ورحل “فتى الشاشة الأول ” والرصاصة لا تزال في جيبه..

الفنان محمود ياسين وداعاً:

 

  جان السينما المصرية ، فارس الفن والأخلاق ، واحداً من نجوم الصف الأول بالوطن العربي ، بطل ” الرصاصة لا تزال في جيبي “.

  غادرنا الفنان محمود ياسين بجسده عن عمر ناهز ٧٩ عامًا، بعد أيام من الإحتفال بذكرى نصر أكتوبر. 

يعد واحداً من أهم النجوم الذين شاركوا بأعمال عن الحرب، ليظل تاريخه وتراثه الفني باقياً للجميع، وهذا بعدما أبعده المرض لسنوات عن الفن والحياة العامة.

 وقد أعلن خبر الوفاة ابنه السيناريست والممثل عمرو محمود ياسين على حسابه بموقع “فيس بوك”

 

السيرة الذاتية للفنان محمود ياسين :

 

ولد فتى الشاشة الأول بمدينة بورسعيد 200 كيلومتر شمال القاهرة) عام 1941 ، كان أبوه موظفا في هيئة قناة السويس، وكانوا يعيشون في فيلا ملك لشركة القناة، فلما قامت ثورة يوليو وصدرت قرارات التأميم لهيئة قناة السويس في 1956 آلت ملكيتها إلى الشعب. 

وتعلق بالمسرح منذ أن كان في المرحلة الإعدادية من خلال (نادي المسرح) في بورسعيد.

 وكان حلمه آنذاك أن يقف في يوم ما على خشبة المسرح القومي. 

بعد انتهاء دراسته الثانوية رحل محمود ياسين للقاهرة ليلتحق بجامعة عين شمس وتحديداً كلية الحقوق، وتخرج فيها عام 1964، ثم إلتحق بالمسرح القومي، وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية، وكان الوحيد في هذه التصفيات المتخرج من كلية الحقوق، ولكن قرار التعيين لم يحدث، في الوقت نفسه تسلم من القوى العاملة قراراً بتعيينه في بورسعيد بشهادة الحقوق وهو الوحيد في دفعته الذي يعين في موطنه الأصلي، ورغم حبه لمدينته إلا أنه لم يتصور فكرة الإبتعاد عن المسرح، لذلك رفض التعيين الحكومي وعمل بالتمثيل المسرحي.

محمود ياسين متزوج من الفنانة الممثلة المصرية شهيرة، وأنجبا الممثل عمرو محمود ياسين والممثلة رانيا محمود ياسين والتي تزوجت الممثل المصري محمد رياض.

 

المسيرة الفنية للفنان محمود ياسين:

 

ولمحمود ياسين تاريخ طويل في السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة المصرية ، ومن أبرز أعماله أفلام : 

  • الرجل الذي فقد ظله عام 1968
  •  شيء من الخوف عام 1969 
  • نحن لا نزرع الشوك عام 1970
  • أنف وثلاث عيون عام 1972
  • العاطفة والجسد عام 1972
  •  الرصاصة لا تزال فى جيبي عام 1974

 

 ‫عندما تقدم في العمر لعب أدوار مميزة في السينما وقف فيها بجانب الأجيال التالية من النجوم فشارك في:

  • (الجزيرة) مع أحمد السقا.
  • (الوعد) مع آسر ياسين.
  • (عزبة آدم) مع أحمد عزمي وماجد الكدواني.
  • (جدو حبيبي) مع بشرى وأحمد فهمي.

 

وبذلك قدم ياسين للسينما أكثر من 150 فيلما بين عامي 1968 و2012.

‫وفي التليفزيون قدم عشرات المسلسلات منها:

  • (الدوامة) 
  • (غداً تتفتح الزهور) 
  • (مذكرات زوج) 
  • (اللقاء الثاني) 
  • (أخو البنات) 
  • (اليقين) 
  • (العصيان)

 

وحقق حلمه في التمثيل المسرحي بتقديم العديد من الأعمال المسرحية الناجحة على خشبة المسرح القومي ومسارح أخرى، ومن أبرز أعماله المسرحية: 

  • ليلى والمجنون 
  • الخديوي 
  • حدث في أكتوبر
  • عودة الغائب 
  • الزيارة انتهت

 

تكريم السادات للفنان الراحل :

حظى الفنان محمود ياسين بتكريم من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بسبب أفلامه التي توثق حرب السادس من أكتوبر وحرب الإستنزاف التي جرت أحداثها منذ عام 1968 إلى 1970.

حيث نال جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975؛ إلى جانب العديد من الجوائز الأخرى عن دوره البارز كنجم أفلام وثقت نصر أكتوبر المجيد.

كما كان محمود ياسين يشارك في جميع إحتفالات النصر التي تلت الحرب على مدار سنوات مضت.

جسد الفنان محمود ياسين دور المحارب في العديد من الأفلام التي ترصد الفترة ما بين عامي 67 و73 مثل: 

  • الرصاصة لا تزال في جيبي.
  •  أغنية على الممر.

 

نعي الأمم المتحدة للراحل سفير مكافحة الجوع:

 

نعى برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة “الفنان القدير محمود ياسين”؛ سفير برنامج الأغذية العالمي للنوايا الحسنة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لأكثر من عقد من الزمان.

 

وبرنامج الأغذية العالمي هو أكبر منظمة إنسانية في العالم لمكافحة الجوع. 

يقدم البرنامج كل عام مساعدات غذائية إلى أكثر من 90 مليون شخص في أكثر من 80 بلداً. 

حصل البرنامج على جائزة نوبل للسلام 2020، لدوره الكبير في تقديم المساعدات.

وعمل الفنان الراحل من خلاله سفيراً لمكافحة الجوع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ 16 عاماً؛ ففي عام 2004 أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أن الفنان المصري الشهير محمود ياسين وافق على العمل مع البرنامج “سفيراً لمكافحة الجوع” وذلك للمساعدة في نشر الوعي بقضايا الجوع في العالم.

 

مجلة أدم تنعي الراحل محمود ياسين
رحل “فتى الشاشة الأول ” والرصاصة لا تزال في جيبه..

قصة رحيل الفنان محمود ياسين:

 

شهدت السنوات الأخيرة للفنان محمود ياسين إبتعادًا إجباريًا عن الوسط الفني والجمهور  .

كانت بداية هذه القصة منذ ٦ سنوات، عندما أعلن عن خبر هام يفيد بإجتماع الزعيم عادل إمام مع صديقه محمود ياسين في مسلسل “صاحب السعادة”، ذلك الخبر الذي إستحوذ على انتباه الجميع، ثم أعلن بشكل مفاجئ عن فسخ التعاقد بين محمود ياسين والجهة المنتجة، وهو ما تسبب في خروج أقاويل حول وجود خلافات بين عادل إمام ومحمود ياسين؛ إلا أن الرواية التي خرجت وكانت قريبة من الحقيقة جاءت صادمة :

” محمود ياسين لم يعد قادراً على التمثيل بسبب مقدمات مرض الزهايمر”.

حيث قيل إنه لم يعد قادراً على حفظ النص، والوقوف أمام الكاميرا لإسترجاع الكلمات، وتم نفي هذه الاقاويل عدة مرات من قبل العائلة ، وبعدها بفترة أعلنت الفنانة شهيرة معلنة للجميع “زوجي في حالة صحية متأخرة بسبب المرض، لم يعد قادرا على التذكر، متمنية أن تظل الحالة كما هي ولا تسوء.”

 

 

كتبت: نيفين رضا