح لمصر، “كتاب إرميا الفصول 41 و42 و43 و44”
وإن كان هذا النزوح لا يمنع أن تكون هناك جاليات يهودية سابقة على نزوح اليهود في عهد إرميا ، ذلك وإن العلاقات التجارية كانت قائمة بين مصر واليهود المقيمين بفلسطين ، كما ذكر في التناخ إستيراد سليمان ، بواسطة تجارة ، لخيول ومركبات مصرية “كتاب الملوك الأول ، الفصل العاشر، الآيات 28 و29”.
وكان نزوح اليهود في عهد إرميا النبي ، معاصرا لحكم الملك المصري إبريس من ملوك الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية.
وهناك بعض اليهود عملوا كمرتزقة في جيوش الأسرة ٢٦ الفرعونية ، فأقام لهم أحد ملوكها مستعمرة في جزيرة الفنتين – فيلة – في جنوب مصر وسمح لهم بإقامة معبد هناك ، وتواجد اليهود في مدينة أسوان ، وقد أغلق المعبد في العصر الفارسي بأمر من الملك داريوس توددا للكهنة المصريين للإله خنوم المقيمين بالجزيرة ، حيث شكل وجود المعبد اليهودي بالقرب منهم شوكة في أعينهم على حد تعبير أودلف أرمان (عالم المصريات الشهير)، كما إختفا الوجود اليهودي في بدايات القرن الرابع قبل الميلاد.
أما عن اليهود الناجين من السبي البابلي، والقادمين في عصر النبي إرميا، فقد إستقروا أولا في مدينة تحفنحيس الواقعة على مشارف دلتا النيل، ومنهم من تفرق في أنحاء مصر ومنهم من إستقر بمنف وتانيس ومنهم من أقام بالدلتا والصعيد.
تحتوي برديات جزيرة فيلة، على العديد من الوثائق القانونية والرسائل المكتوبة بالآرامية التي تصف حياة مجتمع الجنود اليهود المتمركزين في مصر في عهد الإمبراطورية الأخمينية. في حوالي عام 650 قبل الميلاد،
وخلال عهد منسي، شارك الجنود اليهود في حملة إبسماتيك الأول على النوبة. وقد تأثر نظامهم الديني بفترة تواجدهم في بابل حيث تعددت آلهتهم،فعبدوا الإله المحلي خنوم. في معابدهم الخاصة، جنبا إلى جنب إلههم.
العصر الذهبي لليهود:
يعتبر العصر البطلمي العصر الذهبي الأول لليهود بمصر،في المكانة و العدد، فقد تزايد نزوح اليهود من فلسطين إلى مصر خاصة مع إضطراب الأحوال في فلسطين ، كما عمل الكثير من اليهود كمرتزقة في جيوش البطالمة.
واتسم حكم البطالمة بالتسامح الديني، وفي عهدهم تمت الترجمة السبعينية للتاناخ ( العهد القديم ) والتي تعد الترجمة المقبولة في بعض الكنائس كالأرثوذكسية المصرية والكنيسة الكاثوليكية.
وقد قدر عددهم في مصر في العصر البطلمي بمليون نسمة، وهو تقدير وإن كان يلقى قبول البعض فإنه أيضا يلقى تشكيك البعض الأخر وهم الغالبية، وإن كان في نهاية المطاف دليل على حجم الجالية الكبير ، و دورها المتنامي في المجتمع المصري آنذاك وتغلغلها في كافة أنحاء مصر من الأسكندرية وحتى أسوان ، على إنه يلاحظ أن العدد المذكور كان يضم أيضاً منطقة المدن الخمس التي تماثل ما يعرف ببرقة أو شرق ليبيا، التي كانت جزء من مصر في هذا العصر.
وكان مما تمتع به اليهود في العصر البطلمي حرية تنظيم حياتهم بما يوافق قوانينهم، فكان لهم بالأسكندرية رئيس خاص بهم، فضلا عن مجلس للشيوخ ومحاكم خاصة تطبق قوانينهم.
اليهود والرومان:
اليهود احبوا دخول الرومان لمصر في عهد أخر ملوك البطالمة، الملكة كليوبترا السابعة، و قد كافىء أكتافيوس، الذي عرف فيما بعد بإسم أغسطس، اليهود على تأييدهم إياه، بأن أبقى لهم حقهم في مجلس للشيوخ و أكد على إحترام جميع حقوقهم التي كانت لهم في العصر البطلمي.
في حين حرم سكان الأسكندرية الذين رفضوا الإحتلال الروماني لمصر، من حقهم في وجود مجلس لهم، بما جعل العلاقة بين اليهود و سكان الأسكندرية متوترة طوال العهد الروماني، و وصلت لحد الصدمات المسلحة ، و رفع أحيانا كل طرف شكواه للعاصمة الرومانية روما.
اليهود لم يحافظوا على المزايا التي تمتعوا بها طوال العهد الروماني بمصر ، و ذلك لثوراتهم المتعددة على امتداد القرن الثاني من الميلاد.
وكانت أكبر ثوراتهم في عهد الإمبراطور تراجان عام 115 للميلاد واستمرت لفترة وجيزة من عهد الإمبراطور هادريان، فبالرغم من إنها أخمدت بسرعة في الأسكندرية إلا إنها ظلت مشتعلة لثلاث أعوام في صعيد مصر من نهاية الدلتا إلى إقليم طيبة بصعيد مصر ، و ظل صعيد مصر ميدانا لحرب عصابات خلال تلك الأعوام الثلاثة.
وقد ظل المصريين في بعض مناطق مصر الوسطى ، يتذكرون أحداث تلك الثورة بالرغم مرور مائة عام على اشتعالها ، كما يذكرون الرومان بصدقاتهم عندما حاربوا معهم جنبا إلى جنب ضد اليهود ، وظلت ذكرى إخماد تلك الثورة إحتفالا للمصريين بالرغم من مرور مائة عام على حدوثها، فقد كانت ثورة مدمرة دمرت فيها طرق وأحرقت فيها بيوت وخربت فيها ممتلكاتهم.
ونتيجة لثورات اليهود، قلص الرومان إمتيازتهم، ففي عام 70 للميلاد، وبالرغم من عدم إشتراك يهود مصر في الثورة التي حدثت في فلسطين، فإن السلطات الرومانية أغلقت معبد اليهود بمنف، كما أُلزم اليهود بدفع ضريبة قيمتها درخمتان عن كل ذكر بالغ، والتي كانوا يقدمونها من قبل للمعبد الرئيسي ببيت المقدس، وذلك لبناء معبد للإله الروماني جوبيتر الذي أحرق اليهود معبده في ثورتهم تلك ببيت المقدس.
وقد إستمر الرومان في جباية تلك الضريبة حتى بعد إنتهاء بناء المعبد وذلك حتى القرن الثاني للميلاد.
رغم ذلك فان الرومان لم يحاولوا أن يرغموا اليهود بمصر على التحول عن عاداتهم، فأبقي لهم حق العيش حسب معتقداتهم وعادتهم، وسمح لهم بختان مواليدهم، وهو الأمر الذي حرم منه المصريين فيما عدا الذين يسلكون سلك الكهنوت.
وفي الجزء التاني سنتعرف عن إعداد اليهود ، وفي عهد من عاشوا بسلام ومن هم أشهر ممثليهم في مصر ..
كتبت: غادة إبراهيم