الهرمونات حلقة وصل بين خلايا الجسم المختلفة فماذا إن حدث خلل الهرمونات !
للجسم طبيعة غامضة وسحر خاص يجذب العلماء لحل تلك الشفرة المعقدة واللغز السهل الممتنع والتعرف على تلك الهالة الغامضة التي تحيط به ، للإجابة عن كثير من التسأولات الفضولية ألا وهي كيف يعمل هذا الجسم بهذا الشكل المتناغم وهذه الطريقة المثالية العظمى !
أبحر العلماء على مر العصور في بحور العلم من خلال تجاربهم و أبحاثهم العديدة في محاولة منهم لإكتشاف هذا السر الرباني العظيم، وبعد قرون وقرون من الزمان استطاع العلماء تفسير آلية عمل معظم أجهزة الجسم المحتملة، وكيف يعمل هذا الجسم كوحدة واحدة بهذا الشكل .
وفي نهايه المطاف توصل العلماء ان هذا الجسد يتكون من مجموعه من الأجهزة التي هي عبارة عن أنسجة، وحدة بنائها الأولية هي الخلية، أي أن جسم الانسان عبارة عن مجموعة من الخلايا لكنها تعمل كخلية واحدة لا تختلف كثيراً عن خلية النحل رمزاً للعمل الدؤوب والنظام المتكامل .
ولا عجب من هذا الجسد العظيم فهو صنع القادر المبين لا سيما بعد أن نعرف أن هذا الجسد يعمل بهذا التناغم نتيجة إفراز بعض النواقل الكيميائية والعصبية والهرمونات التي تنظم عمل أجهزة الجسم المختلفة .
هذه الهرمونات وتلك النواقل العصبية جعلت الجسد كيان واحد إذا إشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد السهر والحمى .
هذه المواد يتم إفرازها بتركيز خاص جداً إن حدث خلل الهرمونات بالزيادة أو النقصان ولو بمقدار ضئيل جداً فإن هذا قد يؤدي لإختلال وظائف الجسم و الإصابة بأمراض عديدة .
لذا في هذا المقال سنتحدث عن الهرمونات، وكيف تؤدي عملها وماذا إن حدث أي خلل في تلك الهرمونات ؟
وما هي العلامات الدالة على وجود خلل في إفراز هرمونات الجسم الحيوية ؟
بدايةً ما هي الهرمونات ؟
الهرمونات هي مواد كيميائيه يتم إفرازها داخل مجرى الدم من غدد خاصة تسمى الغدد الصماء لتنتقل مع الدم الى أعضاء الجسم المختلفه فتؤدي وظائفها على أكمل وجه .
تختلف دور الهرمونات بإختلاف تركيبها الكيميائي وبإختلاف الغدد التي تقوم بإفرازها والتوقيت التي يتم إفرازها فيه .
تعتبر الغدة النخامية هي المايسترو المتحكم في إفراز هرمونات الجسم المختلفة من خلال هرموناتها التي يتم إفرازها إستجابة منها لتحفيز هرمونات منطقة تحت المهاد.
أنواع الهرمونات تبعاً لتوقيت إفرازها :
1. هرمونات تفرز بشكل دائم، وهذه الهرمونات لها تأثير هام في جميع أوضاع الجسم، مثل: هرمونات الغدة الدرقية .
2. هرمونات يتم إفرازها نتيجة تحفيز مواد كيميائية، مثل:
- هرمون الأنسولين عندما تزداد نسبة الجلوكوز في الدم.
- هرمون الأدرينالين والنور أدرينالين والتي يتم إفرازها نتيجة تحفيز عصبي من الجهاز السمبثاوي .
3. هرمونات يتم إفرازها ليلاً، مثل :هرمون الميلاتونين و هرمونات النمو .
علامات تدل على خلل الهرمونات :
- تغير وزن الجسم إما بالزيادة أو النقصان.
- تغير الشهية
- تساقط الشعر
- القلق المفرط
- تقلب المزاج المتكرر
- الإكتئاب
- العطش الشديد
- التبول المتكرر
- الإرهاق من أقل مجهود
- تساقط الشعر
- التعرق الشديد
- إنتفاخ الوجه واحتباس الماء في الجسم
- مشاكل في النظر
- مشاكل في الجهاز الهضمي
و هناك بعض الأعراض التي تصيب النساء دون الرجال أو العكس، مثل ظهور علامات الأنوثة على الرجل أو ظهور علامات الذكورة لدى النساء .
أمراض تحدث نتيجة خلل الهرمونات :
مرض السكري:
يتم إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس ويقع على عاتقه التحكم في المستوى الطبيعي للجلوكوز في الدم،
حيث أنه يعمل على تقليل نسبة الجلوكوز بما يناسب معدل إستهلاك الخلايا .
ولكن عند حدوث خلل في إفراز هذا الهرمون فإنه قد يلحق ضرر جسيم بالإنسان حيث أن زيادة إفراز هذا الهرمون قد تؤدي لنقص مستوى الجلوكوز في الدم عن المستوى الطبيعي له،
مما قد يترتب عليه حدوث غيبوبة، وقد يؤدي لموت الخلايا والوفاة في نهايه الامر.
أما إن حدث خلل قد يؤدي لنقص إفراز هذا الهرمون فان هذا يؤدي الى زيادة مستوى الجلوكوز في الدم عن المستوى الطبيعي مما يؤدي الى الاصابه بمرض السكري
هشاشه العظام:
عنصر الكالسيوم هو المسئول عن نمو العظام ومنحها القوه اللازمة، لكن هذا العنصر يؤثر عليه الكثير من الهرمونات، مثل:
- هرمون الكالسيتونين
- هرمون الغدة الدرقية
- هرمون البروجسترون
وعند حدوث خلل في أي من هذه الهرمونات قد يؤدي هذا لخلل بنسبه الكالسيوم في العظام مما يؤدي لهشاشة العظام وسهولة كسرها .
وليس هذا فحسب فان خلل الهرمونات قد يسبب العديد والعديد من الأمراض الأخرى سواء كانت هذه الأمراض عصبية او جسدية .
فمثلاً:
- قد يتسبب زيادة إفراز هرمون الألدوستيرون في إحتباس الصوديوم والماء داخل الجسم ونقص نسبة الكالسيوم، مما يؤدي إلى إرتفاع ضغط الدم وإنتفاخ الجسم .
- أما بالنسبة للهرمونات الجنسية في عند حدوث خلل بها قد يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية ومن أبرز المشاكل الناتجه عن إضطراب الهرمونات الجنسية هي توقف الإنجاب.
فالهرمونات تأثيرها دائماً ما يكون على نطاق واسع، فهي لا تؤثر على أعضاء الجسم فحسب، بل تؤثر على الهرمونات الأخرى والنواقل الكيميائية أيضاً .
لهذا فإن الحرص على الحفاظ على المستوى الطبيعي للهرمونات هام جداً،
إذا أن أي خلل ولو في هرمون واحد فقط قد يسبب خلل في بقيت هرمونات الجسم، مما يؤدي الى إضطراب العمليات الحيوية المختلفة .
والحفاظ على مستوى الهرمونات يكون بالإبتعاد عن الأدوية والأطعمة المحتوية على الهرمونات،
وعمل فحوصات مستمرة للتأكد من مستوى الهرمونات الطبيعي، واللجوء للطبيب فوراً عند الشعور بأي أعراض جديدة على الجسم .
كتبت:-ســارة الــحـلاج