سليلة الملوك، تتمتع بذكاء ودهاء، تميزت عن نساء عصرها، صاحبة إمبراطورية قوي شأنها، حبيبة رجل وصديقة آخر، ” إنها كيلوباترا “….
دارت حول وفاتها الروايات والأقاويل، سجل التاريخ أنها قامت بقتل نفسها بأفعى سامة، وبعد مرور 2500 سنة يُجرى تحقيق تترأسه محققة جنائية شهيرة وتكشف عن حقائق و روايات مختلفة كلياً وتظهر ملابسات وفاة آخر فرعونة لمصر لأكثر من عقد من الزمان.
” باتي براون ” تكشف سر مصرع كيلوباترا :
“باتي براون” المحققة الشهيرة والجوالة الأمريكية جاءت إلى مصر؛ للكشف عن التفاصيل الغامضة حول مصرع كليوباترا، جريمة مر عليها أكثر من ألف سنة . بدأت المحققة “براون” بوضع قصة الانتحار تحت الإختبار، وبدأت من المدينة التى حكمت منها كليوباترا مصر، وذهبت إلى مكتبة الإسكندرية و قابلت الدكتور “مصطفى العابدي” العلاٌمة الريادي فى أسرة كيلوباترا وسألته عن المصدر الفعلى لقصة حياة كيلوباترا، وأخبرها أن المصادر كلها ثانوية حتى القديمة منها. فقامت بعمل مسرح جريمة ثلاثى الأبعاد، وفحص السجلات الأقرب إلى الحقيقة عن طريق المؤرخين الرومانيين، وكان أهمهم (برو تاركس،ديوكاسيوس ) و محاولة الأخذ بها مع أنها دُونت بعد الوفاة بألف سنة. ووجدت أن الجميع يشهد ويقر أن كيلوباترا كانت مسجونة يوم وفاتها، وكان السجان أكتافيوس يقيم معها فى القصر .
وذكر عن المؤرخ “بوروتاركس” أن كليوباترا كانت راقدة بلا حراك فوق فراشها الذهبي مرتدية الثياب الملكية ولكن النصوص تتنافى وتثبت أشياء خطيرة وترجح أن كيلوباترا قتلت نفسها عبر تهريب أفعى سامة فى سلة تين، أما “ديو كاسيوس ” يقول أنها إبريق ولكن لم يرجحوا سبب آخر للوفاة غير “السُم “. ثم توجهت “براون” للكشف عن مسرح الجريمة عن طريق بقايا قصر كليوباترا و الضريح التى كانت تقيم فيه ورسمت مسرح الجريمة عن طريق خط ساحل الإسكندرية الحديث مع إنه مختلف تماماً فى الشكل والمضمون ولكن بمساعدة بيانات المسح تحت الماء فى المواقع الأثرية.
واستمرت في البحث عن شخصية كليوباترا نفسها، و هل كليوباترا لديها دوافع انتحار؟
وبسؤال الطبيب “هارولدج بورزتاين ” إخصائى علم النفس، عن دوافع الإنتحار التى يملكها أى شخص ؟ فقال ينتحر الشخص عندما لا يتحمل العيش، أو لديه ألم مرعب لا يستطيع التكيف معه، أو أنه يظن لو مات سيكتسب أشياء لا يمكن أن يجدها فى الحياة. والسؤال هنا؟ هل هناك شئ فى حياة كليوباترا كهذا؟ ولدت كليوباترا عام 69 قبل الميلاد وكانت لأسرة ملكية إغريقية من مقدونيا، سُميت عائلتها باسم بطليموس الحاكمة، حكمت لأكثر من 300 قرن، نشأت فى البلاط الملكى ، عاصرت ثروة من أعظم الثروات الفكرية فى التاريخ، كانت تتمتع بذكاء وجمال وشخصية جذابة، كانت تتحدث سبع لغات بطلاقة. وفى البحث عن العائلة لم يجدوا أى شخص منتحر بل كان هناك قتل،كانا أباها وأمها أشقاء، زواج المحارم كان متصدر الحياة لديهم……ولنا فى اللقاء باقية بإذن الله.
كتبت :- نورهان أمين