القوات البحرية المصرية .. عام جديد لذكرى ملحمة مصرية


القوات البحرية المصرية :

يصادف اليوم تاريخ 21/10/2020، وهذا يعنى أن اليوم هو عيد القوات البحرية المصرية،

التى سجلت ومازالت تسجل البطولات العظيمة، مثل غيرها من أفرع الجيش المصرى.

لدى القوات البحرية المصرية عيداً يوثق ذكرى إحدى أعظم بطولاتها،

والتى بالطبع تحل يوم 21 أكتوبر من كل عام، ولكن ما هى هذة البطولة التى تسببت فى تخليدها من قبل القوات المسلحة المصرية؟

سيقص لكم آدم اليوم إحدى أعظم البطولات المسجلة في جبين الشعب المصرى، وصدقاً ستكون قصة ملحمية للغاية.

تحتفل القوات البحرية المصرية بذكرى إنتصارها في معركة خلدت عبر التاريخ .

لدى القوات البحرية المصرية عيداً يوثق ذكرى إحدى أعظم بطولاتها، والتي بالطبع تحل يوم 21 أكتوبر من كل عام

ما قبل المعركة:

إندلعت حرب 1967 فى الخامس من شهر يونيو، حيث شنت قوات الدفاع الإسرائيلية هجوماً فى البلدان المجاورة لها “مصر وسوريا والأردن ” مما أسفر عن سقوط شبه جزيرة سيناء المصرية وغزة، وهضبة الجولان السورية، والضفة الغربية، التى كان بحوزة الأردن منذ حرب 1948،

وكانت هذة نكسة وسقطة قوية وظل العرب وعلى رأسهم مصر فى حالة إنكسار كبير، بسبب أحداث هذا الحرب.

لكن سرعان ما انتفض الشعب المصرى ليبدأ معارك تهدف إلى إستنزاف موارد جيش الدفاع الإسرائيلى، سميت بحرب الإستنزاف ، والتى ساهمت بشكل فعال فى رفع الروح القتالية للجيش المصرى، وساهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن تحمل المسئولية عن أحداث يونيو 1967، فى إعادة بناء الجيش المصرى ليكون جاهزاً لمعركة التحرير الموعودة.

 

تحت نشوة المنتصر الزائفة، أراد جيش الدفاع أن يدفع بالقوات البحرية لتتحرش بالمياة الإقليمية المصرية، لتنادى “هل من مبارز؟” وكان السبب فى هذا هو أن القوات البحرية الإسرائيلية أرادت أن تأتى بنصر لها، وكان السبب أنها لم تشارك فى حرب يونيو 1967 وقد خرجت منها نظيرتها المصرية بلا خسائر. ووقع الإختيار الإسرائيلي على المدمرة إيلات ويعاونها إثنان من لنشات الطوربيد.

تم بالفعل رصد الأهداف المعادية من رادار قاعدة بورسعيد البحرية، فأرسل قائد القاعدة العقيد بحرى/ سميح إبراهيم سرب لنشات الطوربيد الذى يقع تحت قيادة النقيب بحرى/ عونى عازر والنقيب بحرى/ ممدوح شمس، وتقدم سرب اللنشات المصرى، فقط ليستكشف الأهداف ففوجئ بإطلاق النار عليه من قبل المدمرة إيلات وسرب اللنشات المعاون، مما أسفر عن تدمير السرب المصرى وأستشهاد رجال السرب.

المعركة:

بعد تحقيق المدمرة إيلات الإنتصار المنشود، زادت نشوة المنتصر أكثر وأكثر، وباتوا مستمرين فى إستفزاز رجال قاعدة بورسعيد البحرية فقط فى تحدى سافر ،

وقد أمرت القيادة بضبط النفس، وأن لا يقتربوا منها، ولكن لم تكن إلا خدعة عبقرية من هيئة أركان القوات المسلحة المصرية، فقد كانت الرسالة عبر الإشارة اللاسلكية ،

وقد تواصلت القيادة مع قائد القاعدة عبر الهاتف حتى لا تكون المكالمة مرصودة من قبل الأعداء،

وقد أمرت بإرسال سرب لنشات الصواريخ التى يقودها النقيب بحرى/ أحمد شاكر وقائد اللنش الآخر النقيب بحرى/ لطفى جادالله، وكانت لنشات الصواريخ مجهزة بأحدث صواريخ السطح ،

وكانت جاهزة للإشتباك وكان عليها الإنتظار لأمر القيادة بضرب المدمرة إيلات.

ومع دخول المدمرة إيلات المياة الإقليمية المصرية تحرك النقيب أحمد شاكر ورجال السرب للإشتباك بصواريخه،

وبالفعل، هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب جانب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل عل جانبها،

فلاحقها بالصاروخ الثانى فتم إغراق المدمرة الإسرائيلية ” إيلات ” على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967، 

وعليها طاقمها الذى يتكون من نحو مئه فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها فى رحلة تدريبية.

وقد غرقت المدمرة داخل المياة الإقليمية المصرية بحوالي ميل بحرى وعاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الذى تم بسرعة وكفاءة.

وطلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة .

استجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل فى عملية الإنقاذ التى تمت على ضوء المشاعل التى تلقيها الطائرات،

ولم تنتهز مصر هذة الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم.

اليوم عيداً يوثق ذكرى إحدى أعظم بطولات القوات البحرية المصرية

تأثير العملية فى التاريخ:

لقد كان إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات بواسطة 4 صواريخ بحريه سطح / سطح، هى الأولى من نوعها فى تاريخ الحروب البحرية وبداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية واستراتيجيات القتال البحرى فى العالم فقد تم فى هذة العملية تدمير مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ للمرة الأولى فقط التاريخ .

تخليد الذكرى وتكريم القوات البحرية المصرية :

وبعد نجاح المهمة صدر قرار جمهورى بمنح كل الضباط والجنود الذين شاركوا فى العملية أوسمه وأنواط وأصبح غرق المدمرة إيلات فى 21 أكتوبر 1967م عيد للقوات البحرية المصرية،

وأشادت الدوائر العسكرية بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية وتم تسجيل هذة المعركة ضمن أشهر المعارك البحرية فى التاريخ .