إفتتاح دار الأوبرا لأول مرة :
يشهد الأول من شهر نوفمبر مرور أكثر من ١٥٠ عاماً على إفتتاح أول مركز للثقافة والفن .
أول دار أوبرا فى مصر والمنطقة العربية وأفريقيا…
الأوبرا الخديوية أو الملكية وكانت تقع بين منطقة الأزبكية وميدان الإسماعيلية “ميدان التحرير” حالياً.
موقع دار الأوبرا القديمة لا زال موجوداً، إلا أنه قد تم بناء جراج متعدد الطوابق للسيارات ذا شكل “عادى”، عكس الشكل المميز الذى كان يميز دار الأوبرا، لكن الميدان الذى كانت الأوبرا تطل عليه لا زال يحتفظ باسمه القديم (ميدان الأوبرا).
سبب تسميتها ب دار الأوبرا الخديوية والهدف من إنشاءها :
كان الخديوي إسماعيل شغوفاً بالفن ، وافتتح دار الأوبرا فى الأول من نوفمبر 1869 مع إحتفالات قناة السويس، لذلك سميت بدار الأوبرا الخديوية نسبة له .
وقد أراد أن تكون الأوبرا الخديوية تحفة معمارية عالمية، فكلف الإيطاليين أفوسكاني وروسي بوضع تصميم لها، واستعان بالرسامين والمثالين،
كما أراد أن يفتتحها بعمل يليق بالتاريخ المصرى، فطلب من مارييت باشا صياغة قصة أوبرالية مستوحاة من التاريخ المصرى، وكتبها الشاعر الإيطالى جيالا نزوق، وعهد إلى الموسيقار الإيطالى فيردى بوضع موسيقاها فكانت أوبرا عايدة ، إلا أنه تم أفتتاحها بأوبرا أخرى اسمها “ريجوليتو” مساء ليلة 29 نوفمبر من العام نفسه 1869، وكانت فى مقدمة مشاهدى الأوبرا فى تلك الأمسية الإمبرطورة أوجينى.
كيف تم تجهيز دار الأوبرا الخديوية ؟
اعتبر مسرح الأوبرا القديمة واحداً من أوسع مسارح العالم رقعة واستعداداً وفخامة ، وقد صنع مبنى الأُوبرا من الخشب وكان يسع 850 مقعدا ، وقد بلغت تكاليف الإنشاء حينذاك 160 ألف جنيه،وتم الإنتهاء من إنشائها فى خمسة شهور فقط .
وانتهى البناء الهيكلى للأوبرا فى أول سبتمبر ١٨٦٩، وبقيت لوازم التحضير والتجهيزات الأخيرة.
ففى ١٩ / ٩ / ١٨٦٩ وصلت باخرة إنجليزية من مرسيليا تحمل ١١٧ صندوقًا من الموبيليا، وصندوق ورق، و١٤ صندوقًا للنباتات، و١٣ صندوقًا لبعض المَركبات وعجلاتها، وخمسة صناديق لأدوات تركيب الغاز، و٢٥ للشموع. وتم إرسال هذه الصناديق فى قطار من ميناء الإسكندرية إلى القاهرة فى ٢١ / ٩ / ١٨٦٩ ، كما وصلت تجهيزات جديدة للأوبرا من فرنسا، هى: ٣٣ صندوقًا للموبيليا والنجف، وخمسة صناديق للنباتات، و٣٠ للشمع، وثمانية لعجل المركبات فى ٤ / ١٠ / ١٨٦٩ .
العقبات التى مرت بها دار الأوبرا الخديوية وحتى نهايتها :
- إندلع حريق فى الأوبرا فى اليوم الثانى من أفتتاحها ، حيث كان أفتتاح الأوبرا فى نوفمبر ١٨٦٩ ، باوبرا ريجوليتو ، التى لم يكتمل عرضها فى اليوم الثانى ، إذ حدث حريق أدى إلى فرار الممثلين .
- واجهت دار الأوبرا مشاكل عديدة منذ بدايتها ، منها:
مرورها بأزمة الديون وعزل الخديوى إسماعيل .
إنقطاع أخبارها الإدارية فى الدوريات والوثائق حتى مايو ١٨٨٠ .
ثم تقدم كلاً من موسى بك المدير السابق لمصلحة البريد المصرى و المسيو لاروز أمين مخازن التياترات بطلب إلى لجنة التياترات والتى سلمت الطلب بدورها إلى نظارة الأشغال وقتها وقام بعمل مذكرة وتسليمها إلى مجلس النظار .
عاد نشاط الأوبرا مرة أخرى فى ٢٢ نوفمبر عام ١٨٨١ ، عندما تولى الخديوى محمد توفيق ابن الخديوى إسماعيل الحكم ، وعرض مديرها لأروز، أول رواية لمسرح الطفل فى مصر، تعتمد أساساً على فنّ البانتومايم.
استمرّ نشاط الأوبرا فقط مقرها القديم حتى استيقظ المصريون، صباح التاسع والعشرين من (أكتوبر) عام 1971، على خبر حريق الدار، أحد أهم الآثار الثقافية بمصر، التى غنّى على مسرحها كبار المطربين المصريين والعرب والأجانب، ودمر المبنى المصمم من الخشب، فى حين لم ينج من الحريق سوى تمثالان من تصميم محمد حسن ، وتمّ تفسير الحريق بأنّه بسبب ماس كهربائي ، وقضت مصر ١٧ عامًا دون وجود أُوبرا فيها ، حتى قدّمت الحكومة اليابانية منحة لتشييد دار الأوبرا فى شكلها وموقعها الجديدَين، وافتتاحها عام1988 للمرة الثانية.
كتبت : نفين رضا